المديرية عاشت أياماً مظلمة إبان الاستعمار .. وتغيرت جذرياً بفضل دولة الوحدة استطلاع/لمياء فضل القاسمي حتى بداية الخمسينات من القرن الماضي كانت منطقة دار سعد عبارة عن قرية صغيرة وبسيطة تقع على كومة رملية مرتفعة شمال مدينة عدن حيث يفصلها عن عدن حالياً طريق «خط التسعين» وكان مبنى «كلية عدن» الواقعة بجانب كلية المجتمع هو آخر مبنى لعدن محاذياً لقرية دار سعد. دار الأمير سعد أسم هذاالحي الكبير جاء من الإسم الأول لها وهو دار الأمير سعد الذي ينتمي إلى أسرة سلاطين العبادل في لحج.. وكانت تسمى دار الأمير باسمه. وبيوتها البسيطة كانت تبنى من الطين المسمى محلياً «اللبن» بكسر اللام وسكون الباء وبعض البيوت القروية سابقاً كانت تبنى من القش الا أن منزل الأمير كان أكبرها ويتراوح عدد المنازل الأهلية القديمة في القرية بين 30 إلى50 منزلاً حتى وسط الخمسينات ونهاية الخمسينات بدأت منطقة دار سعد بالتوسع في البناء محاكية في تخطيطها وتقسيم شوارعها مدينة الشيخ عثمان. وكان شارعها الرئيسي الضيق والوحيد هو الفاصل لها مع ما سمي فيما بعد عند التوسع السكاني بالمنطقة الشرقية والمنطقة الغربية. وقد استقر في المنطقة الشرقية عدد من التهاميين والعاملين في النظافة والبلدية والحمالين في الميناء كما استقر فيها لفترة بعض اللاجئين بعدد قليل ، وكذا عدد من المواطنين الذين استقروا في المنطقة الشرقية أيضاً.. وفي المنطقة الغربية يظهر تقسيم الشوارع فيهامع تسميتها مثل حي الشيخ عثمان كما ذكرنا من الناحية الهندسية.. أما أسماء شوارعها فهي أسماء جميلة مثل شارع الضياء والصفاء والحرية والسلام ..الخ. ويقطن المنطقة الغربية الكثير من اليمنيين من مختلف المناطق وأكثرهم من لحج وتعز وأبين. أيام الاستعمار كانت مدينة دار سعد تابعة لسلطان لحج سلطان السلطنة العبدلية التي كانت عاصمتها «الحوطة».. ودار سعد كانت عاصمة أخرى صغيرة للسلطنة كما كان بها سوق مخصص لمختلف السلع بما في ذلك السلاح الذي كان يباع في محل حالياً تباع فيه الخضار والفاكهة. وكانت هناك مكتبة صغيرة وهناك سوق للقات. حتى العام 1958م حينما قام مجلس عدن التشريعي بالأمر بمنع استيراد ومضغ القات في عدن توجه الناس إلى حي دار سعد باعتباره خارجاً عن سلطة المجلس من المستعمرة.. وهناك كانوا يشترون ويمضغون للمناضلين. دار سعد اليوم توسع هذا الحي حتى صار من أكبر الأحياء في عدن وقد كان بعد الاستقلال ملحقاً بالشيخ عثمان أما اليوم فقد صار «مديرية كاملة» بها أكبر عدد من الدوائر الانتخابية وهي حوالي 22 دائرة إلى جانب المدارس وتوسع المساجد وبعض المستوصفات والعيادات. أما المغتربون اليوم فقد شكلوا حيين كبيرين الأول في المنطقة الشرقية إلى الشمال منها وفي المنطقة الغربية يقع خط عدن تعز الكبير وبه من جهة الشرق شوارع المغتربين التي بها عدد كبير من الفلل أما في غرب هذا الخط فتوجد منطقة «البساتين» التي سكنها في السنوات الماضية عدد كبير من المولدين وكان بها من قبل عدد من التهاميين الذين كان لهم هذه البساتين كأراض زراعية وقد سميت بإسمهم هي «بساتين الأزبود» أي الذين جاءوا من زبيد وتهامة.. ثم غلب طابع المولدين على السكانين السابقين نتيجة للجوئهم من الصومال إلى اليمن بسبب الحرب. وقد حرصت دولة الوحدة على تنمية المنطقة وشق الطرقات وإنارة الشوارع خلال فترة بسيطة مما جعل المدينة تقطع شوطاً كبيراً وتنتقل من حالة التخلف إلى حالة التقدم المدني والعمراني. عادات وتقاليد العادات والتقاليد في المجتمع اليمني متقاربة ومتشابهة مع بعض الاختلاف هنا أو هناك بحسب المناطق الجغرافية ومدى تقاربها وتباعدها. فمديرية دار سعد تتشابه في عاداتها وتقاليدها إلى حد كبير مع باقي مناطق محافظة عدن برغم انها كانت منفصلة عنها بالسلطنة العبدلية ولم تكن ضمن مستعمرة عدن. وعلى سبيل المثال اذا أخذنا الأعراس كمثل للعادات في الخمسينات والستينات سنجد أن الرقصة التي تؤدى يوم العرس من قبل بعض النساء في عدن هي ذات الرقصة «اللحجية» مع استخدام نفس الطبول وأما الزي النسائي فقد كان في عدن الثوب المفضل هو القريب إلى الموضة المصرية أو الغربية بشكل محتشم. إلاأنه في أواخر الخمسينات طغى الثوب النسائي اللحجي «الدرع» على ملابس النساء في عدن.. وتختلف الأزياء في باقي اليمن بالنسبة للأزياء الشعبية للمرأة. وكذلك الرجل.. وذلك بين المناطق الجبلية والساحلية حيث يوجد فارق في ملابس الرجال مثلاً.. بين القميص والإزار أي «المعوز» «والفوطة» التي جاءت من أندونيسيا والهند أما مهر العروس في الأعراس فهو متفاوت من منطقة إلى أخرى ولكنه يظل مشكلة بالنسبة لغير القادرين حيث يعانون من غلاء المهور. تنوع وثراء أما الأعياد فالبيت اليمني يظل متقارباً في العادات الدينية وهناك زيارات لقبور الأولياء في عموم اليمن وقرب دار سعد في مدينة الشيخ عثمان وكريتر جعل أهلها يحرصون على زيارة قبور الأولياء كزيارة الولي «الهاشمي» أو العيدروس» في كريتر عدن في حين يمكن القول ان هذه العادات خفت خلال الآونة الأخيرة.. وأهل دار سعد ميالون للغناء والفن والمغنين ألحانهم هي ألحان لحجية وأكثر منها عدنية بل ان لهجتهم بين لهجة عدن ولحج وفي الأعراس تقام رقصة «الليوة» وهي قادمة من ساحل افريقيا الشرقي والخاصة بالرجال فقط. وكذا الطبل والمزمار المحلي القادم من تهامة الذي يختلف عن الطبل والمزمار لليوه الذي انتشر مؤخراً.. وهناك أعراس تدار بطريقة متحفظة وذلك للجماعات المحافظة دينياً والتي زاد انتشارها في السنوات الأخيرة وليس فيها مزمار ولا عود ولا طبل. وفي الوقت الذي كان الشرشف «الشيذر» منتشراً حل محله العباية «الجلباب» والبرقع ولكن بعض النساء وهن قلة لا زلن يفتحن وجوههن ولا يستعملن النقاب.القات. وفي محلات وسرادق خاصة أقيمت سريعاً لاستقبال ماضغي القات وتأجيرها لهم .. ولم يكن هناك حاجزاً منيعاً بين المستعمرة ودار سعد التابعة للسلطنة كذلك الحاجز الذي كان في كرش المنطقة الحدودية سابقاً ولكن عندما بدأت الثورة أقام الانجليز نقطة تفتيش في نقطة نمرة ستة «الواقعة قبل كلية عدن مباشرة» وكان هناك أسلاك شائكة خفيفة تفصل ما بين دار سعد وحديقة الملاهي «أي بستان الكمسري» سابقاً وبعد ذلك كانت الطريق مفتوحة مما ساعد على ادخال السلاح