تتقدّم “قوات فجر ليبيا” نحو مطار طرابلس الليبي في مواجهة مدمّرة مع قوات الصواعق المسيطرة على المطار, لكن قوات الفجر بعد انحدار الصواعق تُقدم على تدمير طائرات مدنية ومعدّات أخرى بقيمة قدّرت بما يزيد عن سبعة مليارات دولار..!!. وإذا كان العتاد رغم الخسارة المادية الفادحة قابلاً للتعويض, فإن الدمار الذي لحق بالقيم والأخلاق والحياة والإنسان لا يعوّض ولا يستبدل, فالعصابات الإجرامية التي جلبها حلف الأطلسي وحلفاؤه العرب إلى ليبيا حوّلت ليبيا إلى مربعات جغرافية للترويع والقتل والقمع والاعتقال وفظائع التعذيب والتشريد. هرب نصف سكان ليبيا من جحيم العصابات الإجرامية من جهاديين ومرتزقة وعسكريين إلى دول الجوار في تونس ومصر والجزائر، وبقي النصف الآخر عرضة للقمع والأسر والقتل والتعذيب, وتمتلئ السجون بالمعتقلين من مفكّري ليبيا وأدبائها وقادة الرأي من حملة الأقلام والإعلاميين والكتّاب, وهذا هو وعد الأطلسي بالحرية والديمقراطية الذي أنجزته 30 ألف غارة جويّة وآلاف الصواريخ ووحشية العصابات التي كانت الجيش الميداني لجيوش الأطلسي على الأراضي الليبية. في 19 فبراير 2015م, أعلنت الخارجية التركية أنها اتفقت مع الإدارة الأمريكية على تدريب جيش جديد لمرتزقة القتال في سوريا على الأراضي التركية بعد أن انتهت صلاحيات جيش المرتزقة القدامى من إرهابيي «القاعدة والنصرة والدواعش» في قتل آلاف السوريين وتشريد الملايين وتدمير كل مقوّمات الوجود المادي للشعب العربي السّوري وآثاره وثروته ومنازله ومنشآته خدمة للعدو الصهيوني وحلف الأطلسي. أمام هذه الحقائق المعبّرة عن جحيم القتل والدمار المحمولة على ما سُمّي “الربيع العربي” لا يخجل الكثيرون من الذين خدعوا الشعوب العربية بوعود الحرية والديمقراطية القادمة إلى ليبيا وسوريا ومصر واليمن بقاذفات الرعب وصواريخ الموت وجحافل الأطلسي, أقول لا يخجل هؤلاء من تكرار أكاذيبهم عن الثورة والثوار وعن الشعوب والانتصار, وكأنهم لا يرون دماء القتلى ورماد الحرائق وأطلال الخراب وأنّات المشرّدين والمعذّبين, تسود وجه الأرض وزُرقة السماء. تقول سفيرة واشنطن في العاصمة الليبية: «إن ليبيا مهدّدة بالإفلاس خلال أشهر قليلة إذا استمر الاقتتال الأهلي والتدمير الذاتي» ولم تقل لنا السفيرة أين ال270 مليار دولار التي صادرتها دول الأطلسي من ودائع صندوق الاستثمار السيادي الليبي في العام 2011م, وأين بحر النفط المنهوب من رمال وشواطئ ليبيا، وأين من زعموا أنهم أصدقاء ليبيا، وهل ما جرى ويجري في ليبيا من أعمال الأصدقاء أو الأعداء هم العدو ولا أكثر, فمتى يخرس الخونة ويصمت العملاء خجلاً من الجحيم الذي أشعلوا حرائقه خدمة لحلف الأطلسي وتأميناً للعدو الصهيوني..؟!. [email protected]