يستفزني هذا السؤال المؤلم والأكثر ألماً.. بالذات هذه الأيام.. كلما أفتح صفحتي على «فيسوبك» أجده أمامي فهو سؤال إلكتروني وشيء طبيعي.. ولكني أشعر بالصدمة حين أواجهه هذه الأيام.. وكذا بالصدمة التعبيرية فماذا بإمكاني أن أقول وأعبر له.. وبماذا أفكر، إذا كانت الكهرباء لا تحتمل التفكير.. والألم لا يحتمل والأورااااق ومداد البحر.. ولغة الكلام كلها لا تحتمل تفكيري.. فماذا عليّ أن أفعل تجاه هذا السؤال الصغير.. الكبييييير جداً؟ “وطويييييل جداً تفكيري..؟! “.......”. إذن أفكر وأقول إن الوطن غالي علينا وأغلى من أي مقايضات أو غنائم أو أي مكاسب.. هو أغلى بحضنه الدافئ لنا جميعاً أغلى بانتمائنا إليه ونحمل اسمه.. و... و... أغلى فوق كل ما تعني العقارات والأملاك والأرصدة.. أفكر.. وقلبي يتقطع ويعتصر ألماً وقهراً على هذا الوطن.. غدى ك«لعبة» يترامى بها أبناؤه في أحضان الآخرين وهو ينزف يحتضر ويترنح.. ولا من ينقذه من هذا الهوان. أفكر.. بهذا المصير المظلم والمعتم الذي أوصلونا إليه من كنا نعتقد “خداعاً” أنهم ملائكة يهمهم هذا الوطن وناسه، وعرضه وكرامته.. وأن النخوة الوطنية متواجدة فيهم.. وفجأة نجدهم “شياطين” فلا نخوة ولا شهامة عندهم سوى في “خطاباتهم” المعدة والمكررة في غزلياتهم فقط.. وفي بكائياتهم التي تشبه بكائيات التماسيح “...؟” ليس إلا أفكر بأولئك الأبرياء سوى أنهم محسوبون على هذا الوطن.. ويعيشون في كنفه وفجأة يأتيهم الموت بدون “موعد” “وبنيران صديقة” دون شهادة أو صلاة آخر أمنية أو كلمة حتى لو كانت “لوداع” الأحبة.. والأصحاب أفكر بأولئك الشباب والرجال وعلى إثر راتب ضئيل “بخس”.. لا يساوي قيمة تخزينة “قائد عسكري” في اليوم وباعتقادهم من أجل الوطن يهون.. ولكنهم فجأة يجدون أنفسهم محسوبين لهذا الشخص أو لذاك.. وحماتهم لا كما كانوا يأملون ويعتقدون فيقتلون كالكلاب دون وطن “يحمونه” أو وطن يحتمى بهم..؟! وأغلبهم أبرياء مجبرون أن يقتلوا وينتهي أمرهم عبثاً وبهذه الطريقة.. وبدون “ثمن” أفكر بذلك الجيش الذي نحن نشاهده على شاشات التلفاز تحت مسمى “حماة الوطن” وفجأة مع تلك العتاد والأسلحة يترقوا فيغدون “غزاة الوطن” وقتلة أبنائه..؟ في مدنهم وبيوتهم ومع هذا تأتي الطائرات من فوقهم وتحرقهم “بلحظات” ومع مجموعات من الناس الأبرياء.. وهدم ما قدر لها هدمه من المنازل والبنى التحتية والخدمية... وأفكر بتلك الترسانة من الأسلحة التي وجدت من دم وعرق الشعب المغلوب والمصلوب على أمره.. ولم تكون موجهة سوى على صدره.. أصبحت بين عشية وضحاها “هشيماً تذرها الرياح” حتى ثبتت المقولة “السحر ينقلب على الساحر”. أفكر.. بأولئك الاستغلاليين من التجار صناع الأزمات يضيفون فوق الأزمة رزمة أزمات.. وفوق الألم الآلام وأوجاع أعمق.. باحتكارهم للمواد الغذائية.. وإخفائها عن الناس والتحكم بسعرها وبيعها حسب الكيف والمزاج.. أفكر وأقول لهم الأفضل أن يبيعوا ما هو موجود.. بالعدل والتساوي بين الناس وبالسعر المحدد وأن لا يكونوا مضاعفات وأوجاع إلى هموم الناس.. فيضطروهم إلى أخذها منهم “بالمجان” وهم صاغرون وارجعوا بالتاريخ إلى الوراء.. ماذا حصل قبل حرب صيف 94م بتعز ماذا حصل بشركة “التبغ والكبريت” وكثير من المخازن والمحلات والمؤسسات المحتكرة. أفكر أيضاً بحديث الابتزاز الذي يقوم به بعض قادة وضباط عسكريين لأصحاب المصانع وغيرها.. بالمقايضة بين ادفع.. كذا.. أو تلقى كذا مثل “كذا” ..؟ في بعض المحافظات أفكر بالاعتداء على مركبات تحمل المواد الغذائية وبعدها يتم تبادل التهم بين من أعتدى عليها.. وهذا يعتبر “جريمة حرب” لأن هذا قوت الناس.. ومصدر عيشهم وأياً كان المعتدي لن يخفى ذلك.. أفكر بأحوال الناس وقلقهم على حياتهم ومستقبل أبنائهم. وبما سيأتي بعد كل هذا التوهان والضياع والموت والخراب.. وأفكر من المستفيد بعد من كل هذا القتل والتدمير الذي يسقط من السماء. من المستفيد بالله عليكم.. وهذه الأرواح لأجل ماذا تروح ألا يكفيكم عبثاً بهذا الوطن والناس.. ألا يكفيكم جشعاً وشبعاً وثراءً ألا يكفي عذاباً وألماً وظلماً وقهراً لهذا الشعب الصابر المحتسب عليكم إلى الله. أفكر.. بأن لو عندكم قطرة دم، وقليل من النخوة.. أن تشعروا بالندم وأن تتنازلوا لهذا الوطن وأبنائه الطيبين.. لن يلومكم أحد.. يكفيكم ما معاكم وأن تكسبوا حب الناس واحترامهم يكفي تمادٍ.. وغيض وحقد.. وكراهية فكروا لن تخسروا شيئاً وتنازلوا واحتسبوا عند الله أجراً وعتقاً لكم.. ولن تنفع لا إيران ولا بني “خلفان” أو بني شيطان.. أفكر كيف جرت المقادير وتسارعت وتطورت الأحداث لتبدو على هذه الصورة المفجعة والمفزعة ولا ندري إلى أين تسير مجرياتها وأين نهاياتها.. “ربنا يلطف”..