صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوبة مأرب .. موطن المعابد والسدود والمكاربة
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 16 - 11 - 2006


- عبد الله علي الكميم البرهان الخامس والثلاثون
عن روعة آثار منطقة الجوبة بمأرب.
وفي عددها رقم (110)بتاريخ20/9/2001م. أجرت صحيفة الثقافية استطلاعا عن آثار منطقة (الجوبة) المتاخمة(لمأرب)بل هي جزء منها. وقد جاء العنوان هكذا:
الجوبة. موطن المعابد والسدود والمكاربة.
وقبله عنوان صغير: الصيد المقدس والنقوش المسندية.
وقدم المحققان للموضوع بهذا التمهيد.
من أدرك عراقة الجوبة وعبق تاريخها الضارب في أعماق الجبال والصحراء وتنفس رائحة الحضارة مباشرة واكتشف سر حيوية المجتمعات هناك.. أكيد سيتغاضى عن صعوبة السفر ومتاعب المواصلات، وسيركب أجنحة الشوق إلهيا فأمامها يفغر المرء فاه من الدهشة ويترنح إعجاباً، إنها الجوبة تاريخ أقوى من التحدي وأبلغ من الصمت لا يطاولها النسيان. ولم تخفها الذاكرة الأبدية، لما تمتلكه من كنوز وتحف وأوابد تاريخية بسيطة وحزينة لكن لا يوجد لديها رغبة للبكاء. كل شيء في الجوبة ينطق بروح الحضارة وجوهرها وحكاياتها وخرافاتها ، إنها موطن المعابد والسدود والمكاربة والصيد المقدس والنقوش المسنديةوبعد ذلك صار المحققان يعددان المعالم الآثارية في منطقة الجوبة بحسرة، ويبكيان على أطلالها التي تعرضت للتخريب والنهب والتدمير . إذ نقلت معظم أحجار القصور والمعابد المزخرفة والمكتوبة بالخط المسند إلى أما كن أخرى صارت قرى لمن يعيشون اليوم دونما اكتراث أو شعور بالذنب بينما لم تكن الدولة في عهد ما قبل ثورة 26سبتمبر1962م،ولا الحكومات التي جاءت بعدها تعير هذا الجانب أي اهتمام!!إنما لا زالت الشواهد والشخوص، والأسماء واضحة، وماثلة للعيان، ومنها دار الظافر ووادي بلا ونقوش شعب العقل وسد (الجفينة) ومعابد الإله المقه.أما أبرز شيء في المنطقة فهي مدينة الدريب. وتقع على بعد30كم. جنوب غرب مركز محافظة مأرب وهي مدينة مسورة وكبيرة ويشبه مخططها مثلثا أضلاع محدبة ورؤوس تشير إلى جهات الشرق والشمال الغربي والجنوب، وقد بني السور بطريقة الدخلات والخرجات، وهي الطريق التي نفذ بها سور مدينة (براقش) يثيل أو أثيل في الجوف).
البرهان السادس والثلاثون
عن اكتشاف منطقة الإنسان الأول، ومدينة (إرم ذات العماد).
وفي عددها (110) تاريخ 20-9- 2001م.نشرت صحيفة الثقافية الصادرة بمدية(تعز)استطلاعاً بعنوان:
بلاط الصبيحة: (أرض إرم).
الكنوز المغمورة.. القبور المطمورة- الرجال الصلب.
جاء في الإستطلاع: من منطقة العند الشهير إلى طور الباحة، فالمضاربة وراس العارة، وباب المندب، وبامتداد(95)كم،شمال غرب، تقع بلاد الصبيحة.وعاصمتها طور الباحة المدينة القابعة في أحضان ثلاث مديريات . من الشمال.حيفان (تعز) ومن الشرق القبيطة، ومن الغرب المقاطرة . وعلى امتداد مساحة ثمانية آلاف كيلومتر مربع تقريباً سكن أحفاد (ذو أصبح) عمروبن الحارث بن عوف بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر..تأتي إلى طور الباحة لتجدها في حركة دائبة طيلة أيام الأسبوع . وإن شئت أن تعيش سوق عكاظ العربي التاريخي تعال إلى طور الباحة السبت)إنه سوق طور الباحة الشهير، وبه تسمى (سوق السبت) لا أدري بالضبط لم السبت سوقاً لأبناء الصبيحة؟ ولكن المعروف أن الأربعاء سوق لأبناء المقاطرة، والخميس سوق لأبناء القبيطة، والجمعة سوق لأبناء الآثاور والأعبوس ، ويوم السبت ملتقى الجميع في (طور الباحة.الزائر لسوق السبت سيكون بين أشهر قبائل العرب القحطانية حيث ما زالوا ينطقون(أم)الحميرية بديلاً عن (أل) للتعريف منذ لقنهم جدهم(أصبح)كما مازلوا يحتفظون بخناجرهم ذات الرؤوس الفضية العتيقة، وهي جزء من السيوف الحميرية امجنبية) حقي وحق أبي وجدي ما بيعهاشي حتى لو يندوا لي وقر أم جمل ذهبو).وإذا يخاطبك (هلم جنابي شل امشقر أمواله وامبياض وامحنون وامكاذي بخمسين)وإذا يدعوك(ندرشل امدجاجة قدها بكرو وأخوها امديك وامرر به الأرنبة قدها تَلِد كل واحد بمئتين).وفي جانب آخر تجد الشعراء يتبارون بأشعارهم في منتدى الفضول للإبداع الأدبي والفني قصائد ومساجلات شعرية بالعامية تصل إلى أفصح ما يكون في يوم السبت. ففي يوم السبت يباع كل شيء، ويشترى كل شيء حتى الثعالب والقرود والضباع والقنافذ ونسخ من المساجلات الشعرية للشعراء. ألم أقل لكم أننا في (سوق عكاظ)،يوم السبت وأنت في طور الباحة تدخل السوق فتأخد كل شيء وإن لم تشتر فإنك لا تخرج إلا وأنت ممتلئ السريرة ومنشرح الخاطر، وقد انطبعت في ذاكرتك أشياء جميلة لا تفارقك طيلة حياتك عن السوق والناس وبساطة الحياة.فلم يكن القاص(محمد عبد الولي)من أبناء طور الباحة بل كان عابراً لبضع ساعات في أحد أودية طور الباحة، وقد جاء متأخراً إلى سوق السبت، فكتب فصلاً من أحلى فصول روايته(الأرض يا سلمي) فكيف به لو جاء مبكراً وزار السوق ، واستمتع بمشاهد الحياة، حتماً سيؤلف أجمل رواية.
وتحت عنوان فرعي قال صاحب الاستطلاع :
الصبيحة مهد الإنسان الأول.
ومدائن إرم ذات العماد.هناك حكاية متوارثة ومتداولة بين أبناء الصبيحة تقول بدايتها (بين الخضيراء والأخضر، والحبيل الأحمر ، ألف كرسي وألف منبر، وألف قبة مزهر، وألف عدة مشجر).الخضيراء منطقة أثرية قيل أنها كانت أحد المراكز الهامة للدولة اليعفرية، تم بناؤها على أنقاض مدينة حميرية قديمة، تقع على مسافة كيلومتر ونصف تقريباً من مدينة طور الباحة ، وهي في النهايات الشرقية للسلسلة الجبلية الممتدة من قلعة المقاطرة ، فالمحمية الطبيعة(إردف)الواقعة على الغرب من طور الباحة .وقد تعرضت آثار هذه المدينة للعبث، والتخريب، والنهب من عهد الإستعمار البريطاني وما بعده، حيث إن أحجار هذه المنطقة تم أخذها من قبل المواطنين لغرض بناء مساكنهم وإعمار مدينة طور الباحة القديمة. أما بعض العملات والأواني الحجرية والخزفية فما زال بعض المواطنين يحتفظون بها في منازلهم ، حيث لم يبق من هذه المدينة الأثرية العملاقة إلا بقايا خرائب ومقابر وأطلال متناثرة على مساحات شاسعة من الأرض.والأخضر كما يبدو هي القمم الجبلية المقابلة للخضيراء في قاع الوادي في اتجاه الشرق على بعد خمسة عشر كيلومتراً تقريباً، وتسمى حالياً (الخضر واليابس)وهي قمم جبلية تابعة لمديرية القبيطة.أما الحبيل الأحمر فهو في الإمتداد الطبيعي لمنطقة الخضيراء إلى اتجاه الغرب، وهو حبيل مستو واسع، امتداده أكثر من ثلاثة كيلومترات جزء منه تابع لمعبق عاصمة المقاطرة. ويسمى حالياً حبيل عثمان (إمنهام)في هذا الامتداد الواسع بين المناطق المشار إليها توجد العديد من الآثار والأطلال والخرائب والحصون والمقابر، مما يؤكد فعلاً وجود أكثر مما هو في الحكاية المشار إليها.
فمن يكشف أسرار هذه المدن ويحافظ عليها؟!
كما أن جبل (تلا) الواقع إلى الشمال الغربي لمنطقة العند التابعة للصبيحة، يقال أنه من أقدم جبال شبه الجزيرة العربية، حيث عثر على بقايا حجرية تعود إلى العصر الحجري الأول. وذلك يدلل أن بلاد الصبيحة كانت مهد الإنسان الأول على الأرض.أكثر من ثلاثين بئرأ غسانية مازال يستخدمها أبناء الصبيحة حتى الآن.فهل كان الغسانيون على درجة كبيرة من العلم،حين حفروا تلك الآبار ، التي بعضها في صميم الصخر، والتي لا ينضب ماؤها حتى في عز الشح! أم أن الآبار المطوية بالأحجار من أسفلها إلى أعلاها سميت بالغسانية حتى لو لم يبنها بنو غسان؟ ففي كلا الحالتين يبقى الفضل لبني غسان ولو اسمياً.حيثما تتجه في بلاد الصبيحة تجد الآثار ماثلة أمامك خرائب ضخمة، معابد وأشباه مدن ، حصون ومقابر ومدافن وجبال منحوتة صخورها طرقاً، وخزانات مياه ومساكن لرجال أشداء عاشوا هنا وتركوا كل ذلك!!ففي منطقة الحنيشة (شعب الأسفل)الواقعة إلى الشمال الشرقي من طور الباحة العاصمة، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات توجد مدينة أثرية متكاملة. في بطن الجبل، مبان وحصون دور ومدافن وأبار منحوته في الصخر، مازال ماؤها جارياً، طرق منحوته بالجبل، وأخرى مرصوفة بالأحجار، وبعناية هندسية، وطرق تؤدي إلى الضفة ألأخرى هناك، وعلى مسافة اثنين كيلومتر من المدينة الأولى، هناك ارتباط وثيق بينهما. لمن هذه المدائن والآثار؟ ومن سيحافظ عليها.؟!أما في منطقة (الأعراق)إلى الجنوب الغربي من طور الباحة بمسافة عشرين كيلومتراً تقريباً فتوجد منطقة أثرية ضخمة، آثار القصور على مساحة كبيرة من الأرض قيل أن الرعاة استخرجوا منها تماثيل رخامية وكراسي حجرية وعملات ذهبية وفضية وعقود من اللؤلؤ، تم بيعها بأثمان بخسة حيث قيل أن هذه المدينة كانت تابعة لأحد ملوك حمير، وأن تلك التماثيل الرخامية والبرونزية كانت تقدم قرابين للآلهة. فمن يحمي كل الآثار من النهب والعبث والتخريب؟!وإلى الجنوب الغربي من طور الباحة وفي منطقة (شعبواء) وفي العام 1985م.كان أحد المواطنين يستصلح أرضه فاستأجر جراراً (حراثة)لهذا الغرض.وعند البدء لا حظ أن الجرار (الحراثة)دفع بقطع صغيرة صفراء فأوقف الجرار ونزل منه السائق وتدافع هو ومالك الأرض لالتقاط تلك القطع وتجميعها وتتبع مصدرها، حيث وجد أن كوزاً خزفياً كان ممتلئا بمثلها وأن الجرار قد شق ذلك الكوز نصفين حيث مازال النصف الآخر ممتلئا بما تبقى، فقاما بتجميعها، واختلفا على قسمتها، فتشاجرا وأوصلاها إلى الدولة، حيث تم إيصال بعضها إلى متحف الآثار بعدن، وتم إعطاء مالك الأرض وصاحب الحراث مبلغ عشرة آلاف درهم مكافأة لهما بعد أن وجدوا أن تلك القطع هي عملات ذهبية خالصة تعود للدولة الصليحية.أما في منطقة (الفجرة)والتي لا تبعد كثيراً عن سابقتها فتوجد منطقة أثرية أخرى قيل أنها كانت ميناء بحرياً فانحسر ماء البحر عنها فلم يبق في كل المنطقة(الميناء)إلا خرائب وطرقاً منحوتة في الصخر وأطلالاً ما زالت تقاوم.فهل ميناء الفجرة كان أحد الموانئ اليمنية القديمة لتجارة0المر واللبان والبخور قبل ميناء (مخا)لتجارة البن الشهير؟. هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.وعلى مسافة ليست ببعيدة عن ذلك أي إلى الجنوب من طور الباحة وبمسافة لا تزيد عن عشرة كم. وفي منطقة تسمى (طور الهشمة) توجد بقايا أطلال لمدينة كبيرة من أسفل الطور إلى أعلاه، وبقايا آثار لسوق واسع وأثر لمقابر قيل أن طول القبر أكثر من سبعة أمتار، وقيل أن هنالك من قامبنبش تلك القبور وعثروا على أدوات بجانب تلك الجثث الضخمة. وهي عبادة عن سيوف وتماثيل أخرى.وفي منطقة المضاربة حيث جبل (حواب)يتحدث الجميع عن هذا الجبل وأسراره، حيث توجد الآثار المنحوته على الجبل من أسفله إلى أعلاه. وحيث توجد الأشجار النادرة التي لا يوجد مثيل لها إلا في حوض البحر المتوسط، ويحكي أبناء الصبيحة أن هذا الجبل كان متنزهاً سياحياً لملوك حمير. وأن أروى بنت أحمد الصليحي اتخذته أيضاً متترهاً لها أثناء حكمها لليمن. فمن يعيد لتلك الأماكن حيويتها؟ ومن يحافظ على تراثنا من الخراب والتخريب؟!وفي بلاد الصبيحة الآلاف من المدن الأثرية القديمة جداً جداً، وملف الآثار لمنطقة الصبيحة مازال معلقاً. حيثما تتجه شرقاً وغربا وشمالاً وجنوباً في بلاد الصيحة تجد الآثار. مدناً كثيرة أنفاقاً حفرت في الجبل بأشكال هندسية، حكايات في أدنى الخضيراء بالقرب من طور الباحة عاصمة الصبيحة. وقد تم العثور على أول نفق فعلاً.مدن أو مدائن كثيرة جداً حتى يخال إليكم أن بلاد الصيبحة كانت مدينة واحدة بجميع أبعادها ذلك سيكشف لاريب عن أسرار (إرم) ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. والتي ذكرت في القرآن الكريم.فمن يفك تلك الأسرار، ويكشف عن تلك الحقائق ويحافظ على تلك الآثار؟!
- البرهان السابع والثلاثون
عن أهمية آثار منطقة ردفان والضالع
وفي العدد رقم (3380)نشرت صحيفة الأيام استطلاعاً عنونته هكذا:
- المعالم الأثرية والتاريخية لمديريات ردفان والضالع (الأجعود).
- مقابر قوم عاد في حبيل حيدر رنفق آل حيدر يعود للعصر الجليدي.
جاء في مقدمة الاستطلاع :
بما أن عملية معرفة الآثار والانشغال بها واستنطاقها علم من العلوم التي لا تقل أهمية عن بقية العلوم بل وأهمها نفعاً لعمرفة تاريخ الشعوب الغابرة وقبائلها ومذاهبها وعاداتها.والمستوى الذي وصلت إليه من المعرفة وما هي إمكاناتها.كما قد لفت القرآن الكريم الأنظار لأخذ العبرة والعظة من ما خلف الأولون في عدد من الأيات القرآنية.وبما أن هذه المنطقة لم تمسها أي من الأبحاث أو الدراسات حتى هذه اللحظة وهي من المناطق الأثرية الهامة وهذا ما يؤكده لنا القاضي حسين بن أحمد السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) بقوله: وأما بعد رداع شرقاً وشمالاً وجنوباً بما يشتمل البيضاء ويافع وما وراءها إلى أبين وشبوه وبيحان فهو من المحلات التي يجب البحث والتنقيب فيها لأنها محل الدويلات العريقة في القديم).فلهذا وذاك وما يبرز لنا من المعالم والآثار بالعين المجردة كان علينا وضع اللمسات الأولى لمعالم وآثار هذه المنطقة. وكان ذلك دليل استطلاعنا التالي.
ويقول تحت عنوان (الأجعود ومواطنهم):سكن الأجعود بما يسمى اليوم بمديريات ردفان ومديرية الضالع حيث كانوا يشكلون قبيلاً واحداً وهم الأجعود من أصل رعين الأكبر (يريم/ذو رعين) وتقع مواطنهم في سرو حمير الذي يشمل يافع والأجعود وصهيب ومن قراهم. حمرة حرير ، وخلة شكع. الحصين. والعلم الضباب، حضرة ثوبة، وثوبة شرعة، الحنكة، الجعدية، المقطن، المعتنق، الثمري، السمع، عنبة، وحدة ضرعة، وقرية سبأ الصهيب، وكل اسم لتلك القرى نسب إلى شخصية رعينية مثل ثوبة بن شرحيل بن ثوبه، أما معالمها الأثرية فمنها:الحصون، والقصور، والمقابر، والأنفاق ، وشكع والحصين.فمن الحصون شكع والسلم وحمرة وجعين حازم بوادي ذي بحيش (وادي ذا البئر)وبه ثلاثة قصور، ومنطقة المصنعة وحصن (جازم) يقابله حصن جمل وحصن منيف. ومن المقابر مقبرة الكعبين التي وجدت فيها بعض اللقى والقطع الرخامية المرسوم عليها بعض الحيوانات وفيها. حلوان والجعدي. ومن الأنفاق نفق (آل حيدر) ويقع جنوب مديرية حبيل جبر، له مدخل من الجهة الشرقية بمنطقة فلحة ومخرج من الجهة الغربية بمنطقة آل حيدر, (إن النقوش والكتابات التي بداخله من الأطراف. والمكتوبة بالخط المسند والقريبة من الحميرية تؤكد أن عاداً وأقوامه لهم بعض الإرتباط بهذه المنطقة. وبداخله خارطة تحدد اتجاهاته ومنافذ تنفسه إلا أنها مطمورة بالتراب.. ولم يستطع المواطنون مواصلة حفره لانعدام الهواء فيه. ويقدر طوله بواحد كيلومتر.وما بداخله قد يتعرض لحالات من السطو إذا لم تقم الجهات المختصة بالحفاظ عليه ودراسة محتوياته وتاريخه!!وهنالك عدد آخر من الأنفاق وجدت بفعل فاعل ، ومنها نفق في جبل ردفان (حيد القماعة) ونفق آخر في (كنضارة) والذي استخدم كملجأ، وموقع لقيادة الثورة (14أكتوبر 1963م)في وادي بناء وغيرها من الأنفاق(أي السراديب) والتي تدلنا وكل ما بداخلها وما حولها من أبنية ومعالم أثرية على تلك الأقوام، وتاريخهم إذا ما غمت دراستها علمياً ، وقد يضيف صفحة جديدة من التاريخ القديم والوسيط إذا لم نقل أهمه.أما شكع والحصين فقد سميت باسم شكع بن مالك بن الحارث بن شرحبيل بن الحارث بن رعين وقد سكنها وخلة الأعضود وبنو مهاجر من جعدة. وهي أحد حصونهم وتقع بمديرية الحصين بمحافظة الضالع. وعليها من المعالم الأثرية، فبالقرب منها تقع مقبرة الحصين التي عثر بها على عدد من الآثار التاريخية من الأواني والنقوش. وبها بعض الكتابات بالمسند.وفي المنطقة عدة مقابر منها مقبرة النوبة بحبيل الريد عاصمة مديرية حالمين وقد وجد في أحد القبور قطعتان أثريتان من الرخام مرسوم في إحدهما رأس حيوان، وكتب على الأخرى بالخط الحميري المسند ما معناه (عمر نكزم). كما وجد تمثالان آخران وقطع أثرية أخرى.وهناك قرية تسمى حلوان، وبجوارها قرية سبأ ، وكلاهما غنيتان بالآثار وقد زارهما وغيرهما بعض الباحثين الأجانب.ولعل النابغة الجعدي ، والمصفح ، وابن سمرة ، والمشقر، وعيسى، بن هاني الجعدي، وغيرهم من هذه المنطقة المنسية.وقد زار أحد الباحثين العرب المواقع الأثرية بردفان لما سمعه عنها، وعندما اطلع على الواقع أكد على أهمية تلك الآثار.ويحتمل أنها كانت أكثر من المتوقع. لذلك نقول في ختام استطلاعنا ما قاله الملك الحميري:
مآثرنا في الأرض مصداق قولنا
إذا ما طلبنا شاهداً ودلائلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.