-1- فلتخرجوا من صراعات علي ومعاوية كي ترتقي إنسانيتكم ولا يتقهقر وعيكم الديني أكثر، ذلك أننا جميعاً أبناء اليوم، وبالتأكيد لن يتقدّم عقلنا الفردي والجمعي ما لم نقرّر الانفصال عن حضيض الماضي الرث، متحيزين كما ينبغي لتطلُّعاتنا الوطنية والإنسانية المشتركة الحديثة. ثم إن من يقتاتون صراعات معاوية وعلي حتى اليوم، هم السبب الرئيس في إعاقة تجسُّد دولة الوطنية والمواطنة والحقوق والواجبات المتساوية، وهؤلاء يعيشون كثقالات انشدادية عجيبة في وعي تاريخي عصبوي بائد لا يمتُّ إلى فكرة الدولة بصلة، فضلاً عن أنهم بعدم محاولاتهم للانعتاق من ذلك الفخ البدائي الرهيب يعملون بشكل مأزوم وحثيث على تأجيج قيم اللا تسامح واللا تعايش في الدين والمجتمع لتبدو عروتهم الوثقى وحجّتهم العظمى كامنة في مخاصمتهم للتطوّر وللتجديد، وبالمحصّلة عدم استيعابهم لكل هذا الكم الهائل من التحوّلات والتغيُّرات الشاسعة على مستوى التاريخ والفعل الحضاري والاجتماعي والسياسي.... إلخ. -2- بالإمكان أن تتحقّق المواطنة المتساوية بين ثعلب ودجاج داخل مزرعة تعايش واحدة فيما المواطنة المتساوية هنا هي أن يكون الثعلب في مزرعة الدجاج دون أنياب ومخالب، بل ثمة جرس معلّق في رقبته أيضاً؛ إذ حينها لا خلاص له سوى أن يتطبع ليتحوّل إلى دجاجة ككل الدجاج – ولو مكرهاً - بينما ستتحقّق لجميع سكان المزرعة بالمحصّلة ذات المواطنة المتساوية المنشودة؛ الأمر شاق جدّاً لكنه غير مستحيل بالطبع، وذلك خلافاً للبديل الثاني القاضي بتحويل كل الدجاجات إلى ثعالب..!!. [email protected]