- شاركت في عدد من الأعمال الفدائية.. «والمصلي» من قام بتفجير قنبلة المطار - رفضنا شعار عدن للعدنيين.. ودعمنا ثورة سبتمبر بمجاميع كبيرة من المواطنين - التقاه /علي راوح .. الشيخ المناضل علي عبدالرب العمري «73 عاماً» أحد الرجال الأبطال الذين أسهموا في النضال الوطني منذ اربعينيات القرن الماضي.. العمري ظل بعيداً عن الأضواء لكنه قرر أن يغادر دائرة الصمت ليقول كلمته في حق الثورة والكفاح المسلح.. ففي حديث يدلي به لأول مرة لصحيفة «الجمهورية» يقول المناضل علي عبدالرب: - نضال مبكر بدأت الانخراط في الحركة الوطنية بعدن وعمري 14 سنة عندما اعلنت بريطانيا بان عدن ستكون مستعمرة تابعة لبريطانيا وهذا جعل اليهود يتشجعون على امتلاك الاقتصاد في اليمن وقد كتب هذا الموضوع حينها في صحيفة اليقظة التي يمتلكها «جرجره» وفي صحيفة القلم العدني وفتاة الجزيرة، واعلنت بريطانيا عن وجود شركة بريطانية يهودية للمواصلات بين عدن والشيخ عثمان والتواهي يمتلكها اليهودي «ول برجو» الذي كان يسكن في مدينة التواهي بجانب فندق «روك هوتيل» وحينها قرر المناضلان علي ملهي والربان اللذين هم من اعضاءالحركة الوطنية بأن نقاوم ولانرضى بتأسيس هذه الشركة، وقمنا مع مجموعة من عمال الفحم في حجيف بتحطيم الباصات التي في التواهي والتي خارج التواهي، وكسرنا جميع الباصات وانتهت هذه الشركة - رفضنا هذا القرار وردينا عليه ويواصل علي عبدالرب قائلاً : وفي عام 1948م أعلنت بريطانيا تسليم فلسطين لليهود لتكن موطن لدولة اسرائىل وفور سماعنا لهذا القرار قمنا بمظاهرات كبيرة في عدن واحرقنا جميع ممتلكات اليهود وكانت هذه المظاهرات بقيادة مناضل يدعى عتيق من ابناء رداع والذي أستشهد في ذلك الأسبوع وله في هذا المضمار قصة يجب ان تذكر للتاريخ وهي أنه كان هناك يهودي يدعى «بنين» ويمتلك مجموعة من السيارات للتأجير وعمارة في كريتر في نفس الموقع الذي بنيت بعده عمارة الشهداء الحالية فالأخ عتيق قام بأخذ قطة وربطها إلى شوال «جونية» وصب الجاز على الشوال ووضع القطة على النافذة حق اليهودي وهذا المستودع فيه ممتلكات اليهودي وسياراته وأشعل النار في الشوال وهربت القطة وهي تحمل النار المشتعلة مماأدى إلى حدوث حريق هائل طال جميع السيارات والعمارة. - ثورة مصر الهبت الحماس لدينا وفي عام 1952م قامت ثورة 23 يوليو في مصر فكان لهذا الحدث أهمية كبيرة لرفع معنوية الحركة الوطنية في اليمن وكان حدث سار وابتهجنا فور سماعنا عن قيام ثورة مصر وحينها قام المناضل محمد سالم علي عبده باصدار صحيفة حزب البعث العربي الاشتراكي باعلان تأييده لعبدالناصر وأصدر حينها دستور حزب البعث ثم صدرت صحيفة الطريق لابوبكر باذيب وكذا جريدة الانوار لباسندوة فكانت هذه الصحف تجسد حماس الشباب.وفي عام 1956م وقع الاعتداء الثلاثي على مصر فقمنا باحراق عنابر الانجليز في البريقة وكذا مطاعمهم معبرين عن رفضنا لهذا العدوان ووقوفنا إلى جانب الشعب المصري. - رفضنا شعار عدن للعدنيين وفي عام 1957م قام شيخان الحبشي بتأسيس حزب الرابطة وقام الأخوة محمد سالم علي وعبدالرحمن جرجرة والبيومي وباسندوه وعبدالله الاصنج باعلان قيام الجمعية الوطنية العدنية تحت شعار «عدن للعدنيين» واصدرت بريطانيا بطائق هوية للعدنيين وبطائق أخرى لأبناء المحميات وكنت أنا في حزب الرابطة واعطوني بطاقة باعتباري من أبناء المحميات.وفي عام 1958م أعلن عن قيام الاتحاد الفيدرالي للمحميات وأيد حزب الرابطة هذا الاتحاد، فانسحبت من حزب الرابطة وشكلنا اتحاد الشباب اليافعي برئاسة عبدالله مطلق ومحمد ناجي محمد وكنت حينهاأعمل في سلك الشرطة وكان لقبي التنظيمي «94». - دعم ثورة سبتمبر وعند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال ابتهجنا بهذا الحدث الهام وهللنا وكبرنا وقمنا بتحريض الشباب وكل شرائح المجتمع للذهاب إلى صنعاء للدفاع عن الثورة لاننا أدركنا أن انتصار ثورة سبتمبر سيشكل دعماً استراتيجياً لنضالنا في طرد المستعمر البريطاني فقمنا بتجهيز سيارات نقل وحشدنا مجاميع كبيرة من المواطنين في منطقة السيلة بالشيخ عثمان وتم نقل اعداد كبيرة منهم إلى صنعاء. - «المصلّى» فجر قنبلة المطار ويواصل علي عبدالرب سرد ذكرياته عن فترة النضال في عدن فيقول: في عام 1963م قام المناضل «المصلي» بتفجير قنبلة المطار وكان لهذا الحدث أثر كبير في نفوس الانجليز واصابهم الخوف والذعر وحينها اتهمت الحكومة البريطانية ضابط الأمن في المطار ويدعى «القسبري» بأنه تواطىء مع الثوار . - أسهمنا في تشكيل الجبهة القومية وفي نفس العام 1963م اتفقت النقابات الست بالاضافة إلى اتحاد الشباب اليافعي وجمعية ابناء الضالع وجمعية مكيراس وجمعية الاصلاح اليافعية وجمعية لودر وجمعية دثينة اتفقوا على ان يكون النضال في اطار جبهة واحدة تسمى الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وكونا خلايا كل خلية لاتزيد عن 3 أشخاص وكنت أنا في خلية يرأسها عبدالله صالح الوحيشي وكان معنا حسين محمد بوبك وكانت الخلايا سرية ولكل خلية رمز بحيث لا أحد يعرف الآخر وتواصل العمل النضالي. - شاركت في العمليات الفدائية وفي 14 اكتوبر 1963 سقط أول شهيد للثورة في جبال ردفان وهو راجح بن غالب لبوزه فاشتدت المعارك في عدن والضالع وردفان ودثينة وفي هذه الفترة تعرفت على المناضل عبدالنبي مدرم عندما كانت عندي وليمة ختان بمناسبة ارتزاقي ولد في 14 أكتوبر 1964م وعندها تم اجتماع للجبهة القومية في الخيمة التي تمت فيها وليمة الغداء وتعرفت أيضاً على سالم علي وقاسم نشفة وقاسم علي والحاج صالح باقيس الذي إن شاء الله يقرأ هذا الحدث ويذكر تلك الأحداث اعطاه الله الصحة والعافية واذكر بعدها ان صالح باقيس جاءني وانا مرتب في نقطة «نمبر» وكان معه جونية وقمت بتفتيشها وكانت مملوءة بالقنابل وفاكهة العاط أحضرها من لحج وخرجنا أنا وهو إلى الشبك بجانب شرطة خور مكسر ونفذنا عملية ضرب الدورية البريطانية وأصبنا اثنين من الجنود البريطانيين فقام الانجليز بالرد على شرطة خور مكسر فردت في عليهم شرطة خور مكسر بالرصاص فنشبت معركة شاركت فيها الهيلوكبتر. - مواقف نضالية لاتنسى ومن المواقف الأخرى انه حدث يوم 20 يونيو 1967م عندما أستولت الجبهة القومية ومعسكر «أرم بوليس» الشرطة المسلحة على مدينة كريتر بالكامل عندها كان المناضل عبدالله محمد قد وصلته اخبار استيلاء الجبهة القومية على معسكر «شامبيون» معسكر النصر حالياً فذهب إلى هناك لنصرة الثوار فاستشهد عند بوابة المعسكر.وموقف آخر عندما كنت في شرطة المطار وكان الأخ /محمد العبد معي في باص أجرة وقام الجنود الانجليز بايقاف الباص وتفتيشه وكان محمد العبد يحمل مسدس فرمى بالمسدساً إلى عندي فأدخلته في جيبي لاني كنت لابس البدلة العسكرية فلم يفتشني الجنود ومرينا بسلام ثم قمت بتسليمة المسدس، وعن اسباب اندلاع الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير يقول المناضل/ علي عبدالرب : - تاريخ نضالي أسباب الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي فالاسباب ان المخابرات المصرية كانت تؤيد وتدعم جبهة التحرير والتنظيم الشعبي بالعتاد والسلاح والمال أما الجبهة القومية فقد أيدها الجيش لمعرفته بتاريخها النضالي من قبل اندلاع الثورة وقد خرجت الجماهير تؤيد الجبهة القومية يوم استشهاد القائد عبدالقوي مفلحي اليافعي نظراً لشعبية الجبهة القومية، حتى بريطانيا عندما سلمت الحكم سلمته للجبهة القومية لمعرفتها انها هي التي قاومت وناضلت. - كتابة التاريخ بصدق وعن تقييمه لمستوى كتابة تاريخ الثورة يقول : يجب ان يكتب تاريخ الثورة من قبل المناضلين الحقيقيين الذين واكبوا الثورة وخدموا الوطن منذ البداية وممن لهم رصيد نضالي حقيقي وان يكتب بمصداقية ودون تزييف، واضاف مختتماً حديثه: أما بالنسبة للاهتمام بالمناضلين فأنا أرى أن الاهتمام قاصر بحق المناضلين الذين قدموا ارواحهم واستشهدوا في سبيل حرية الوطن وكذا الاحياء منهم فانهم لم يلقوا الاهتمام اللازم والمطلوب.