إن استقرار اليمن - واحداً وموحّداً - لم يمثّل الهمّ الوطني الذي يشغل الفكر الاستراتيجي اليمني فحسب, بل أصبح همّاً عالمياً بدرجة أساسية ,لأن فعل الموقع الجغرافي الاستراتيجي المتميز هو الذي أعطى اليمن هذه الأهمية, كما أن طول شواطئه التي تبلغ أكثر من 2500كم وتميزها بالنتوءات والخلجان المتعددة والمتميزة وتعددات الجزر وسهولة تواصل البر مع البحر وبُعد الجبال عن الشواطئ اليمنية وكثرة التعرّجات التي لها معنى في البعد الاستراتيجي للأمن القومي للجمهورية اليمنية، هو من أعطى الأهمية الكبرى عالمياً لليمن منذ فجر التاريخ وجعله محطّ اهتمام العالم كون مصالح العالم تمر من خلال هذا التميّز الجغرافي . إن الاهتمام بالبعد الاستراتيجي للجمهورية اليمنية في أمنها القومي ينبغي أن يكون من هذا المنطلق الذي يحقق التحكّم والسيطرة على كافة المداخل والمخارج التي تؤمّن مصالح العالم، وقد برهن اليمن من خلال وحدته في 22مايو 1990م أن وحدة اليمن الواحد عامل استقرار للعالم, لأن الوحدة اليمنية الضمان الأكبر لحماية مصالح العالم في الملاحة البحرية ومن يفكّر في غير ذلك فإنه يريد أن يقود العالم إلى حروب لها أول وليس لها آخر على الاطلاق, ولذلك فإن من واجب العالم الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن والعمل على تطوّره وتقديم العون والمساعد لإعادة إعمار اليمن من خلال الحفاظ على الدولة اليمنية الواحدة القادرة والمقتدرة إذا أرادوا الحفاظ على مصالح العالم بأسره, وما دون ذلك هو عدم الاستقرار وعدم ضمان مصالح العالم في الملاحة البحرية التي حافظ عليها اليمن الواحد والموحّد. إن على دول الجوار الجغرافي والمنطقة العربية بأسرها أن يكون تفكيرها في كيفية الحفاظ على الوحدة اليمنية ومنع الانشطار والانقسام وتقديم العون والمساعدة للحفاظ على الدولة الواحدة القادرة والمقتدرة وعدم الذهاب إلى عصر الجاهلية والغواية الشيطانية، ويكفي استغلالاً للخلافات اليمنية اليمنية واستثمارها في جعل اليمن متخلّفاً اقتصادياً، وتكفي تغذية الصراعات المذهبية والمناطقية, لأن هذا الأسلوب سوف يحرم دول الإقليم من أية مصالح في اليمن، ولن تتحقق مصالح الإقليم في اليمن إلا من خلال الحفاظ على الوحدة اليمنية ومساعدة اليمن اقتصادياً والكف عن تغذية الصراعات, لأن اليمنيين يدركون اليوم أن موقعهم الاستراتيجي هو أكبر ثروة منحهم الله إياها, وسيأتي اليوم الذي يصبح اليمن محطة استثمار للعالم يحقق المنافع المشتركة للجميع، ولا يتم ذلك إلا بوحدة اليمن وإعادة بناء الدولة اليمنية الواحدة والموحّدة والقادرة والمقتدرة بإذن الله.