منذ انهيار سد مأرب، وحتى اللحظة - باستثناء فترة حكم بنت الصليحي – والقوى في اليمن منغمسة في صراعات ترتدي في بدايات طريقها نحو السلطة لباس المدنية والطائفية والمذهبية والعنصرية، وحين يتخرّق اللباس في منتصف الطريق تنكشف الحقيقة المروّعة والملخصة في الوصول للميزانية العامة! انهار السد قبل الفي عام وهاجر المئات، ومن تبقّى خاض صراعاً دموياً من أجل الوصول للميزانية العامة والاستمتاع بها..حلّت اليهودية..وظهرت مجاميع ممن دانت باليهودية وقدّست العهد القديم ومارست كل الطرائق الشرعية واللا شرعية حتّى وصلت للميزانية..وحين وصلت كان لباس اليهودية الذي يستر عيوبها قد انكشف..وهكذا حتّى ظهر الاسلام في اليمن مثل إعصار ..إعصار أباد كل القوى الظلامية السابقة والتي اعتاشت من الخرافات وأديان ما قبل الاسلام..وساد نوع من العدل.. ولكن ذلك العدل لم يدم طويلاً ..اذ ظهرت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بقرنين مذاهب واتجاهات كلها ارتدت لباس الشرع والتقوى واستمتعت بالميزانية العامة مرة باسم الشريعة ومرة باسم المذهب الذي لا يخطئ ومرة باسم الله. وتلك الدراسة الببلوجرافية البديعة والتي رصدت اكثر من 4250 معركة وحرب وغارة -بمعدل واحدة ونصف في العام- حصلت في اليمن منذ انهيار السد ليكشف كم هي تلك الميزانية الهزيلة قادرة على اختلاق معارك وحروب وفوضى ترتدي ظاهرياً لباس التدين والتمذهب والقوانين وإلخ، من دون ان يتنبه كل من وصلوا سابقاً ومن يريدون الوصول حاضراً ومستقبلاً إلى أن الميزانية صارت اكثر من هزيلة..ومرشّحة لأن تنتقل إلى رحمة الله في جنازة تحتاج لميزانية كي يتم تشييعها بصورة تليق بها!. [email protected]