وانطوت المواجهات العسكرية السّت في صعدة على بيئة صالحة لبروز مليشيات ثالثة تقودها حركة سياسية –سلالية عنصرية تماهت في زمن لاحق مع القوات المسلحة والأمن المليشاوية أو كما تداولت وسائل الاعلام بقيام تحالف ذي طبيعة مذهبية –جهوية لمواجهة تسلل السلطة من أيادي أصحاب الحق الالهي المتحالفين مع أصحاب الحق التاريخي العسقبليين وشيوخ الاقطاع القبلي في المنطقة القبلية الشمالية المتخذة من الهضبة الجبلية سكناً لها ثالثاً وتكراراً لتجربة أزمة وحرب 1994م حينما زجت الطغمة العسقبلية بألوية الجنوبية المقاتلة والمرابطة على تخوم الجنوب والمليشيات المتائسلمة في مقدمة المحاربين أما القوات المسلحة والأمن والمليشاوية التابعة لطغمة صنعاء فبقت بعيدة عن حقول النيران واقتصر دورها على استلام المحافظات الجنوبية كموزة مقشرة وجاهزة للأكل والنهب وبعد استكمال السيطرة قُسم الجنوب الى منطقتين عسكريتين تتبعان المركز العسكري المتخلف والفاسد في صنعاء ولعلمها بخطورة جبهة صعدة القبلية والمذهبية وبعد وصول القوتين الاساسيتين الى نوع من الاكتمال (الفرقة الاولى مدرع 23 لواء والحرس الجمهوري والقوات الخاصة 33 لواء إضافة إلى قوات الأمن المركزي وقوات النجدة والمنتشرين في البلدات الحظرية أو القرى الكبيرة جنوباً وشمالاً قام بعملية تجنيد واسعة من الشباب ما تحت سن الرشد من أبناء الذين تم إفقارهم والرمي بهم إلى جيش العاطلين وهؤلاء الشباب المفقرون والعاطلون عن العمل هم من أبناء الجنوب وابناء تعز أبناء القفر هذه المناطق هي التي ضخت القوى البشرية للجبهة الوطنية الاداة العسكرية للحزب الاشتراكي اليمني في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وبعض هؤلاء الشباب هم إما من آباء قتلوا غدراً قبل 1994م أو قتلوا اثناء الحرب أو اغتيلوا بعد 1994م وهو مسلسل الاغتيالات الذي لم يتوقف حتى اللحظة وهناك أمثلة كثيرة أبرزها ابن ماجد مرشد الذي التحق لمقاتلة ابناء صعدة بدلاً من مقاتلة من سحل أبيه في زنزانة وساحة مقر الامن المركزي في صنعاء وهو الضابط الذي كان يعمل في الدائرة السياسية لدى جيش الجنوب ثم عمل في دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء بعد العودة حتى أصطيد في كمين على مقربة من سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في صنعاء.. وحينما وصل الشباب الأحداث من منتسبي تنظيم «الشباب المؤمن» إلى صنعاء واتخذوا من مسجد صنعاء القديمة منصة «لصرختهم» لشعارهم غير العقلاني لم تفكر الطغمة في صنعاء بخطورة النمو البشري لهذا التنظيم الذي تحمل على عاتقه قضية إحياء جمعية الصديق لإحياء التراث الزيدي التي أخذت مكانها بين المكونات التي ظهرت بعد 1990م، بل قامت قوات المخابرات بالاعتداء على الأحداث ولكن هؤلاء الأحداث نزلوا من صعدة على شكل موجات إلى نفس المكان «المسجد الكبير» ومارسوا حقهم في الصراخ بوصف المسجد أحد أهم مراكز التراث المذهبي الزيدي الأمر الذي دفع قوات المخابرات إلى القمع والاعتقالات والتعذيب في المعتقلات وتضاعف اعداد الشباب المؤدلج مذهبياً والمحمل بأعباء المظالم المزعومة من قبل السلط المتعاقبة على الجمهورية منذ 1962م بعد شحنهم إيديولجياً من قبل قيادة التنظيم في «مران» و «ضحيان» وهما مركزا حسين بدرالدين الحوثي الذي نزحت أسرته من بلدة «حوث» منذ 4 قرون ونصف القرن جراء اضطهادهم وتدمير دورهم من قبل سلطة الأئمة الهادويين.. ونتيجة لهذا التراكم السريع اضطر رأس طغمة صنعاء لزيارة صعدة والصلاة في مسجد الهادي وهو مسجد سمي باسم الهادي الرسمي الذي حمل الفكر الزيدي إلى صعدة. . وبعد انتهاء الصلاة قام الشباب بأداء الصراخ (الشعار) الأمر الذي أغضب الضيف غضباً شديداً.. أصدر أمراً بمثول حسين الحوثي أمامه.