تمثل التكتلات الاقتصادية والتجارية قوة فاعلة ومؤثرة تمتلك الإرادة الحرة والهيمنة وفقاً لإمكانياتها وما تكتسبه من قدرة ، وبالتالي فأهم العناصر الأساسية لخلق تكتل اقتصادي عربي قوي هو تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية .. وتطوير التجارة العربية البينية التي لاتتجاوز 8 % وتلك نسبة متدنية .. مقابل التعامل الاقتصادي بنسبة 92 % مع الدول الأجنبية . كما يجب الأخذ بأحدث الأساليب التسويقية في المؤسسات الصناعية الموجودة في الوطن العربي لتنمية وتطوير الصناعات العربية تحقيقاً لاستقرارها أمام المنافسة غير المتكافئة مع المنتجات العالمية .. كل ذلك يمكن من خلاله تحقيق التكامل الاقتصادي العربي على كافة المستويات ومواجهة مختلف التحديات التي يواجهها العرب على المستويات الإقليمية والدولية في ظل العولمة وتزايد التكتلات الخارجية التي تتنامى قوة وتأثيراً وتسعى باستمرار للسيطرة على الاقتصاديات العالمية .. وتحديات التأثيرات السلبية لاتفاقيات التجارة العالمية على المستهلك في البلدان العربية . وهناك تجارب عديدة في تكوين التكتلات الاقتصادية والتجارية الدولية في كل من أوروبا وأمريكا والدول الأسيوية .. وتلك من أهم المعالم والسمات للتحولات الاقتصادية منذ التسعينيات ، وكان من أبرزها السوق الأوروبية المشتركة التي تطورت وتحولت وفق برنامج زمني وخطوات وئيدة إلى الاتحاد الأوروبي ببرلمانه الواحد وعملته الموحدة . وقد أصبح النظام الاقتصادي والتجاري العالمي محكوماً من خلال تلك التكتلات ، ولهذا يفترض أن تقوم الدول العربية بإجراء الدراسات لتلك التكتلات الاقتصادية .. بحيث تتسم بالتأني والعمق ليتسنى من خلال نتائجها سلبية كانت أو إيجابية .. تحديد مدى الاستفادة من مضامين تلك التجارب الدولية .. ومواجهة أخطارها على مستقبل الاقتصاد والتجارة العربية . ومازال الأمل لدينا قائماً لانطلاق مبادرة عربية لتحقيق الهدف الاستراتيجي المهم وهو تكتل العرب في تجمع اقتصادي وتجاري يخدم مصالحهم .. ويمكنهم من تحقيق الحلم الأكبر في توحدهم .. فذلك أمل وغاية الجماهير العربية ، وربما يتحقق هذا الحلم الأمل والغاية .. عندما تسخر وتطوع السياسة لخدمة الأهداف الاقتصادية .. وتلك هي القضية . [email protected]