إن حق الأخوّة والجوار والدم والمصير الواحد يمنع العدوان كليّة، لأن الضمير الإنساني الحي لايقبل بأيّ حال من الأحوال استهداف الجنس البشري إرضاءً لأعداء الأمة العربية والاسلامية، وتحقيقاً لأهدافهم التدميرية بالإنابة, لأن اليمنيين عبر التاريخ حملة رسالة الانسانية ومسالمون، وتجد سماحتهم في كل المكوّنات الجغرافية للكوكب الأرضي, وهم دُعاة محبّة وسلام ووئام وتسامح، ولا يقبلون بالتدخّل في الشئون الداخلية للغير على الاطلاق، وقدّم التاريخ صفحتهم البيضاء منذ آلاف السنين وهم ضد الظلم والجور على أيٍّ من أبناء الجنس البشري، لأن حق الأخوّة الانسانية يمنعهم من كل ذلك. إن ما تتعرّض له اليمن من تدمير الكتلة البشرية بات واضحاً أن الهدف من ذلك هو التقرّب بضحايا أبناء اليمن زلفى إلى قوى الاستعلاء العنصري التي تريد فرض المزيد من الهيمنة والسيطرة والتحكّم في مقدرات الوطن العربي كليّة، والتي ترى في تنامي العنصر البشري الحر في اليمن خطراً يهدّد الأطماع الصهيونية ويمنع وصولها إلى البحر المفتوح. إن التحالف ضد الكتلة البشرية في اليمن خدمة للغير سيكون منكراً، ولايمكن أن يحقق الاجتثاث الذي يسعى إليه بعض قوى الاستعلاء العنصري، لأن الانسان اليمني منذ أن وُجدت الحياة وهو يُصارع ويُكافح من أجل البقاء وقد قهر الطبيعة وطوّعها لإرادته التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية، وتعتمد الصبر والمثابرة، وقوة التحمّل وشدة البأس في مواجهة التهديد والتحدّي معاً. إن شنّ الحرب على الوجود اليمني مهما كان التحالف ومهما جلب من أسلحة الدمار والقهر إلا أنه غير قادر على القضاء على العنصر الذي خلقه من أجل إعمار الأرض وكل ما ستخلّفه هو العار الذي سيلحق بكل من شارك فيه، واليمنيون على ثقة أن الشعوب العربية تدرك أن اليمنيين ظُلموا أشد الظلم، ومُنعوا من حق الحياة الآمنة والمستقرة بفعل الدس والمكيدة وسياسة فرّق تسد، ثم استخدام القوة لغرض التشظّي والتشطير، وتدرك الشعوب العربية وشعوب العالم أن إنسان اليمن قد أذاب صبره الحديد، ولاشك أن الانسانية بأسرها تقدّر عالياً هذا الصبر من أجل الحفاظ على حق البقاء والحياة. إن ما ستخلّفه الحرب على اليمن هو المآسي التي سيسجّلها تاريخ الانسانية، لأن إنسان اليمن يُقتل بأعتى الأسلحة الفتّاكة دون ذنب يُذكر، وستظل الأجيال تتداول مسيرة هذا العدوان، وسيكون عاملاً من عوامل توحّد اليمنيين ووحدة إرادتهم، وسيخرج اليمنيون من هذه الحرب أكثر قوة وتوحّداً وبإرادتهم الواحدة والموحّدة سيتجاوزون كل عوامل الاستكانة، وسيذكر العرب أنهم ارتكبوا أعظم مذبحة في حق الانسانية إرضاءً لقوى الاستعلاء العنصري، الصهيونية العالمية الاستعمارية، واليمنيون على يقين بنصر الله لهم، إنه على كل شيء قدير.