- بغداد- وكالات .. قتل مهاجمون مسلحون 30 شخصا في بغداد امس الثلاثاء منهم 14 موظفا في مؤسسة دينية شيعية بعد أن حث أحد أبرز زعماء الشيعة في العراق الرئيس الامريكي جورج بوش على اتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد "التمرد" تجنبا لنشوب حرب أهلية. وقتل مسلحون الموظفون الاربعة عشر الذين يعملون في الوقف الشيعي في العاصمة بغداد فيما قال مسؤولون ان ثلاث سيارات ملغومة انفجرت مما أدى الى مقتل 16 شخصا وإصابة 25 آخرين قرب محطة للوقود في منطقة تسكنها طوائف مختلطة في جنوب بغداد. وقال صلاح عبد الرزاق المتحدث باسم ديوان الوقف الشيعي ان الموظفين المدنيين الذين يعملون بالديوان وهو هيئة تشرف على المواقع الدينية والمساجد قتلوا حين نصب كمين للحافلة التي كانوا يستقلونها.. وأضاف أن من الواضح أن هذه الجريمة تهدف الى اذكاء الصراع الطائفي بين العراقيين ومضى يقول ان "الارهابيين يحاولون تجسيد هذه الجرائم على أنها صراع طائفي.". وقال عبد الرزاق ان 14 موظفا قتلوا وأصيب ثمانية آخرون حين أجبر مسلحون الحافلة على التوقف على طريق سريع بمنطقة القاهرة. وذكرت مصادر بوزارة الداخلية أن مسلحين فجروا سيارة ملغومة في بادئ الامر ثم أمطروا الحافلة بوابل من الرصاص. جاء هذا بعد يوم واحد من اجتماع عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وهو اكبر حزب في الحكومة العراقية مع بوش في واشنطن حيث يسعى المسؤولون العراقيون والامريكيون جاهدين لاحتواء العنف الذي يدفع البلاد نحو حرب أهلية شاملة. وفي اشارة واضحة الى القلق الامريكي ازاء تصعيد وتيرة العنف ناشد السفير الامريكي في بغداد وقائد القوات الامريكية هناك العراقيين كسر دائرة العنف التي قالا إنها ستدمر البلاد. ونفى الحكيم الزعيم السابق للجناح العسكري لحزبه الاتهامات الموجهة من الاقلية السنية التي كانت مهيمنة إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين للاغلبية الشيعية بأنها تذكي العنف الطائفي. وحمل واشنطن مسؤولية اتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد المتمردين. وقال الحكيم "الضربات التي يتلقونها من القوات المتعددة الجنسية ليست قوية بما يكفي لوضع نهاية لاعمالهم". وأضاف أن "القضاء على خطر الحرب الاهلية في العراق لا يمكن ان يتحقق الا من خلال توجيه ضربات حاسمة الى البعثيين الارهابيين وغيرهم من الاسلاميين في العراق".. وقال بوش الذي تتعرض سياسته في العراق لانتقادات متزايدة حتى من حلفائه السابقين انه ناقش مع الحكيم حاجة الزعماء العراقيين الى" نبذ المتشددين الذين يحاولون وقف تقدم هذه الديمقراطية الشابة." وكان بوش قد التقى برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو شيعي الاسبوع الماضي ومن المقرر أن يجتمع مع طارق الهاشمي نائب الرئيس السني في وقت لاحق هذا الشهر، حيث يسعى الى التوصل الى منهج جديد لحل الازمة المتفاقمة التي قد تسبب اضطرابات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط بأسرها.ومن المقرر أن تطرح مجموعة دراسة العراق المؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي والتي يشارك في رئاستها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر اليوم الاربعاء مزيدا من الاقتراحات على بوش لتحقيق الاستقرار للعراق وخفض الوجود الامريكي. وووفقا لمصادر أمريكية، فقد يكون من بين هذه الاقتراحات أن تفسح القوات الامريكية المجال للقوات العراقية وطلب العون من ايران وسوريا.