- عملت رئيساً لقسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى «كارلوفي فاري» وبحوثات عديدة وراء شهرتي - عودتي لتسديد جزء من الدين الذي قدمه الوطن لي - أهم معوقات عمل الخبرات اليمنية في الداخل شحة الامكانيات وبعض الإجراءات الروتينية - لقاء/ رفيق علي أحمد .. يمتلك الوطن العديد من الكوادر والخبرات الوطنية المؤهلة التي تعمل حالياً في الخارج وفي شتى المجالات العلمية والإبداعية بعدما ابتعثها للخارج للدراسة أو كان اغترابهم ذاتياً للبحث عن لقمة العيش بصورة أسهل وأوفر مما هو عليه الحال ولاشك أن الوطن اليوم بحاجة ماسة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى عودة هذه القدرات والإبداعات الخلاقة والتي حتماً ستشكل إضافة أخرى إلى رصيد البذل والعطاء.. ومن المؤكد أن الأجر المادي لايمثل سوى اليسير في الداخل عن ذلك المرتب الوفير والمزايا المالية العديدة التي يحصل عليها الفرد في الخارج إلا أن المسألة لاتقاس بهذه المعايير ويجب أن يكون هناك مقياس الوفاء ولو بالجزء اليسير من الدّين الذي قدمته البلاد لمواطنيها ولتأهيل وابتعاث ابنائها.. إذن هي مسألة الولاء الذي ينبغي للأبناء الاذعان لها والتي لايليق العيش دون تحقيقها حول هذه المسلمات والخبرات الوطنية في خارج الوطن وما تحتاجه للعودة بالعمل بجدية وتفانٍ واخلاص داخل الوطن الأم وماهو دور سفارتنا في الخارج لعكس الصورة المشرقة عن اليمن ومتطلبات النهوض بالخبرات والكوادر المتعددة حدثنا الأخ الدكتور/ منذر عبدالكريم هاشم المرتضى رئيس قسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى «كارلوفي فاري» بجمهورية التشيك والذي التقيناه ،حيث بدأنا بالقول: العودة إلى الوطن ابتعثت للدراسة في التشيك وحصلت على البكالوريوس ثم الماجستير ثم واصلت الدكتوراه في نفس البلد وكمنحة على حساب الوطن. وأريد التركيز على هذه النقطة ،حيث وأن الحكومة اليمنية من عام 1978 2004م وهي تدعمنا في تسهيل مهامنا الدراسية أنا وكثير من زملائي الطلاب المبتعثين الدارسين. وزياراتي للوطن كانت متقطعة على فترات زمنية متباعدة وأثناء مكوثي في التشيك استطعت أن استقر هناك بحكم الدراسة والعمل الذي شغلته بعد انتهائي من تحضير دراسة الدكتوراه ، حيث تزوجت بدكتورة من التشيك ولي طفلة واحدة منها. والحقيقة أن زيارتي الأخيرة جعلتني أشعر بأنه حان الوقت الذي يجب أن نردّ فيه ولو الجزء اليسير من الدين لهذا البلد الذي لطالما احتضننا وابتعثنا ووفر لنا كل وسائل النجاح ووقف ومازال يقف إلى جانب ابنائه في شتى المجالات وأحلك الظروف وأنا أدرك أن حب الوطن والوفاء له لايضاهيه حب ولا يساويه وفاء ولكن على الأقل نعمل مايمليه علينا الواجب تجاه وطننا الغالي وماتمليه علينا المسؤولية فأثناء قدومي قبل أيام إلى تعز مسقط رأسي هذه المدينة الحالمة الجميلة علمت بأن كلية الطب بجامعة تعز بحاجة إلى التخصص الذي احمله وهو جراحة المسالك البولية والتناسلية ونوعيته تحديداً غير متوفر بكثرة وعندما علمت بذلك لم اتردد لحظة في أن أقدم ملفاً من أوراقي لطلب العمل من منطلق خدمة الوطن فقط وتسديد ولو جزء يسير من الدين الذي يثقل كاهلي لهذا البلد المعطاء وبغض النظر عما ساحصل عليه من مقابل مادي . وخصوصاً أنني علمت أنه يوجد احتياج كبير لمثل هذه التخصصات التي نحملها. الجالية اليمنية في التشيك ويتابع الدكتور منذر حديثه: بالنسبة لوجود الجالية اليمنية في التشيك فهو ليس كبير مقارنة بالجاليات الأخرى ولكن يوجد هناك بعض الأشخاص الذين فضلوا البقاء هناك لمواصلة دراساتهم وكوّنوا لهم أسراً هناك كما هو حالي. ونظراً لقلة افراد الجالية فلا يمكن القول أنه يتم التواصل مع بعضنا البعض بصورة جماعية «انشطة وما شابه ذلك» وبحكم أن هناك في «التشيك» سهولة في الحصول على الوظيفة فيتم توظيف المختصين بصورة سريعة لذا فمعظم الدارسين الذين اكملوا دراساتهم تتوفر لديهم سبل العيش الرغيد والوظيفة المناسبة لذا يلجأون إلى اكمال دراساتهم العليا وبنفس الوقت الاستقرار. تعاون السفارة وحول تعاون السفارة اليمنية في الخارج ومنها سفارتنا في التشيك بتسهيل العقبات أمام المبتعثين من أبناء الوطن هناك قال الدكتور منذر: إن أهم مايريده الطلاب من السفارات اليمنية في الخارج سواء كان الأمر في التشيك أو غيرها من البلدان الشقيقة والصديقة هو تجاوبها السريع والعاجل في حال تأخر وصول كشوفات صرف مستحقات الطلاب فمثلاً إذا تأخر كشف استحقاق لأحد الأشهر يصعب على الطالب اكمال دراسته إن لم يكن له اقارب أو دخل آخر يعتمد عليه وبالتالي يتحتم على السفارة توفير بدائل لمثل هذه الحالات أما في سواها فلا نحتاج إلى أي شيء بالنسبة لنا كطلاب. آخر البحوث ويعود الدكتور المرتضى للحديث عن آخر البحوث والدراسات التي قدمها قائلاً: قدمت دراسات وبحوثاً عديدة عقب حصولي على الامتياز مع مرتبة الشرف في درجة الدكتوراه وكان آخرها بحث يتضمن «وبصورة مبسطة للقارئ الكريم» كيفية اخراج الحصى من الحالب أو المثانة البولية بالطرق والوسائل الحديثة دون اجراء العملية ووفق أحدث الأجهزة التي توصل إليها العلم الحديث. وكذا كيفية حماية المريض والعناية به بعد ازالة مثل هذه الحصى والتي تنزل من الكلى إلى الحالب وهذا البحث قدم أفضل الوسائل الممكنة اتخاذها وبعد نجاحي في هذا البحث جاءني عرض من إحدى المستشفيات للعمل كطبيب هناك ثم عرض آخر من مستشفى «كارلوفي فاري» في التشيك للعمل كرئيس لقسم جراحة المسالك البولية والتناسلية هناك وقد اتصل بي مدير المستشفى شخصياً لأن الوضع هناك مختلف تماماً عن بلادنا فإذا تم التوظيف يتم عن طريق المدير المسؤول عن المرفق وتكون اجراءات التوظيف ميسرة وسهلة فالمدير هو الذي يوظف ويتحمل نتيجة قراره وحده لذا فهم يحاولون أن يحسنوا الاختيار. وعموماً فقد عملت في هذا المستشفى وقمت بإجراء العديد من العمليات الجراحية واستخراج الحصى من الحالب والمثانة أو الكلى سواء بالجراحة البسيطة غير المعقدة أو بالمناظير أو الأشعة والتي هي بالتأكيد أخف عواقب وضرر على المريض. وكان عملي في التشيك وفي هذا المستشفى بالذات كرئيس قسم بمثابة تحد وقبلته وحرصت على الخوض في غماره. تطور ملحوظ وعندما سألناه عن زيارته المتقطعة أو الأخيرة لليمن وما أهم التطورات من وجهة نظره رد بالقول: اليمن شهدت وبلا شك تنامياً ملحوظاً لاينكره أحد ولكن الملاحظ والملفت للنظر الانفجار السكاني الكبير والهائل جداً الذي تشهده البلد والذي وصل إلى يومنا هذا ب أكثر من 21 مليون نسمة فهذا فعلاً رقم مخيف مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق «عند مغادرتي للوطن» وبالطبع تبع هذا الانفجار السكاني توسع عمراني ملحوظ فعلى سبيل المثال لم تعد مدينة تعز تلك المحصورة مابين «باب موسى ، الجحملية ، حوض الاشرف ، مستشفى الثورة » ولكن شهدت تزايداً هائلاً عمرانياً وسكانياً وقس على ذلك بقية المدن اليمنية. ماتطلبه الخبرة ويمضي إلى القول: أما فيما يخص تخصص جراحة المسالك البولية والتناسلية فأعتقد أنه مازال كما ذكرت آنفاً تخصصاً نادراً وعندما أقول ذلك فلا أعني أنه لايوجد اطباء كثر غير متخصصين بهذا المجال ولكن القصد في نفس التعامل مع التقنيات الحديثة المتواجدة بالخارج فالكادر اليمني الموجود بالخارج وخصوصاً في المجال الطبي كادر كبير جداً ويستطيع أن يفيد وطنه لكن المشكلة تكمن أن عودته للوطن تتطلب أن تتواجد أجهزة وتقنيات عالية وحديثة نفس تلك المتواجدة في الخارج «البلدان المتقدمة» وإلا فما الداعي من تواجده بخبراته ومؤهلاته وشهائده والمهارات التي اكتسبها..و..و الخ من المعارف والمعلومات ما لم تكن هناك الاداة الحديثة المواكبة لذلك والتي يمكن من خلالها العطاء والبذل بصورة علمية دقيقة وسليمة ومن هذا المنطلق فإنه يترتب على الجهات المسؤولة أن تعمل على تحسين مستوى المؤسسات الطبية والصحية الحكومية برفدها بأجهزة حديثة ومتطورة ذات تقنيات عالية يستطيع من خلالها الطبيب المؤهل ذو الخبرات التعامل بجدية وكفاءة عالية. فمثلاً في الماضي كانت تجرى عملية جراحية طويلة ومعقدة بهدف استخراج حصاة من حالب شخص ما أو من كلية ذلك الشخص المريض ويترتب على ذلك إهدار للوقت والجهد والأهم من ذلك معاناة المريض وتعب كبيرين.. والآم مختلفة وقد تحدث مضاعفات لايحمد عقباها. لكن اليوم وفي ظل توفر الأجهزة الحديثة ووسائل العلم الحديث يمكن كل ذلك في بضعة دقائق بواسطة الأشعة أو المنظار أو ماشابه ذلك وبأقل الاضرار والاتعاب وبوقت قياسي جداً. الكوادر اليمنية ويستطرد قائلاً: والمشكلة أن أمام هذا التنامي المتزايد والسكاني والعمراني توجد بعض المشكلات التي تمنع عودة الكوادر اليمنية للوطن وخدمة ابنائه ومن تلك المعوقات أن الجميع يلقون بالمسئولية كلٌ على الآخر فالقرار قد يكون أحياناً بيد جهات عليا بينما يفترض أن لايكون كذلك حتى لايرمي الناس بالمسؤولية لمن يعلوهم في العمل فلدى بعض الكوادر اليمنية «مختلف التخصصات» معتقد أنهم إذا بدأوا هناك في بلدان المهجر قد يكون الأمر متعباً لهم بالعمل من الصفر لكن ربما هم يفضلون ذلك من العمل في بلدهم من تحت الصفر ، وهذا هو سبب عدم استطاعتهم للوفاء بالديون التي عليهم لوطنهم.. فمثلاً منذ أن قدمت إلى هنا «منذ أسبوعين» وأنا أعامل هنا وهناك وأعمد أوراقي و... و... الخ من الاجراءات الروتينية التي لاتطاق ولا يستطيع أن يتحملها إلا من كان لديه اصرار قوي على العودة مهما كانت النتائج ففي البلد الذي درست فيه لاتوجد كل هذه الاشكاليات وهذا التعب والتأخير ولكن... المستشفيات في بلادنا ويمضي المرتضى إلى القول: ولكن ومع كل هذا لايعني أن يتجاهل الشخص منّا التطورات الملموسة والحاصلة في كثير من المجالات وماشهده وطننا اليمني من تقدم وازدهار ولكن هناك ملاحظة بسيطة فقط على عمل المستشفيات الحكومية في بلادنا والتي مازالت تعمل بالأجهزة القديمة في اجراءات المعاينة والفحوصات الطبية المختلفة مع أن العلم في تقدم مستمر وخصوصاً في مجال الطب والعالم يكتشف كل يوم وسيلة جديدة وتقنية حديثة في الطب وغيره من العلوم إلا أن الأجهزة القديمة مازالت كما هي تعمل في المستشفيات الحكومية بأستثناء بعض التطورات الحاصلة بهذه المستشفيات . ولذلك لا تستطيع الكوادر المؤهلة العمل بهذه الأجهزة مهما كانت درجة براعتها. نقص توعية ولدى بعض المؤهلين من أبناء الوطن نقص في الفهم ونظرة قاصرة حول عدم تقدم البلاد وهذا بالطبع مقصور من جانب بعض السفارات يجب أن تتلاشاه وتقوم بعكس نظرة سليمة عن الوطن الغالي. كلمة أخيرة ويختتم الأخ الدكتور/ منذر عبدالكريم هاشم المرتضى حديثه معنا بالقول: هناك أشخاص كانوا سبب نجاحي ولايمكن بأي حال من الأحوال نسيانهم في مقدمتهم الوالد العزيز واشقائي وأسرتي وكذا التعاون الذي تشكر عليه سفارتنا في التشيك.. ولا أنسى أن اتوجه بالشكر للأخوة الافاضل في جامعة تعز أ .د محمد عبدالله الصوفي رئيس الجامعة و أ .د ابراهيم الصلوي نائب رئيس الجامعة وأ.د أحمد علوان المدحجي نائب رئىس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي و أ. د فؤاد الخلي عميد كلية الطب بالجامعة والدكتور محمد الشعيبي عميد شئون الطلاب والأستاذ/عبدالملك محرم أمين عام الجامعة لدورهم الكبير برفد الجامعة بمختلف التخصصات العلمية والتقنيات الحديثة التي ستسهم في انتاج كوادر مؤهلة ذات كفاءات عالية وآخرون لاتحضرني الذاكرة لذكر اسمائهم والشكر في الأول والأخير لله سبحانه وتعالى ولهذا الوطن المعطاء الذي يجب أن نلتقي جميعاً « الداخل والخارج» لتشمير السواعد وبنائه بتفانٍ واخلاص.الطبيب اليمني/منذر المرتضى : قدمت من التشيك لخدمة وطني مهما تكن المعوقات - عملت رئيساً لقسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى «كارلوفي فاري» وبحوثات عديدة وراء شهرتي - عودتي لتسديد جزء من الدين الذي قدمه الوطن لي - أهم معوقات عمل الخبرات اليمنية في الداخل شحة الامكانيات وبعض الإجراءات الروتينية - هناك فهم قاصر لأوضاع البلاد وبعض السفارات لاتقوم بدورها الكامل لقاء/ رفيق علي أحمد يمتلك الوطن العديد من الكوادر والخبرات الوطنية المؤهلة التي تعمل حالياً في الخارج وفي شتى المجالات العلمية والإبداعية بعدما ابتعثها للخارج للدراسة أو كان اغترابهم ذاتياً للبحث عن لقمة العيش بصورة أسهل وأوفر مما هو عليه الحال ولاشك أن الوطن اليوم بحاجة ماسة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى عودة هذه القدرات والإبداعات الخلاقة والتي حتماً ستشكل إضافة أخرى إلى رصيد البذل والعطاء.. ومن المؤكد أن الأجر المادي لايمثل سوى اليسير في الداخل عن ذلك المرتب الوفير والمزايا المالية العديدة التي يحصل عليها الفرد في الخارج إلا أن المسألة لاتقاس بهذه المعايير ويجب أن يكون هناك مقياس الوفاء ولو بالجزء اليسير من الدّين الذي قدمته البلاد لمواطنيها ولتأهيل وابتعاث ابنائها.. إذن هي مسألة الولاء الذي ينبغي للأبناء الاذعان لها والتي لايليق العيش دون تحقيقها حول هذه المسلمات والخبرات الوطنية في خارج الوطن وما تحتاجه للعودة بالعمل بجدية وتفانٍ واخلاص داخل الوطن الأم وماهو دور سفارتنا في الخارج لعكس الصورة المشرقة عن اليمن ومتطلبات النهوض بالخبرات والكوادر المتعددة حدثنا الأخ الدكتور/ منذر عبدالكريم هاشم المرتضى رئيس قسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى «كارلوفي فاري» بجمهورية التشيك والذي التقيناه ،حيث بدأنا بالقول: العودة إلى الوطن ابتعثت للدراسة في التشيك وحصلت على البكالوريوس ثم الماجستير ثم واصلت الدكتوراه في نفس البلد وكمنحة على حساب الوطن. وأريد التركيز على هذه النقطة ،حيث وأن الحكومة اليمنية من عام 1978 2004م وهي تدعمنا في تسهيل مهامنا الدراسية أنا وكثير من زملائي الطلاب المبتعثين الدارسين. وزياراتي للوطن كانت متقطعة على فترات زمنية متباعدة وأثناء مكوثي في التشيك استطعت أن استقر هناك بحكم الدراسة والعمل الذي شغلته بعد انتهائي من تحضير دراسة الدكتوراه ، حيث تزوجت بدكتورة من التشيك ولي طفلة واحدة منها. والحقيقة أن زيارتي الأخيرة جعلتني أشعر بأنه حان الوقت الذي يجب أن نردّ فيه ولو الجزء اليسير من الدين لهذا البلد الذي لطالما احتضننا وابتعثنا ووفر لنا كل وسائل النجاح ووقف ومازال يقف إلى جانب ابنائه في شتى المجالات وأحلك الظروف وأنا أدرك أن حب الوطن والوفاء له لايضاهيه حب ولا يساويه وفاء ولكن على الأقل نعمل مايمليه علينا الواجب تجاه وطننا الغالي وماتمليه علينا المسؤولية فأثناء قدومي قبل أيام إلى تعز مسقط رأسي هذه المدينة الحالمة الجميلة علمت بأن كلية الطب بجامعة تعز بحاجة إلى التخصص الذي احمله وهو جراحة المسالك البولية والتناسلية ونوعيته تحديداً غير متوفر بكثرة وعندما علمت بذلك لم اتردد لحظة في أن أقدم ملفاً من أوراقي لطلب العمل من منطلق خدمة الوطن فقط وتسديد ولو جزء يسير من الدين الذي يثقل كاهلي لهذا البلد المعطاء وبغض النظر عما ساحصل عليه من مقابل مادي . وخصوصاً أنني علمت أنه يوجد احتياج كبير لمثل هذه التخصصات التي نحملها. الجالية اليمنية في التشيك ويتابع الدكتور منذر حديثه: بالنسبة لوجود الجالية اليمنية في التشيك فهو ليس كبير مقارنة بالجاليات الأخرى ولكن يوجد هناك بعض الأشخاص الذين فضلوا البقاء هناك لمواصلة دراساتهم وكوّنوا لهم أسراً هناك كما هو حالي. ونظراً لقلة افراد الجالية فلا يمكن القول أنه يتم التواصل مع بعضنا البعض بصورة جماعية «انشطة وما شابه ذلك» وبحكم أن هناك في «التشيك» سهولة في الحصول على الوظيفة فيتم توظيف المختصين بصورة سريعة لذا فمعظم الدارسين الذين اكملوا دراساتهم تتوفر لديهم سبل العيش الرغيد والوظيفة المناسبة لذا يلجأون إلى اكمال دراساتهم العليا وبنفس الوقت الاستقرار. تعاون السفارة وحول تعاون السفارة اليمنية في الخارج ومنها سفارتنا في التشيك بتسهيل العقبات أمام المبتعثين من أبناء الوطن هناك قال الدكتور منذر: إن أهم مايريده الطلاب من السفارات اليمنية في الخارج سواء كان الأمر في التشيك أو غيرها من البلدان الشقيقة والصديقة هو تجاوبها السريع والعاجل في حال تأخر وصول كشوفات صرف مستحقات الطلاب فمثلاً إذا تأخر كشف استحقاق لأحد الأشهر يصعب على الطالب اكمال دراسته إن لم يكن له اقارب أو دخل آخر يعتمد عليه وبالتالي يتحتم على السفارة توفير بدائل لمثل هذه الحالات أما في سواها فلا نحتاج إلى أي شيء بالنسبة لنا كطلاب. آخر البحوث ويعود الدكتور المرتضى للحديث عن آخر البحوث والدراسات التي قدمها قائلاً: قدمت دراسات وبحوثاً عديدة عقب حصولي على الامتياز مع مرتبة الشرف في درجة الدكتوراه وكان آخرها بحث يتضمن «وبصورة مبسطة للقارئ الكريم» كيفية اخراج الحصى من الحالب أو المثانة البولية بالطرق والوسائل الحديثة دون اجراء العملية ووفق أحدث الأجهزة التي توصل إليها العلم الحديث. وكذا كيفية حماية المريض والعناية به بعد ازالة مثل هذه الحصى والتي تنزل من الكلى إلى الحالب وهذا البحث قدم أفضل الوسائل الممكنة اتخاذها وبعد نجاحي في هذا البحث جاءني عرض من إحدى المستشفيات للعمل كطبيب هناك ثم عرض آخر من مستشفى «كارلوفي فاري» في التشيك للعمل كرئيس لقسم جراحة المسالك البولية والتناسلية هناك وقد اتصل بي مدير المستشفى شخصياً لأن الوضع هناك مختلف تماماً عن بلادنا فإذا تم التوظيف يتم عن طريق المدير المسؤول عن المرفق وتكون اجراءات التوظيف ميسرة وسهلة فالمدير هو الذي يوظف ويتحمل نتيجة قراره وحده لذا فهم يحاولون أن يحسنوا الاختيار. وعموماً فقد عملت في هذا المستشفى وقمت بإجراء العديد من العمليات الجراحية واستخراج الحصى من الحالب والمثانة أو الكلى سواء بالجراحة البسيطة غير المعقدة أو بالمناظير أو الأشعة والتي هي بالتأكيد أخف عواقب وضرر على المريض. وكان عملي في التشيك وفي هذا المستشفى بالذات كرئيس قسم بمثابة تحد وقبلته وحرصت على الخوض في غماره. تطور ملحوظ وعندما سألناه عن زيارته المتقطعة أو الأخيرة لليمن وما أهم التطورات من وجهة نظره رد بالقول: اليمن شهدت وبلا شك تنامياً ملحوظاً لاينكره أحد ولكن الملاحظ والملفت للنظر الانفجار السكاني الكبير والهائل جداً الذي تشهده البلد والذي وصل إلى يومنا هذا ب أكثر من 21 مليون نسمة فهذا فعلاً رقم مخيف مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق «عند مغادرتي للوطن» وبالطبع تبع هذا الانفجار السكاني توسع عمراني ملحوظ فعلى سبيل المثال لم تعد مدينة تعز تلك المحصورة مابين «باب موسى ، الجحملية ، حوض الاشرف ، مستشفى الثورة » ولكن شهدت تزايداً هائلاً عمرانياً وسكانياً وقس على ذلك بقية المدن اليمنية. ماتطلبه الخبرة ويمضي إلى القول: أما فيما يخص تخصص جراحة المسالك البولية والتناسلية فأعتقد أنه مازال كما ذكرت آنفاً تخصصاً نادراً وعندما أقول ذلك فلا أعني أنه لايوجد اطباء كثر غير متخصصين بهذا المجال ولكن القصد في نفس التعامل مع التقنيات الحديثة المتواجدة بالخارج فالكادر اليمني الموجود بالخارج وخصوصاً في المجال الطبي كادر كبير جداً ويستطيع أن يفيد وطنه لكن المشكلة تكمن أن عودته للوطن تتطلب أن تتواجد أجهزة وتقنيات عالية وحديثة نفس تلك المتواجدة في الخارج «البلدان المتقدمة» وإلا فما الداعي من تواجده بخبراته ومؤهلاته وشهائده والمهارات التي اكتسبها..و..و الخ من المعارف والمعلومات ما لم تكن هناك الاداة الحديثة المواكبة لذلك والتي يمكن من خلالها العطاء والبذل بصورة علمية دقيقة وسليمة ومن هذا المنطلق فإنه يترتب على الجهات المسؤولة أن تعمل على تحسين مستوى المؤسسات الطبية والصحية الحكومية برفدها بأجهزة حديثة ومتطورة ذات تقنيات عالية يستطيع من خلالها الطبيب المؤهل ذو الخبرات التعامل بجدية وكفاءة عالية. فمثلاً في الماضي كانت تجرى عملية جراحية طويلة ومعقدة بهدف استخراج حصاة من حالب شخص ما أو من كلية ذلك الشخص المريض ويترتب على ذلك إهدار للوقت والجهد والأهم من ذلك معاناة المريض وتعب كبيرين.. والآم مختلفة وقد تحدث مضاعفات لايحمد عقباها. لكن اليوم وفي ظل توفر الأجهزة الحديثة ووسائل العلم الحديث يمكن كل ذلك في بضعة دقائق بواسطة الأشعة أو المنظار أو ماشابه ذلك وبأقل الاضرار والاتعاب وبوقت قياسي جداً. الكوادر اليمنية ويستطرد قائلاً: والمشكلة أن أمام هذا التنامي المتزايد والسكاني والعمراني توجد بعض المشكلات التي تمنع عودة الكوادر اليمنية للوطن وخدمة ابنائه ومن تلك المعوقات أن الجميع يلقون بالمسئولية كلٌ على الآخر فالقرار قد يكون أحياناً بيد جهات عليا بينما يفترض أن لايكون كذلك حتى لايرمي الناس بالمسؤولية لمن يعلوهم في العمل فلدى بعض الكوادر اليمنية «مختلف التخصصات» معتقد أنهم إذا بدأوا هناك في بلدان المهجر قد يكون الأمر متعباً لهم بالعمل من الصفر لكن ربما هم يفضلون ذلك من العمل في بلدهم من تحت الصفر ، وهذا هو سبب عدم استطاعتهم للوفاء بالديون التي عليهم لوطنهم.. فمثلاً منذ أن قدمت إلى هنا «منذ أسبوعين» وأنا أعامل هنا وهناك وأعمد أوراقي و... و... الخ من الاجراءات الروتينية التي لاتطاق ولا يستطيع أن يتحملها إلا من كان لديه اصرار قوي على العودة مهما كانت النتائج ففي البلد الذي درست فيه لاتوجد كل هذه الاشكاليات وهذا التعب والتأخير ولكن... المستشفيات في بلادنا ويمضي المرتضى إلى القول: ولكن ومع كل هذا لايعني أن يتجاهل الشخص منّا التطورات الملموسة والحاصلة في كثير من المجالات وماشهده وطننا اليمني من تقدم وازدهار ولكن هناك ملاحظة بسيطة فقط على عمل المستشفيات الحكومية في بلادنا والتي مازالت تعمل بالأجهزة القديمة في اجراءات المعاينة والفحوصات الطبية المختلفة مع أن العلم في تقدم مستمر وخصوصاً في مجال الطب والعالم يكتشف كل يوم وسيلة جديدة وتقنية حديثة في الطب وغيره من العلوم إلا أن الأجهزة القديمة مازالت كما هي تعمل في المستشفيات الحكومية بأستثناء بعض التطورات الحاصلة بهذه المستشفيات . ولذلك لا تستطيع الكوادر المؤهلة العمل بهذه الأجهزة مهما كانت درجة براعتها. نقص توعية ولدى بعض المؤهلين من أبناء الوطن نقص في الفهم ونظرة قاصرة حول عدم تقدم البلاد وهذا بالطبع مقصور من جانب بعض السفارات يجب أن تتلاشاه وتقوم بعكس نظرة سليمة عن الوطن الغالي. كلمة أخيرة ويختتم الأخ الدكتور/ منذر عبدالكريم هاشم المرتضى حديثه معنا بالقول: هناك أشخاص كانوا سبب نجاحي ولايمكن بأي حال من الأحوال نسيانهم في مقدمتهم الوالد العزيز واشقائي وأسرتي وكذا التعاون الذي تشكر عليه سفارتنا في التشيك.. ولا أنسى أن اتوجه بالشكر للأخوة الافاضل في جامعة تعز أ .د محمد عبدالله الصوفي رئيس الجامعة و أ .د ابراهيم الصلوي نائب رئيس الجامعة وأ.د أحمد علوان المدحجي نائب رئىس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي و أ. د فؤاد الخلي عميد كلية الطب بالجامعة والدكتور محمد الشعيبي عميد شئون الطلاب والأستاذ/عبدالملك محرم أمين عام الجامعة لدورهم الكبير برفد الجامعة بمختلف التخصصات العلمية والتقنيات الحديثة التي ستسهم في انتاج كوادر مؤهلة ذات كفاءات عالية وآخرون لاتحضرني الذاكرة لذكر اسمائهم والشكر في الأول والأخير لله سبحانه وتعالى ولهذا الوطن المعطاء الذي يجب أن نلتقي جميعاً « الداخل والخارج» لتشمير السواعد وبنائه بتفانٍ واخلاص.الطبيب اليمني/منذر المرتضى : قدمت من التشيك لخدمة وطني مهما تكن المعوقات - عملت رئيساً لقسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى «كارلوفي فاري» وبحوثات عديدة وراء شهرتي - عودتي لتسديد جزء من الدين الذي قدمه الوطن لي - أهم معوقات عمل الخبرات اليمنية في الداخل شحة الامكانيات وبعض الإجراءات الروتينية - هناك فهم قاصر لأوضاع البلاد وبعض السفارات لاتقوم بدورها الكامل لقاء/ رفيق علي أحمد يمتلك الوطن العديد من الكوادر والخبرات الوطنية المؤهلة التي تعمل حالياً في الخارج وفي شتى المجالات العلمية والإبداعية بعدما ابتعثها للخارج للدراسة أو كان اغترابهم ذاتياً للبحث عن لقمة العيش بصورة أسهل وأوفر مما هو عليه الحال ولاشك أن الوطن اليوم بحاجة ماسة أكثر من أي وقتٍ مضى إلى عودة هذه القدرات والإبداعات الخلاقة والتي حتماً ستشكل إضافة أخرى إلى رصيد البذل والعطاء.. ومن المؤكد أن الأجر المادي لايمثل سوى اليسير في الداخل عن ذلك المرتب الوفير والمزايا المالية العديدة التي يحصل عليها الفرد في الخارج إلا أن المسألة لاتقاس بهذه المعايير ويجب أن يكون هناك مقياس الوفاء ولو بالجزء اليسير من الدّين الذي قدمته البلاد لمواطنيها ولتأهيل وابتعاث ابنائها.. إذن هي مسألة الولاء الذي ينبغي للأبناء الاذعان لها والتي لايليق العيش دون تحقيقها حول هذه المسلمات والخبرات الوطنية في خارج الوطن وما تحتاجه للعودة بالعمل بجدية وتفانٍ واخلاص داخل الوطن الأم وماهو دور سفارتنا في الخارج لعكس الصورة المشرقة عن اليمن ومتطلبات النهوض بالخبرات والكوادر المتعددة حدثنا الأخ الدكتور/ منذر عبدالكريم هاشم المرتضى رئيس قسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى «كارلوفي فاري» بجمهورية التشيك والذي التقيناه ،حيث بدأنا بالقول: العودة إلى الوطن ابتعثت للدراسة في التشيك وحصلت على البكالوريوس ثم الماجستير ثم واصلت الدكتوراه في نفس البلد وكمنحة على حساب الوطن. وأريد التركيز على هذه النقطة ،حيث وأن الحكومة اليمنية من عام 1978 2004م وهي تدعمنا في تسهيل مهامنا الدراسية أنا وكثير من زملائي الطلاب المبتعثين الدارسين. وزياراتي للوطن كانت متقطعة على فترات زمنية متباعدة وأثناء مكوثي في التشيك استطعت أن استقر هناك بحكم الدراسة والعمل الذي شغلته بعد انتهائي من تحضير دراسة الدكتوراه ، حيث تزوجت بدكتورة من التشيك ولي طفلة واحدة منها. والحقيقة أن زيارتي الأخيرة جعلتني أشعر بأنه حان الوقت الذي يجب أن نردّ فيه ولو الجزء اليسير من الدين لهذا البلد الذي لطالما احتضننا وابتعثنا ووفر لنا كل وسائل النجاح ووقف ومازال يقف إلى جانب ابنائه في شتى المجالات وأحلك الظروف وأنا أدرك أن حب الوطن والوفاء له لايضاهيه حب ولا يساويه وفاء ولكن على الأقل نعمل مايمليه علينا الواجب تجاه وطننا الغالي وماتمليه علينا المسؤولية فأثناء قدومي قبل أيام إلى تعز مسقط رأسي هذه المدينة الحالمة الجميلة علمت بأن كلية الطب بجامعة تعز بحاجة إلى التخصص الذي احمله وهو جراحة المسالك البولية والتناسلية ونوعيته تحديداً غير متوفر بكثرة وعندما علمت بذلك لم اتردد لحظة في أن أقدم ملفاً من أوراقي لطلب العمل من منطلق خدمة الوطن فقط وتسديد ولو جزء يسير من الدين الذي يثقل كاهلي لهذا البلد المعطاء وبغض النظر عما ساحصل عليه من مقابل مادي . وخصوصاً أنني علمت أنه يوجد احتياج كبير لمثل هذه التخصصات التي نحملها. الجالية اليمنية في التشيك ويتابع الدكتور منذر حديثه: بالنسبة لوجود الجالية اليمنية في التشيك فهو ليس كبير مقارنة بالجاليات الأخرى ولكن يوجد هناك بعض الأشخاص الذين فضلوا البقاء هناك لمواصلة دراساتهم وكوّنوا لهم أسراً هناك كما هو حالي. ونظراً لقلة افراد الجالية فلا يمكن القول أنه يتم التواصل مع بعضنا البعض بصورة جماعية «انشطة وما شابه ذلك» وبحكم أن هناك في «التشيك» سهولة في الحصول على الوظيفة فيتم توظيف المختصين بصورة سريعة لذا فمعظم الدارسين الذين اكملوا دراساتهم تتوفر لديهم سبل العيش الرغيد والوظيفة المناسبة لذا يلجأون إلى اكمال دراساتهم العليا وبنفس الوقت الاستقرار. تعاون السفارة وحول تعاون السفارة اليمنية في الخارج ومنها سفارتنا في التشيك بتسهيل العقبات أمام المبتعثين من أبناء الوطن هناك قال الدكتور منذر: إن أهم مايريده الطلاب من السفارات اليمنية في الخارج سواء كان الأمر في التشيك أو غيرها من البلدان الشقيقة والصديقة هو تجاوبها السريع والعاجل في حال تأخر وصول كشوفات صرف مستحقات الطلاب فمثلاً إذا تأخر كشف استحقاق لأحد الأشهر يصعب على الطالب اكمال دراسته إن لم يكن له اقارب أو دخل آخر يعتمد عليه وبالتالي يتحتم على السفارة توفير بدائل لمثل هذه الحالات أما في سواها فلا نحتاج إلى أي شيء بالنسبة لنا كطلاب. آخر البحوث ويعود الدكتور المرتضى للحديث عن آخر البحوث والدراسات التي قدمها قائلاً: قدمت دراسات وبحوثاً عديدة عقب حصولي على الامتياز مع مرتبة الشرف في درجة الدكتوراه وكان آخرها بحث يتضمن «وبصورة مبسطة للقارئ الكريم» كيفية اخراج الحصى من الحالب أو المثانة البولية بالطرق والوسائل الحديثة دون اجراء العملية ووفق أحدث الأجهزة التي توصل إليها العلم الحديث. وكذا كيفية حماية المريض والعناية به بعد ازالة مثل هذه الحصى والتي تنزل من الكلى إلى الحالب وهذا البحث قدم أفضل الوسائل الممكنة اتخاذها وبعد نجاحي في هذا البحث جاءني عرض من إحدى المستشفيات للعمل كطبيب هناك ثم عرض آخر من مستشفى «كارلوفي فاري» في التشيك للعمل كرئيس لقسم جراحة المسالك البولية والتناسلية هناك وقد اتصل بي مدير المستشفى شخصياً لأن الوضع هناك مختلف تماماً عن بلادنا فإذا تم التوظيف يتم عن طريق المدير المسؤول عن المرفق وتكون اجراءات التوظيف ميسرة وسهلة فالمدير هو الذي يوظف ويتحمل نتيجة قراره وحده لذا فهم يحاولون أن يحسنوا الاختيار. وعموماً فقد عملت في هذا المستشفى وقمت بإجراء العديد من العمليات الجراحية واستخراج الحصى من الحالب والمثانة أو الكلى سواء بالجراحة البسيطة غير المعقدة أو بالمناظير أو الأشعة والتي هي بالتأكيد أخف عواقب وضرر على المريض. وكان عملي في التشيك وفي هذا المستشفى بالذات كرئيس قسم بمثابة تحد وقبلته وحرصت على الخوض في غماره. تطور ملحوظ وعندما سألناه عن زيارته المتقطعة أو الأخيرة لليمن وما أهم التطورات من وجهة نظره رد بالقول: اليمن شهدت وبلا شك تنامياً ملحوظاً لاينكره أحد ولكن الملاحظ والملفت للنظر الانفجار السكاني الكبير والهائل جداً الذي تشهده البلد والذي وصل إلى يومنا هذا ب أكثر من 21 مليون نسمة فهذا فعلاً رقم مخيف مقارنة بما كان عليه الوضع في السابق «عند مغادرتي للوطن» وبالطبع تبع هذا الانفجار السكاني توسع عمراني ملحوظ فعلى سبيل المثال لم تعد مدينة تعز تلك المحصورة مابين «باب موسى ، الجحملية ، حوض الاشرف ، مستشفى الثورة » ولكن شهدت تزايداً هائلاً عمرانياً وسكانياً وقس على ذلك بقية المدن اليمنية. ماتطلبه الخبرة ويمضي إلى القول: أما فيما يخص تخصص جراحة المسالك البولية والتناسلية فأعتقد أنه مازال كما ذكرت آنفاً تخصصاً نادراً وعندما أقول ذلك فلا أعني أنه لايوجد اطباء كثر غير متخصصين بهذا المجال ولكن القصد في نفس التعامل مع التقنيات الحديثة المتواجدة بالخارج فالكادر اليمني الموجود بالخارج وخصوصاً في المجال الطبي كادر كبير جداً ويستطيع أن يفيد وطنه لكن المشكلة تكمن أن عودته للوطن تتطلب أن تتواجد أجهزة وتقنيات عالية وحديثة نفس تلك المتواجدة في الخارج «البلدان المتقدمة» وإلا فما الداعي من تواجده بخبراته ومؤهلاته وشهائده والمهارات التي اكتسبها..و..و الخ من المعارف والمعلومات ما لم تكن هناك الاداة الحديثة المواكبة لذلك والتي يمكن من خلالها العطاء والبذل بصورة علمية دقيقة وسليمة ومن هذا المنطلق فإنه يترتب على الجهات المسؤولة أن تعمل على تحسين مستوى المؤسسات الطبية والصحية الحكومية برفدها بأجهزة حديثة ومتطورة ذات تقنيات عالية يستطيع من خلالها الطبيب المؤهل ذو الخبرات التعامل بجدية وكفاءة عالية. فمثلاً في الماضي كانت تجرى عملية جراحية طويلة ومعقدة بهدف استخراج حصاة من حالب شخص ما أو من كلية ذلك الشخص المريض ويترتب على ذلك إهدار للوقت والجهد والأهم من ذلك معاناة المريض وتعب كبيرين.. والآم مختلفة وقد تحدث مضاعفات لايحمد عقباها. لكن اليوم وفي ظل توفر الأجهزة الحديثة ووسائل العلم الحديث يمكن كل ذلك في بضعة دقائق بواسطة الأشعة أو المنظار أو ماشابه ذلك وبأقل الاضرار والاتعاب وبوقت قياسي جداً. الكوادر اليمنية ويستطرد قائلاً: والمشكلة أن أمام هذا التنامي المتزايد والسكاني والعمراني توجد بعض المشكلات التي تمنع عودة الكوادر اليمنية للوطن وخدمة ابنائه ومن تلك المعوقات أن الجميع يلقون بالمسئولية كلٌ على الآخر فالقرار قد يكون أحياناً بيد جهات عليا بينما يفترض أن لايكون كذلك حتى لايرمي الناس بالمسؤولية لمن يعلوهم في العمل فلدى بعض الكوادر اليمنية «مختلف التخصصات» معتقد أنهم إذا بدأوا هناك في بلدان المهجر قد يكون الأمر متعباً لهم بالعمل من الصفر لكن ربما هم يفضلون ذلك من العمل في بلدهم من تحت الصفر ، وهذا هو سبب عدم استطاعتهم للوفاء بالديون التي عليهم لوطنهم.. فمثلاً منذ أن قدمت إلى هنا «منذ أسبوعين» وأنا أعامل هنا وهناك وأعمد أوراقي و... و... الخ من الاجراءات الروتينية التي لاتطاق ولا يستطيع أن يتحملها إلا من كان لديه اصرار قوي على العودة مهما كانت النتائج ففي البلد الذي درست فيه لاتوجد كل هذه الاشكاليات وهذا التعب والتأخير ولكن... المستشفيات في بلادنا ويمضي المرتضى إلى القول: ولكن ومع كل هذا لايعني أن يتجاهل الشخص منّا التطورات الملموسة والحاصلة في كثير من المجالات وماشهده وطننا اليمني من تقدم وازدهار ولكن هناك ملاحظة بسيطة فقط على عمل المستشفيات الحكومية في بلادنا والتي مازالت تعمل بالأجهزة القديمة في اجراءات المعاينة والفحوصات الطبية المختلفة مع أن العلم في تقدم مستمر وخصوصاً في مجال الطب والعالم يكتشف كل يوم وسيلة جديدة وتقنية حديثة في الطب وغيره من العلوم إلا أن الأجهزة القديمة مازالت كما هي تعمل في المستشفيات الحكومية بأستثناء بعض التطورات الحاصلة بهذه المستشفيات . ولذلك لا تستطيع الكوادر المؤهلة العمل بهذه الأجهزة مهما كانت درجة براعتها. نقص توعية ولدى بعض المؤهلين من أبناء الوطن نقص في الفهم ونظرة قاصرة حول عدم تقدم البلاد وهذا بالطبع مقصور من جانب بعض السفارات يجب أن تتلاشاه وتقوم بعكس نظرة سليمة عن الوطن الغالي. كلمة أخيرة ويختتم الأخ الدكتور/ منذر عبدالكريم هاشم المرتضى حديثه معنا بالقول: هناك أشخاص كانوا سبب نجاحي ولايمكن بأي حال من الأحوال نسيانهم في مقدمتهم الوالد العزيز واشقائي وأسرتي وكذا التعاون الذي تشكر عليه سفارتنا في التشيك.. ولا أنسى أن اتوجه بالشكر للأخوة الافاضل في جامعة تعز أ .د محمد عبدالله الصوفي رئيس الجامعة و أ .د ابراهيم الصلوي نائب رئيس الجامعة وأ.د أحمد علوان المدحجي نائب رئىس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي و أ. د فؤاد الخلي عميد كلية الطب بالجامعة والدكتور محمد الشعيبي عميد شئون الطلاب والأستاذ/عبدالملك محرم أمين عام الجامعة لدورهم الكبير برفد الجامعة بمختلف التخصصات العلمية والتقنيات الحديثة التي ستسهم في انتاج كوادر مؤهلة ذات كفاءات عالية وآخرون لاتحضرني الذاكرة لذكر اسمائهم والشكر في الأول والأخير لله سبحانه وتعالى ولهذا الوطن المعطاء الذي يجب أن نلتقي جميعاً « الداخل والخارج» لتشمير السواعد وبنائه بتفانٍ واخلاص.