دار سعد تعني دار الأمير وكانت في فترة الاحتلال البريطاني أقصى نقطة حدودية لمستعمرة عدن من جهة الغرب باتجاه السلطنة العبدلية بلحج. بعد أن مدت الحكومة سكة الحديد من عدن إلى لحج صار القطار يمر بدار سعد وأصبح الحي محطة مهمة في طريقه. وفي هذه الفترة ظهرت في حي دار سعد بعض المباني السكنية المدنية والتجارية المختلفة وفق التخطيط الذي أراده الانجليز فظهرت العديد من المستودعات والمخازن وبعض المحلات التجارية. وبسبب انخفاض تجارة الصادرات والواردات في قطاعي السلع الغذائية والملابس من مستعمرة عدن إلى خارجها خلال فترة الحرب العالمية الأولى ازدهرت تجارة التهريب إلى خارج المستعمرة فأصبحت دار سعد بحكم موقعها على الحدود أهم نقطة للتهريب ساعدت على توسيع تجارة التهريب وعدم قدرة البوليس البريطاني المكلفين بحراسة هذه النقطة الحديثة في دار سعد على منعها. وازدهرت دار سعد ازدهارا كبيرا نتيجة لتجارة التهريب خلال سنوات الحرب وما بعدها وكانت دار سعد منفى للمعارضين للحكم البريطاني في مستعمرة عدن . فبعد إبعادهم عن أحياء كريتر والمعلا والتواهي التي كان يسكنها البريطانيون تم نفيهم إلى حي دار سعد. وتواصل تطوير المباني في هذا الحي فتم تشييد بعض المباني السكنية الحكومية والمرافق والمحلات التجارية و الملاهي البسيطة. بعد الحرب العالمية الثانية ، سنة 1950م تحديدا ، بنيت العديد من البيوت السكنية والحدائق والبساتين وهي شبيهة بالمنازل السكنية في أحياء المستعمرة وقد أمدتها السلطة بكافة الخدمات من ماء وكهرباء وطرق معبدة وهاتف. وبرز فيها عدد كبير من الصدف البحرية التي انحسر عنها البحر وفي هذا المكان توسعت حدود خور مكسر التي كانت لا تتعدى الجدول والقنطرة التي عليه. وهذا الموقع هو الذي حددته أول اتفاقية سنة 1849م بين الانجليز والسلطان العبدلي (سلطان لحج) ليكون الحد الفاصل بين مستعمرة عدن وبقية أراضي السلطنة العبدلية . ودار سعد اليوم مدينة مزهرة ومديرية من مديريات محافظة عدن ، يقطنها عدد كبير من السكان وتزدحم بالكثير من المنازل .