دعا الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، كافة الدول العربية لسحب اعترافها وتأييدها للحكومة العراقية الحالية، التي اتهمها بأنها تسعى لإشعال فتنة طائفية تهدف إلى تمزيق العراق. ووصف الشيخ الضاري، الذي يعد الزعيم الديني للمسلمين السنة في العراق، في مؤتمر صحفي عقد بمقر نقابة الصحفيين في القاهرة، الحكومة العراقية بأنها "حكومة طائفية بامتياز"، موضحاً أنها "تستغل إثارة النزاعات الطائفية لتنفيذ مخططاتها للبقاء في السلطة والاستمرار في النهب والإثراء."وأشار إلى أن النزاعات الطائفية لم يعرفها العراقيون على مدار تاريخهم الطويل، إلا في ظل "الاحتلال الأمريكي للعراق"، موضحاً أن العملية السياسية بنيت أساساً على مبداً عرف ب "المأسسة الطائفية"، مما أدى إلى إثارة الصراع بين الطوائف المختلفة.وقال رئيس هيئة علماء المسلمين إن الحكومة العراقية "تسير بالأمور من سيء إلى أسوأ، ومن فاشل إلى أفشل"، كما اتهمها بتهميش جميع طوائف الشعب العراقي.وأضاف قائلاً: "العراق اليوم ليس للعراقيين، وإنما للاحتلال والمنتفعين منه، والخادمين له، والمعاونين له على قهر إخوانهم من العراقيين."ورداً على سؤال حول دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لرئيس هيئة علماء المسلمين، لإصدار فتوى تحرم على السنة قتل العراقيين الشيعة، أجاب الشيخ الضاري بقوله: مواقفنا معروفة للجميع، وقد أصدرنا في السابق كثيراً من الفتاوى بتحريم دم المسلم ودم العراقي بوجه عام."وأوضح أن البيان الصادر عن مؤتمر الوفاق الوطني الذي عقد قبل نحو عام بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، تضمن تحريم التعرض لكل العراقيين، سواء لدمائهم أو أمنهم أو أموالهم، ولكنه قال إن الأطراف الأخرى لم تلتزم بما جاء في هذا البيان.وأضاف: "أكدنا على نفس الموقف مجدداً في مؤتمر آخر عقد أيضاً بالقاهرة قبل نحو أربعة شهور، وتضمن أيضاً تحريم الاعتداء على المساجد والحسينيات والكنائس وكافة دور العبادة، ولم تلتزم الأطراف الأخرى."واستطرد بقوله: "وقعنا مؤخراً على وثيقة مكة بتحريم دم العراقيين جميعاً، وهذا موقفنا الذي نصر عليه."وعن اشتراط الصدر إصدار بيان يدين فيه مذكرة حكومية بتوقيف الشيخ الضاري، مقابل فتاوى بتحريم قتل الشيعة، قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين: "لم أدع أحد لاستنكارها، حيث أنها لا تمثل عندي أي شيء ولا أهتم بها"، وأضاف: "من استنكرها فهو مشكور، ومن لم يستنكرها فهو معذور."وكان مقتدى الصدر قد أعلن الجمعة، تحديه للشيخ حارث الضاري، في أن يتخذ أية خطوات باتجاه وقف أعمال العنف المتزايدة بين السنة والشيعة بالعراق.وقال الصدر، خلال خطبة الجمعة، إنه لن يدين المذكرة الحكومية التي صدرت في وقت سابق بشأن توقيف الشيخ الضاري، زعيم هيئة علماء المسلمين، مالم يصدر فتوى تحرم على المسلمين السنة قتل الشيعة في العراق.وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت مؤخراً مذكرة توقيف بحق الشيخ حارث الضاري، مما أثار جدلاً واسعاً حول الجهة التي تقف وراء صدور هذه المذكرة.