اليمن أصابته لعنة أهله ، اليمن أُبّتَلَيَ بهراقطة في السياسة وسيئي النوايا وخباث في العمل ، اليمن أصابته عين الحسود ، ومسه الجن الى أن أصبح من يمتهن السياسة فيه يلبس لباس المفتي والمسالم والصالح والساعي لمصالح العباد والبلاد من جهة والمتصرف كشيطان متهور لايرحم لا العباد ولا البلاد من جهة أخرى . لقد غطى البياض شعر رؤوسنا ولم نفهم شيئاً ممايجري بل عجزنا عن التوقع مما يؤكد أن سياسيينا كالأطفال وليسوا محنكين في السياسة ، ولكننا في نفس الوقت أصبحنا تائهين في متابعتنا وفهمنا للسياسة في أمور بلادنا ، فيوم يجتمع السياسيون وتقول الأخبار أنهم تناقشوا وتباحثوا وقد قرب اتفاقهم على أرضية الحفاظ على الوحدة الوطنيه والسكينه والبلد والمسار الديمقراطي والشراكة وعدم إقصاء أي جهة . ويشاركهم المندوب الدولي ويطلع علينا بعناوين مشجعة وايجابية وماعلينا كمواطنين إلا أن نعبر بالفرح وقرب الفرج من حل الأزمه والتي قطعاً إن طالت ستطول كل شيء في البلاد ، وطبيعي نشعر بعد كل تلك التصريحات وخصوصاً أنها تأتي من مندوب أممي أو مندوب لأحد الأحزاب الرئيسية في اليمن ، وماهي إلا أيام وتبدأ التناقضات تظهر ، والتصريحات تعلعل المواقع الألكترونية والصحف الورقية ، وكل يتهم الآخر أنه هو المعرقل لحل الأزمة السياسية ، وأن هذا الطرف أو ذاك يسعى لبسط سلطته على بقية المكونات السياسية ، ويفرض قوته على الآخرين وتهميش آخرين . أصبحنا كمتابعين للوضع السياسي في بلادنا وككتاب كالأطفال نفرح لقرب حدوث حل للأزمه وننزعج لظهور اختلاف وتباين بين من يجتمع ، وكل يوجه سهامه على الآخر بتحمل المسؤولية على فشل المفاوضات . والمضحك المؤلم أن هذه الصورة تتكرر ونحن التعساء .لم نعد نستطع كمواطنين وكمتابعين وليس كسياسيين أن نستوعب أو نفهم أو حتى نتوقع ماسيحصل وينتج عن كل تلك الاجتماعات والاتفاقات وفي اليوم الثاني اتهام مكون لآخر أنه هو سبب تعطيل الحل واستمرار الأزمة . قالوا حزب الاصلاح تمدد وبسط نفوذه في كل مكان وقام بتهميش وإقصاء من ليس معهم ، هنا عبرنا بأكثر من وسيلة أن هذه التصرفات مرفوضة ، وقال آخرون أن المؤتمر الشعبي العام منقسم على نفسه ، وأنه يعرقل الحل وأن هدفه إعادة السلطة وبأي وسيلة وبالطبع رفضنا هذا الطرح وإن كان مجرد خبر ، دخل أنصار الله أو الحوثيون على الخط وفرضوا وجودهم في الاتفاقات وعندما وجدوا الفرصة والقوة حاولوا أو هم بالفعل فرضوا سلطتهم على النظام فقلنا هذا لايجوز ، اجتمع الجميع واتفقوا على ألا يتفقوا ، كل فترة نرى ميلاد اتفاق بين المكونات السياسية فنسر ونفرح وقبل أن يجف الحبر الذي وقعه الجميع فإذا هناك اختراق للاتفاق ولم نعد كمتابعين أن نستوعب ماذا جرى وماذا يجري في اليمن . شُكِلَتَ حكومة كفاءات وباركها الجميع ، وإذا بمكون بعد أن بارك وجودهم يظهر عدم موافقته على تلك الحكومة ، والى متى ياترى نتفق اليوم ونختلف في اليوم التالي !؟ بصراحة أمورنا في اليمن غريبة وكأننا لسنا نحن الذين نتفق في يوم ونختلف في اليوم التالي، بل كأننا فقط مندوبين ولاعبين متنافسين لأجندة خارجية واليمن هي الملعب ، بل لم نعد نفهم أي المصادر من الأخبار التي نستقيها للوضع المحلي هي الصادقة والرسمية ، والتي على أساسها نثق بمصدر الخبر أو من عدمه . اتفاقات وتواقيع وحضور مندوب دولي وسفراء وإعلان رسمي بتوثيق كل ذلك وأخيراً يظهر علينا من ينكر ذلك أو يشكك به أو ببعض بنوده بل وينفيه ،لم نعد نفهم كل ذلك أشبه بلعب الأطفال وليس سياسة رجال محنكين يعون أن مصير البلاد والعباد يتحملون مسؤوليته. استقال رئيس الحكومة فقلنا تصرف عادي ، ولحقه في نفس اليوم استقالة رئيس الدولة ، هنا قلنا أزمة ولا أحد يستطيع التكهن بمسارها ، ظهر من سيطر على البلد وبدأت الأزمة تستعصي على سياسيينا لأنهم مثلما يبدو مراجعهم خارجية وليس يمنية بحتة ، ورفض الجميع التنازل من أجل اليمن ، واستمر الوضع مكانك سر ، يعتمد فقط على شم الأخبار والتوجهات والأمل في إنهاء الأزمة قبل أن ينفجر الوضع ، وأخيرآ غادر الرئيس العاصمة الى عدن وبالتأكيد سمعنا أخباراً كثيرة ، ومرت على أذهاننا أحداث تعيسة كثيرة، وبتصرف كهذا الأخير وبصرف النظر عن أسبابه ودوافعه المحلية أو الخارجية ، فإنه بالتأكيد قد خلط الأوراق وجعلنا نفقد كل حدس وخبرة في التوقع والتكهن الى أين ستسير اليمن بعد خلط كل تلك الأوراق . !؟ [email protected]