- خالد راوح أراضي الدولة مثل المال السايب الذي يعلم السرقة، فالمساحات البيضاء من أراضيها الواسعة في عموم المحافظات هي تسمية موجودة فقط بملفات الأرشيف والسجلات الحكومية يطلق عليها أملاك دولة وهي في الأصل أملاك خرجت من يدها منذ أن طالتها يد البسط العشوائي مما جعل الدولة تتعثر كلما وضعت مشاريع طموحة ترفع من حياة ذوي الدخل المحدود أو عند وضعها مخططات تحدد المناطق السكنية والصناعية والسياحية والتجارية والزراعية.وياليت الأمر يقتصر على اراضي الدولة.. بل وصلت الحالة الهستيرية إلى البسط على أراضي القطاع الخاص فيدخل هو الآخر في دوامة لايخرج منها إلا بعد اللف سبع لفات في اقسام الشرطة والنيابات والمحاكم.. قد لاتخلو من دوي طلقات الرصاص كتعبير عن قوة الباسط ومن يقفون معه، ولما كان الرأس المال «جبان» فإن كثيراً من المستثمرين فقدوا الأمل من اقامة المشاريع جراء الاشكاليات التي يواجهونها من قبل الباسطين على الأراضي وممن يظهرون فجأة كالقضاء المستعجل ويدعون ملكية الأرض دون وجه حق.. مشاكل معقدة لاتحل حتى ولو قال فيهم القضاء كلمته من المجنون الذي سوف ينفذ الأحكام ويبقى الحل المتعارف عليه مصالحة الباسط، اعطه «زايد ناقص» وخلص رأسك من «الوجع».ضحايا الأراضي كثيرون والقتلى في تساقط نظراً لعدم وجود جهة ضابطة قادرة على ردعهم فالعملية أصبحت ابتزازاً مع سبق الاصرار والترصد وإلا مامعنى أن يأتي شخص يدعي ملكية أرض ولايحمل أي وثيقة تؤكد صحة ادعائه. اليوم وفي ظل توجهات الحكومة بتبني توزيع أراض للشباب وإقامة مشاريع سكنية يستفيد منها ذوي الدخل المحدود تنفيذاً لبرنامج الرئيس الانتخابي، فإن مسئولية الحفاظ على أراضي الدولة من البسط مسئولية الجميع وهي نقطة أكد عليها المهندس علي حميد شرف، رئىس الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني عند زيارته لحج واطلاعه على حجم الكارثة التي خلفها البناء العشوائي المتزايد على أراضي الدولة رغم الجهود المبذولة من قبل محافظ لحج الأخ عبدالوهاب الدرة في حل العديد من الاشكاليات التي لاتنتهي فيما يتعلق بالأراضي البيضاء وتصديه لكل من يحاول قطع الطريق على الاستثمار من أن تصل خيراته إلى ابناء محافظة لحج.وإذا كانت الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني عازمة على حصر أراضي الدولة وهو أمر يعتبره المهندس علي حميد شرف أمراً مفروغاً منه فإن المطلوب هو دعم الهيئة حديثة النشأة وتوفير الامكانيات اللازمة لها ولفروعها من أجل أن تستطيع أن تحافظ على املاك الدولة كي يعود المال السايب إلى اصحابه بعيداً عن عبث العابثين.