الصدور المليئة بالغل تظل تشعل النار ليلاً ونهاراً, لأن مرض الحقد قد تمكن من مكونات الجسد وحوله إلى كتلة ملتهبة تحاول أن تنال من غيرها, وقد أثبتت الأحداث التي تعرضت لها البلاد من 2011م وحتى اليوم أن النفسيات الخبيثة لايمكن أن تقف إلا جانب الخبث والنجس ولاتسكن إلا حيث القذارة ولا تخدم إلا الغدر والخيانة ،فالذين كانت أصواتهم تنبح بالاستقواء بالخارج هي نفس الأصوات التي تساند العدوان الفاجر على اليمن ، والأكثر غرابة أن تلك الأصوات كانت ترفع صوتها ضد من هم اليوم في حلف الشيطان وقالت فيهم ما لايتخيله العقل السوي ، واليوم تتسلم ثمن الحقارة والغدر والخيانة لتبين للعالم بأن أمثال هؤلاء هم الحقراء حقاً, لأنهم لايعترفون بدين ولايمتون بصلة إلى مكارم الأخلاق الحميدة. إن الاستمرار في بيع الضمائر في أسواق النخاسة بات اليوم السوق الأكثر رواجاً وليس له من ضوابط سوى المال ، فمن يدفع أكثر من المال فإن تلك النفسيات غير السوية ستكون القابضة الأولى, ومن أتى بعد الدفع الأول ليدفع أكثر فستكون تلك النفسيات هي الأولى في بيع الضمير استعداداً لخدمة أعداء الوطن, وقد أظهرت عاصفة الإجرام الإرهابية أن دعاة الشر هم هم ليس لهم من همّ غير البيع والشراء في الوطن والمتاجرة بدماء أبناء اليمن الأحرار. إن الاستمرار في مستنقع الحضارة والارتهان مذلة وعار لايفارق من يقبل على نفسه أن يكون أداة لتخريب وتدمير وطنه, وهذا العار الأزلي تدونه ذاكرة الشعب اليمني وتفضح الذين يجيدون التلون منهم وتظهر حقيقته الفاجرة وتصمه بالحقارة ، الأمر الذي يجعله ذليلاً مهاناً لايستطيع العيش إلا في مستنقع الإذلال والارتهان ولايحظى بأدنى قدر من الاحترام وبدرجة أساسية لدى من يخدمه ويساعده في تدمير بلاده. إن انهيار مكارم الأخلاق بات اليوم التهديد الخطير الذي يواجه الانسانية, ومن أجل ذلك ينبغي العودة إلى جوهر الاسلام الحنيف الذي يرفض كل أساليب الحقارة والارتهان والغدر والخيانة ، لكي يعاد صياغة المجتمعات الانسانية من جديد على أسس سليمة تعيد لمكارم الأخلاق اعتبارها بإذن الله.