بعد عودته من صعدة اتخذ قراراً شخصياً كي ينتقم من حسين بدر الدين الحوثي، فمال أولاً نحو منظومته الإعلامية لصناعة الكذب وتلفيق التهم، ليتسنّى له تفجير المواجهة العسكرية وإلقاء القبض على الحوثي لإهانته أو قتله. ووفرت منظومة الإعلام غطاءً للمواجهة الأولى سنة 2004، وحُسمت بسرعة لاختلال موازين القوة في الإعلام والميدان، وسلّم حسين بدر الدين الحوثي نفسه لقائد الحملة «جواس» الذي تلقى توجيهاً بإيصال الأسير إلى صنعاء الذي انتهكت بحقه إنسانيته ولم يُعامل كأسير وفقاً للشرعة الدولية. وكان رأس الطغمة يعتقد أنه بإعدامه شخصياً بحسب تصريحات جواس، القائد العسكري الذي سلّم حسين الحوثي نفسه إليه سوف يُسقط سقف التنظيم وتختفي العمارة كلها غير أن الوضع الميداني والسياسي استقطب شباباً ضخّتهم البطالة والانفجار السكاني واستقطب تعاطف كتّاب وصحافيين وقوى سياسية كانت تناصب الطغمة الخصومة، وتكوّن حزاماً دفاعياً لأولئك الذين استهدفتهم الصواريخ والمدفعية والدبابات ودمّرت سكنهم وشرّدتهم وأرعبتهم بعد أن كانوا قد انتظموا في حياة الاستقرار والنشاط الإنتاجي الزراعي والتجاري والخدمي. 6 موجهات عسكرية لم تتمكن الطغمة في صنعاء من إقناع الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة (بريطانيا) والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بأن أسرة الحوثي ومن انضم إلى متن قوتها أنهم جماعة أو حركة أو منظمة إرهابية، ومن ثم إدراجها ضمن المكافحة واعتبرت هذه الدول ما يجري في المنطقة الشمالية صراعاً داخلياً لا يرتقي إلى المستوى الدولي الذي يهدّد الأمن القومي الأمريكي والأوروبي، ويهدّد السلام العالمي.6 موجهات عسكرية دامية وعصيبة أولاً على أبناء صعدة الذين قسمتهم الحرب إلى قسم موالٍ للطغمة في صنعاء وقسم موالٍ لأسرة بدر الدين الحوثي لمجموعة من الاعتبارات الاجتماعية والفكرية المذهبية، وثانياً عصيبة على أمهات وآباء شباب الجنوب وتعز وإب الذين زُجّ بهم في مواجهات عسكرية لا تمت بصلة إلى ثقافتهم وإلى قضيتهم، وليس هذا فحسب بل إن أبناء صعدة هم إخوانهم في الإنسانية ولم يعتدوا على أراضيهم بالغزو والاحتلال وهلمّ جرّا مما قامت به قوات الطغمة العسقبلية سنة 1994م وما بعدها حتى انخراطهم في ألوية حاملة الموت لهم في صعدة. 56 لواء ًعسكرياً إضافة إلى وحدات الأمن المقاتلة لم تُدفع منها كتيبة واحدة للقتال في صعدة بل إن هذه القوات تعاظمت قوتها البشرية خاصة القوات الخاصة والحرس الجمهوري وقوات مكافحة الإرهاب التي تشرف على تدريبها وتمويلها وزارة الدفاع الأمريكية، فهي إذاً لم تخض المعركة حتى نقول إنها حققت نصراً أو إنها أصيبت بنكسة أو هزيمة، فهذه القوات لم تشكّل من أجل حماية البلد، بل شكّلت من أجل حماية الطغمة العسقبلية، وقمع وإبادة كل من تسوّل له نفسه معارضة الطغمة أو الوقوف ضدّها سلماً كان أو حرباً وتجربة هذه القوات لا يختلف اثنان عليها وعقيدتها مشهورة وهي الشعب المحكوم بالقوة والغلبة وهو العدو الرئيس، وهذا العدو يستحق السحل أو كما واجهه سنة 1992م في تعز أو سنة 2005م في صنعاء حينما استخدم ضده المعدلات ومضادات الطيران أو كما واجهه في تعز سنة 2011م في ساحة الحرية 56 لواءً عسكرياً وقوات جوية وقوات بحرية، وهلمّ جرّا من عشرات الآلاف من منتسبي الأمن السياسي والأمن القومي، إضافة إلى العصابات الإجرامية والإرهابية التي يزعمون إنها وتنظيم القاعدة التي تعمل في المساحة الجغرافية الجنوبية، السواحل والبر تستهلك من الإيرادات الرسمية كما تستلم من شركات النفط والغاز.