منذ سنوات وأمريكا تخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب منفردة حيناً وضمن التحالف الدولي حيناً آخر.. ولأن أمريكا تدرك خطر الإرهاب على مصالحها وعلى أمنها القومي وما يشكله من تهديد على الأمن والسلم الدوليين أو هكذا تدعي فقد وضعت نفسها على رأس الدول في محاربة الإرهاب أينما وجد، كما أن الحرب الأمريكية على الإرهاب لم تقتصر على الجانب العسكري بل امتدت لتشمل الجانب السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي، ولهذا لجأت إلى حشد دول العالم وتشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب ومواجهة مخاطره وتوحيد العالم ضد العدو المشترك الذي لا دين له ولا وطن وحتى تكون الحرب شاملة وتحقق الهدف منها كان لابد من محاصرة الإرهابيين اقتصادياً بوقف مصادر التمويل ومعاقبة الدول والكيانات التي تدعم الإرهاب مهما كانت المبررات بغض النظر عن المصالح الأمريكية والعلاقة مع هذه الدول والكيانات فلا مصالح في بقاء الإرهاب، كل هذا بالتزامن مع تنشيط الجانب الثقافي والمساهمة في نشر الوعي الديني الحقيقي في أوساط المجتمعات المستهدفة من الإرهاب أو تلك التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية وتعمل على استقطاب الشباب إلى صفوفها من خلال دعم الدول التي تعاني من آفة الإرهاب بدءاً من أفغانستان ومروراً بليبيا والعراق ومصر وسوريا وصولاً إلى اليمن مع التأكيد الدائم على ضرورة الفصل بين الإسلام والإرهاب. ولكن لماذا لم تنجح الحرب الأمريكية المقدسة على الإرهاب حتى الآن؟؟ وما السر الخفي وراء بقاء الإرهاب وتنامي قوة الإرهابيين بهذا الشكل الذي يهدد دولاً عربية وإسلامية بأسرها ونراه يطرق أبواب دول أوروبية أيضاً، وهل لأمريكا ومن ورائها إسرائيل يد في هذا كما يقول الكثيرون خصوصاً في عالمنا العربي الذين يتهمون أمريكا بدعم الإرهابيين أكثر مما تحاربهم وأنها الأب الشرعي للقاعدة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية ولهؤلاء الحق في توجيه أصابع الاتهام لأمريكا ليس فقط لأن أمريكا تدعم إسرائيل الدولة القائمة على الإرهاب وتتستر على جرائمها الإرهابية، ولأن أغلب قادة الإرهابيين يحملون الجنسية الأمريكية وتدريبهم وتسليحهم ومعهم الكثير من الإرهابيين على يد ضباط أمريكيين وتحت رعاية المخابرات الأمريكية، ولا هو أيضاً بسبب غض أمريكا طرفها عن دول تدعم الإرهاب وتحتضن الإرهابيين وإنما بسبب الشعور السائد بعدم جدية أمريكا في محاربة الإرهاب، وما تقوم به ليس أكثر من استغفال للمواطن العربي الذي يرى الإرهاب يزداد قوة ووحشية كل يوم رغم حرب أمريكا وحلفائها عليه، ولهذا ستبقى أمريكا المتهم الأول في دعم الإرهاب وإن زعمت أنها تحاربه.. وأختم بهذا السؤال الذي طالما حاولت أن أجد له جواباً يشفي فضولي وهو: إذا كانت أمريكا جادة في حربها على الإرهاب وفي اليمن بالذات، فلماذا لا تقوم طائراتها بقصف معسكرات الإرهابيين وتجمعاتهم المتواجدة في مأرب والجوف والبيضاء وحضرموت وأبين وشبوة والبعيدين كل البعد عن التجمعات السكانية بدلاً من قصفها للسيارات فتصيب حيناً وتخيب أحياناً أخرى؟؟