لقاءات الرئيس الزُبيدي.. تحركات يومية لكبح جماح حرب الخدمات    اجتماع يناقش تحديث الأطر المؤسسية بوزارة الاقتصاد    خطوة في طريق التعافي الاقتصادي    اقتصاد الظل في الطيران المدني: المال الطائر... بلا رقيب التشخيص العالمي والحلول العربية    ضمت 85 مشاركة.. دائرة المرأة في الإصلاح تختتم دورة "التفكير الاستراتيجي"    رايتس رادار تدين حملات الاختطافات الحوثية في إب وتطالب بالإفراج عن المختطفين    خبير في الطقس يتوقع موجة أمطار جديدة تشمل اغلب المحافظات اليمنية    خبير نفطي يكشف معلومات جديدة عن ظهور الغاز في بني حشيش ويحذر    أما الدولة وسلطتها.. أو هائل سعيد وبلاطجته هم الدولة    مافيا "هائل سعيد".. ليسوا تجار بل هم لوبي سياسي قذر    ذا كرديل تكشف عن الحرب الإلكترونية الأميركية الإسرائيلية على اليمن    غزة: 20 شهيداً إثر انقلاب شاحنة محملة بالغذاء تعرضت لقصف صهيوني    مصرع 4 ركاب في تحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا    زيدان يقترب من العودة للتدريب    اجتماع طارئ وقرارات مهمة لاتحاد السلة    قتلة وجلادي أمن مأرب يزهقون حياة طفل يتيم عمره 13 عاما    المواجهة مع هائل سعيد.. آخر معارك الوحدة اليمنية اللعينة    تخرج 374 مستفيدًا ومستفيدة من مشروع التمكين الاقتصادي بمحافظتي تعز ولحج    رئيس هيئة مستشفى ذمار يعلن تجهيز 11 غرفة عمليات وعناية مركزة    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لاعب برشلونة يوافق على تجديد عقده    اعتراف صهيوني: اليمن بدّد هيبة أمريكا في البحر    طيران اليمنية لا تعترف بالريال اليمني كعملة رسمية    هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟    رسميّا.. حرمان الهلال من سوبر 2026    كأس آسيا.. الأردن تكسب الهند والعراق يخسر أمام نيوزيلندا    لا قضاء ولا قدر في اليمن    سفير إسرائيلي سابق يطالب ماكرون بفرض عقوبات فورية على إسرائيل وعزلها جغرافيًا    من ضمّني لن أتركه وحده.. وكلمة السامعي بلاغ رسمي قبل السقوط!    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين جديدتين للصرافة ويغلق فروعهما    حجة.. وفاة امرأة وإصابة طفلة بصاعقة رعدية    أسبانيا تُفكك شبكة تهريب مهاجرين يمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزوّرة    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبدالله وزان حتى 2028    فريق شباب الحزم يتوج ببطولة العدين الكروية بنسختها الرابعة    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    مقتل مرتكب المجزرة الاسرية بإب    ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..    لا تليق بها الفاصلة    النفط يتراجع وسط تصاعد المخاوف من فائض المعروض    اتهامات لمليشيا الحوثي بخطف نجل نائب رئيس مجلس النواب السابق في صنعاء    تعز.. اختتام دورة الرخصة الآسيوية (C) لمدربي كرة القدم    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    وزارة الزراعة تناقش استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    إصابات إثر تصادم باصين للنقل الجماعي بمحافظة حضرموت    النائحات المستأجرات    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوبة مأرب .. موطن المعابد والسدود والمكاربة
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 16 - 11 - 2006


- عبد الله علي الكميم البرهان الخامس والثلاثون
عن روعة آثار منطقة الجوبة بمأرب.
وفي عددها رقم (110)بتاريخ20/9/2001م. أجرت صحيفة الثقافية استطلاعا عن آثار منطقة (الجوبة) المتاخمة(لمأرب)بل هي جزء منها. وقد جاء العنوان هكذا:
الجوبة. موطن المعابد والسدود والمكاربة.
وقبله عنوان صغير: الصيد المقدس والنقوش المسندية.
وقدم المحققان للموضوع بهذا التمهيد.
من أدرك عراقة الجوبة وعبق تاريخها الضارب في أعماق الجبال والصحراء وتنفس رائحة الحضارة مباشرة واكتشف سر حيوية المجتمعات هناك.. أكيد سيتغاضى عن صعوبة السفر ومتاعب المواصلات، وسيركب أجنحة الشوق إلهيا فأمامها يفغر المرء فاه من الدهشة ويترنح إعجاباً، إنها الجوبة تاريخ أقوى من التحدي وأبلغ من الصمت لا يطاولها النسيان. ولم تخفها الذاكرة الأبدية، لما تمتلكه من كنوز وتحف وأوابد تاريخية بسيطة وحزينة لكن لا يوجد لديها رغبة للبكاء. كل شيء في الجوبة ينطق بروح الحضارة وجوهرها وحكاياتها وخرافاتها ، إنها موطن المعابد والسدود والمكاربة والصيد المقدس والنقوش المسنديةوبعد ذلك صار المحققان يعددان المعالم الآثارية في منطقة الجوبة بحسرة، ويبكيان على أطلالها التي تعرضت للتخريب والنهب والتدمير . إذ نقلت معظم أحجار القصور والمعابد المزخرفة والمكتوبة بالخط المسند إلى أما كن أخرى صارت قرى لمن يعيشون اليوم دونما اكتراث أو شعور بالذنب بينما لم تكن الدولة في عهد ما قبل ثورة 26سبتمبر1962م،ولا الحكومات التي جاءت بعدها تعير هذا الجانب أي اهتمام!!إنما لا زالت الشواهد والشخوص، والأسماء واضحة، وماثلة للعيان، ومنها دار الظافر ووادي بلا ونقوش شعب العقل وسد (الجفينة) ومعابد الإله المقه.أما أبرز شيء في المنطقة فهي مدينة الدريب. وتقع على بعد30كم. جنوب غرب مركز محافظة مأرب وهي مدينة مسورة وكبيرة ويشبه مخططها مثلثا أضلاع محدبة ورؤوس تشير إلى جهات الشرق والشمال الغربي والجنوب، وقد بني السور بطريقة الدخلات والخرجات، وهي الطريق التي نفذ بها سور مدينة (براقش) يثيل أو أثيل في الجوف).
البرهان السادس والثلاثون
عن اكتشاف منطقة الإنسان الأول، ومدينة (إرم ذات العماد).
وفي عددها (110) تاريخ 20-9- 2001م.نشرت صحيفة الثقافية الصادرة بمدية(تعز)استطلاعاً بعنوان:
بلاط الصبيحة: (أرض إرم).
الكنوز المغمورة.. القبور المطمورة- الرجال الصلب.
جاء في الإستطلاع: من منطقة العند الشهير إلى طور الباحة، فالمضاربة وراس العارة، وباب المندب، وبامتداد(95)كم،شمال غرب، تقع بلاد الصبيحة.وعاصمتها طور الباحة المدينة القابعة في أحضان ثلاث مديريات . من الشمال.حيفان (تعز) ومن الشرق القبيطة، ومن الغرب المقاطرة . وعلى امتداد مساحة ثمانية آلاف كيلومتر مربع تقريباً سكن أحفاد (ذو أصبح) عمروبن الحارث بن عوف بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر..تأتي إلى طور الباحة لتجدها في حركة دائبة طيلة أيام الأسبوع . وإن شئت أن تعيش سوق عكاظ العربي التاريخي تعال إلى طور الباحة السبت)إنه سوق طور الباحة الشهير، وبه تسمى (سوق السبت) لا أدري بالضبط لم السبت سوقاً لأبناء الصبيحة؟ ولكن المعروف أن الأربعاء سوق لأبناء المقاطرة، والخميس سوق لأبناء القبيطة، والجمعة سوق لأبناء الآثاور والأعبوس ، ويوم السبت ملتقى الجميع في (طور الباحة.الزائر لسوق السبت سيكون بين أشهر قبائل العرب القحطانية حيث ما زالوا ينطقون(أم)الحميرية بديلاً عن (أل) للتعريف منذ لقنهم جدهم(أصبح)كما مازلوا يحتفظون بخناجرهم ذات الرؤوس الفضية العتيقة، وهي جزء من السيوف الحميرية امجنبية) حقي وحق أبي وجدي ما بيعهاشي حتى لو يندوا لي وقر أم جمل ذهبو).وإذا يخاطبك (هلم جنابي شل امشقر أمواله وامبياض وامحنون وامكاذي بخمسين)وإذا يدعوك(ندرشل امدجاجة قدها بكرو وأخوها امديك وامرر به الأرنبة قدها تَلِد كل واحد بمئتين).وفي جانب آخر تجد الشعراء يتبارون بأشعارهم في منتدى الفضول للإبداع الأدبي والفني قصائد ومساجلات شعرية بالعامية تصل إلى أفصح ما يكون في يوم السبت. ففي يوم السبت يباع كل شيء، ويشترى كل شيء حتى الثعالب والقرود والضباع والقنافذ ونسخ من المساجلات الشعرية للشعراء. ألم أقل لكم أننا في (سوق عكاظ)،يوم السبت وأنت في طور الباحة تدخل السوق فتأخد كل شيء وإن لم تشتر فإنك لا تخرج إلا وأنت ممتلئ السريرة ومنشرح الخاطر، وقد انطبعت في ذاكرتك أشياء جميلة لا تفارقك طيلة حياتك عن السوق والناس وبساطة الحياة.فلم يكن القاص(محمد عبد الولي)من أبناء طور الباحة بل كان عابراً لبضع ساعات في أحد أودية طور الباحة، وقد جاء متأخراً إلى سوق السبت، فكتب فصلاً من أحلى فصول روايته(الأرض يا سلمي) فكيف به لو جاء مبكراً وزار السوق ، واستمتع بمشاهد الحياة، حتماً سيؤلف أجمل رواية.
وتحت عنوان فرعي قال صاحب الاستطلاع :
الصبيحة مهد الإنسان الأول.
ومدائن إرم ذات العماد.هناك حكاية متوارثة ومتداولة بين أبناء الصبيحة تقول بدايتها (بين الخضيراء والأخضر، والحبيل الأحمر ، ألف كرسي وألف منبر، وألف قبة مزهر، وألف عدة مشجر).الخضيراء منطقة أثرية قيل أنها كانت أحد المراكز الهامة للدولة اليعفرية، تم بناؤها على أنقاض مدينة حميرية قديمة، تقع على مسافة كيلومتر ونصف تقريباً من مدينة طور الباحة ، وهي في النهايات الشرقية للسلسلة الجبلية الممتدة من قلعة المقاطرة ، فالمحمية الطبيعة(إردف)الواقعة على الغرب من طور الباحة .وقد تعرضت آثار هذه المدينة للعبث، والتخريب، والنهب من عهد الإستعمار البريطاني وما بعده، حيث إن أحجار هذه المنطقة تم أخذها من قبل المواطنين لغرض بناء مساكنهم وإعمار مدينة طور الباحة القديمة. أما بعض العملات والأواني الحجرية والخزفية فما زال بعض المواطنين يحتفظون بها في منازلهم ، حيث لم يبق من هذه المدينة الأثرية العملاقة إلا بقايا خرائب ومقابر وأطلال متناثرة على مساحات شاسعة من الأرض.والأخضر كما يبدو هي القمم الجبلية المقابلة للخضيراء في قاع الوادي في اتجاه الشرق على بعد خمسة عشر كيلومتراً تقريباً، وتسمى حالياً (الخضر واليابس)وهي قمم جبلية تابعة لمديرية القبيطة.أما الحبيل الأحمر فهو في الإمتداد الطبيعي لمنطقة الخضيراء إلى اتجاه الغرب، وهو حبيل مستو واسع، امتداده أكثر من ثلاثة كيلومترات جزء منه تابع لمعبق عاصمة المقاطرة. ويسمى حالياً حبيل عثمان (إمنهام)في هذا الامتداد الواسع بين المناطق المشار إليها توجد العديد من الآثار والأطلال والخرائب والحصون والمقابر، مما يؤكد فعلاً وجود أكثر مما هو في الحكاية المشار إليها.
فمن يكشف أسرار هذه المدن ويحافظ عليها؟!
كما أن جبل (تلا) الواقع إلى الشمال الغربي لمنطقة العند التابعة للصبيحة، يقال أنه من أقدم جبال شبه الجزيرة العربية، حيث عثر على بقايا حجرية تعود إلى العصر الحجري الأول. وذلك يدلل أن بلاد الصبيحة كانت مهد الإنسان الأول على الأرض.أكثر من ثلاثين بئرأ غسانية مازال يستخدمها أبناء الصبيحة حتى الآن.فهل كان الغسانيون على درجة كبيرة من العلم،حين حفروا تلك الآبار ، التي بعضها في صميم الصخر، والتي لا ينضب ماؤها حتى في عز الشح! أم أن الآبار المطوية بالأحجار من أسفلها إلى أعلاها سميت بالغسانية حتى لو لم يبنها بنو غسان؟ ففي كلا الحالتين يبقى الفضل لبني غسان ولو اسمياً.حيثما تتجه في بلاد الصبيحة تجد الآثار ماثلة أمامك خرائب ضخمة، معابد وأشباه مدن ، حصون ومقابر ومدافن وجبال منحوتة صخورها طرقاً، وخزانات مياه ومساكن لرجال أشداء عاشوا هنا وتركوا كل ذلك!!ففي منطقة الحنيشة (شعب الأسفل)الواقعة إلى الشمال الشرقي من طور الباحة العاصمة، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات توجد مدينة أثرية متكاملة. في بطن الجبل، مبان وحصون دور ومدافن وأبار منحوته في الصخر، مازال ماؤها جارياً، طرق منحوته بالجبل، وأخرى مرصوفة بالأحجار، وبعناية هندسية، وطرق تؤدي إلى الضفة ألأخرى هناك، وعلى مسافة اثنين كيلومتر من المدينة الأولى، هناك ارتباط وثيق بينهما. لمن هذه المدائن والآثار؟ ومن سيحافظ عليها.؟!أما في منطقة (الأعراق)إلى الجنوب الغربي من طور الباحة بمسافة عشرين كيلومتراً تقريباً فتوجد منطقة أثرية ضخمة، آثار القصور على مساحة كبيرة من الأرض قيل أن الرعاة استخرجوا منها تماثيل رخامية وكراسي حجرية وعملات ذهبية وفضية وعقود من اللؤلؤ، تم بيعها بأثمان بخسة حيث قيل أن هذه المدينة كانت تابعة لأحد ملوك حمير، وأن تلك التماثيل الرخامية والبرونزية كانت تقدم قرابين للآلهة. فمن يحمي كل الآثار من النهب والعبث والتخريب؟!وإلى الجنوب الغربي من طور الباحة وفي منطقة (شعبواء) وفي العام 1985م.كان أحد المواطنين يستصلح أرضه فاستأجر جراراً (حراثة)لهذا الغرض.وعند البدء لا حظ أن الجرار (الحراثة)دفع بقطع صغيرة صفراء فأوقف الجرار ونزل منه السائق وتدافع هو ومالك الأرض لالتقاط تلك القطع وتجميعها وتتبع مصدرها، حيث وجد أن كوزاً خزفياً كان ممتلئا بمثلها وأن الجرار قد شق ذلك الكوز نصفين حيث مازال النصف الآخر ممتلئا بما تبقى، فقاما بتجميعها، واختلفا على قسمتها، فتشاجرا وأوصلاها إلى الدولة، حيث تم إيصال بعضها إلى متحف الآثار بعدن، وتم إعطاء مالك الأرض وصاحب الحراث مبلغ عشرة آلاف درهم مكافأة لهما بعد أن وجدوا أن تلك القطع هي عملات ذهبية خالصة تعود للدولة الصليحية.أما في منطقة (الفجرة)والتي لا تبعد كثيراً عن سابقتها فتوجد منطقة أثرية أخرى قيل أنها كانت ميناء بحرياً فانحسر ماء البحر عنها فلم يبق في كل المنطقة(الميناء)إلا خرائب وطرقاً منحوتة في الصخر وأطلالاً ما زالت تقاوم.فهل ميناء الفجرة كان أحد الموانئ اليمنية القديمة لتجارة0المر واللبان والبخور قبل ميناء (مخا)لتجارة البن الشهير؟. هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.وعلى مسافة ليست ببعيدة عن ذلك أي إلى الجنوب من طور الباحة وبمسافة لا تزيد عن عشرة كم. وفي منطقة تسمى (طور الهشمة) توجد بقايا أطلال لمدينة كبيرة من أسفل الطور إلى أعلاه، وبقايا آثار لسوق واسع وأثر لمقابر قيل أن طول القبر أكثر من سبعة أمتار، وقيل أن هنالك من قامبنبش تلك القبور وعثروا على أدوات بجانب تلك الجثث الضخمة. وهي عبادة عن سيوف وتماثيل أخرى.وفي منطقة المضاربة حيث جبل (حواب)يتحدث الجميع عن هذا الجبل وأسراره، حيث توجد الآثار المنحوته على الجبل من أسفله إلى أعلاه. وحيث توجد الأشجار النادرة التي لا يوجد مثيل لها إلا في حوض البحر المتوسط، ويحكي أبناء الصبيحة أن هذا الجبل كان متنزهاً سياحياً لملوك حمير. وأن أروى بنت أحمد الصليحي اتخذته أيضاً متترهاً لها أثناء حكمها لليمن. فمن يعيد لتلك الأماكن حيويتها؟ ومن يحافظ على تراثنا من الخراب والتخريب؟!وفي بلاد الصبيحة الآلاف من المدن الأثرية القديمة جداً جداً، وملف الآثار لمنطقة الصبيحة مازال معلقاً. حيثما تتجه شرقاً وغربا وشمالاً وجنوباً في بلاد الصيحة تجد الآثار. مدناً كثيرة أنفاقاً حفرت في الجبل بأشكال هندسية، حكايات في أدنى الخضيراء بالقرب من طور الباحة عاصمة الصبيحة. وقد تم العثور على أول نفق فعلاً.مدن أو مدائن كثيرة جداً حتى يخال إليكم أن بلاد الصيبحة كانت مدينة واحدة بجميع أبعادها ذلك سيكشف لاريب عن أسرار (إرم) ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. والتي ذكرت في القرآن الكريم.فمن يفك تلك الأسرار، ويكشف عن تلك الحقائق ويحافظ على تلك الآثار؟!
- البرهان السابع والثلاثون
عن أهمية آثار منطقة ردفان والضالع
وفي العدد رقم (3380)نشرت صحيفة الأيام استطلاعاً عنونته هكذا:
- المعالم الأثرية والتاريخية لمديريات ردفان والضالع (الأجعود).
- مقابر قوم عاد في حبيل حيدر رنفق آل حيدر يعود للعصر الجليدي.
جاء في مقدمة الاستطلاع :
بما أن عملية معرفة الآثار والانشغال بها واستنطاقها علم من العلوم التي لا تقل أهمية عن بقية العلوم بل وأهمها نفعاً لعمرفة تاريخ الشعوب الغابرة وقبائلها ومذاهبها وعاداتها.والمستوى الذي وصلت إليه من المعرفة وما هي إمكاناتها.كما قد لفت القرآن الكريم الأنظار لأخذ العبرة والعظة من ما خلف الأولون في عدد من الأيات القرآنية.وبما أن هذه المنطقة لم تمسها أي من الأبحاث أو الدراسات حتى هذه اللحظة وهي من المناطق الأثرية الهامة وهذا ما يؤكده لنا القاضي حسين بن أحمد السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) بقوله: وأما بعد رداع شرقاً وشمالاً وجنوباً بما يشتمل البيضاء ويافع وما وراءها إلى أبين وشبوه وبيحان فهو من المحلات التي يجب البحث والتنقيب فيها لأنها محل الدويلات العريقة في القديم).فلهذا وذاك وما يبرز لنا من المعالم والآثار بالعين المجردة كان علينا وضع اللمسات الأولى لمعالم وآثار هذه المنطقة. وكان ذلك دليل استطلاعنا التالي.
ويقول تحت عنوان (الأجعود ومواطنهم):سكن الأجعود بما يسمى اليوم بمديريات ردفان ومديرية الضالع حيث كانوا يشكلون قبيلاً واحداً وهم الأجعود من أصل رعين الأكبر (يريم/ذو رعين) وتقع مواطنهم في سرو حمير الذي يشمل يافع والأجعود وصهيب ومن قراهم. حمرة حرير ، وخلة شكع. الحصين. والعلم الضباب، حضرة ثوبة، وثوبة شرعة، الحنكة، الجعدية، المقطن، المعتنق، الثمري، السمع، عنبة، وحدة ضرعة، وقرية سبأ الصهيب، وكل اسم لتلك القرى نسب إلى شخصية رعينية مثل ثوبة بن شرحيل بن ثوبه، أما معالمها الأثرية فمنها:الحصون، والقصور، والمقابر، والأنفاق ، وشكع والحصين.فمن الحصون شكع والسلم وحمرة وجعين حازم بوادي ذي بحيش (وادي ذا البئر)وبه ثلاثة قصور، ومنطقة المصنعة وحصن (جازم) يقابله حصن جمل وحصن منيف. ومن المقابر مقبرة الكعبين التي وجدت فيها بعض اللقى والقطع الرخامية المرسوم عليها بعض الحيوانات وفيها. حلوان والجعدي. ومن الأنفاق نفق (آل حيدر) ويقع جنوب مديرية حبيل جبر، له مدخل من الجهة الشرقية بمنطقة فلحة ومخرج من الجهة الغربية بمنطقة آل حيدر, (إن النقوش والكتابات التي بداخله من الأطراف. والمكتوبة بالخط المسند والقريبة من الحميرية تؤكد أن عاداً وأقوامه لهم بعض الإرتباط بهذه المنطقة. وبداخله خارطة تحدد اتجاهاته ومنافذ تنفسه إلا أنها مطمورة بالتراب.. ولم يستطع المواطنون مواصلة حفره لانعدام الهواء فيه. ويقدر طوله بواحد كيلومتر.وما بداخله قد يتعرض لحالات من السطو إذا لم تقم الجهات المختصة بالحفاظ عليه ودراسة محتوياته وتاريخه!!وهنالك عدد آخر من الأنفاق وجدت بفعل فاعل ، ومنها نفق في جبل ردفان (حيد القماعة) ونفق آخر في (كنضارة) والذي استخدم كملجأ، وموقع لقيادة الثورة (14أكتوبر 1963م)في وادي بناء وغيرها من الأنفاق(أي السراديب) والتي تدلنا وكل ما بداخلها وما حولها من أبنية ومعالم أثرية على تلك الأقوام، وتاريخهم إذا ما غمت دراستها علمياً ، وقد يضيف صفحة جديدة من التاريخ القديم والوسيط إذا لم نقل أهمه.أما شكع والحصين فقد سميت باسم شكع بن مالك بن الحارث بن شرحبيل بن الحارث بن رعين وقد سكنها وخلة الأعضود وبنو مهاجر من جعدة. وهي أحد حصونهم وتقع بمديرية الحصين بمحافظة الضالع. وعليها من المعالم الأثرية، فبالقرب منها تقع مقبرة الحصين التي عثر بها على عدد من الآثار التاريخية من الأواني والنقوش. وبها بعض الكتابات بالمسند.وفي المنطقة عدة مقابر منها مقبرة النوبة بحبيل الريد عاصمة مديرية حالمين وقد وجد في أحد القبور قطعتان أثريتان من الرخام مرسوم في إحدهما رأس حيوان، وكتب على الأخرى بالخط الحميري المسند ما معناه (عمر نكزم). كما وجد تمثالان آخران وقطع أثرية أخرى.وهناك قرية تسمى حلوان، وبجوارها قرية سبأ ، وكلاهما غنيتان بالآثار وقد زارهما وغيرهما بعض الباحثين الأجانب.ولعل النابغة الجعدي ، والمصفح ، وابن سمرة ، والمشقر، وعيسى، بن هاني الجعدي، وغيرهم من هذه المنطقة المنسية.وقد زار أحد الباحثين العرب المواقع الأثرية بردفان لما سمعه عنها، وعندما اطلع على الواقع أكد على أهمية تلك الآثار.ويحتمل أنها كانت أكثر من المتوقع. لذلك نقول في ختام استطلاعنا ما قاله الملك الحميري:
مآثرنا في الأرض مصداق قولنا
إذا ما طلبنا شاهداً ودلائلا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.