- أحمد قنبر .. امتلأت الدنيا خوفاً ورعباً، فبعد موروثنا الثقيل من الخوف من الجن والشياطين والأرواح الشريرة والعين والحسد «وجارية البيت» صار الخوف والرعب يعم حياتنا ولكن بأشكال أخرى. نخاف من المرض الخبيث.. ومن الطرد من الوظيفة.. ومن الفاقة والعوز، نخاف من الحب.. ونخاف من الفشل .. وثمة خوف أكبر هو الخوف من الموت، بعض الناس يزعمون أنهم يواجهون كل هذا الخوف بالمصحف الشريف، منهم يضعون المصحف في كل مكان.. وأحياناً في جيوبهم وكأنهم يتركون كل شيء على الله؛ على اعتقاد ان ذلك سوف يأتيهم بالشجاعة والنوم العميق!!. ولكن يظل «الخوف العام» مثل العدسات اللاصقة بالعين.. نرى به ونرى من خلاله.. ولا نعرف إن كنا نحن الذين نرى أو هذا الخوف الذي تلبسنا أو تملكنا هو الذي يرى. ولكثرة ما يحاصرنا هذا الخوف.. صار الحب له يجمعنا به.. وصرنا نعشقه تماماً مثلما يتزاحم الناس على أبواب السينما التي تعرض أفلاماً للرعب. ولقد قرأت أن أكثر مؤلفي قصص الرعب هم أطفال خائفون؛ ولكنهم تجاوزوا خوفهم عندما ألّفوه قصصاً ثم باعوه «خوفاً» غاماً لملايين الناس. هل هذا يعني أننا نستطيع أن نتجاوز خوفنا هذا؟!. الذي أعرفه ان هناك سيدات يجتمعن في كثير من البيوت كي يقرأن الفنجان كي تكون هذه القراءة «جواز مرور» لنوع من الأمان.. وكل يوم يتردد نفس الكلام.. ورقة.. نصرة .. طريق مفتوح .. عدو كالثعبان، ولكن سوف تدوسه بقدميك.. سوف تنجح.. وسوف يجيء لك ضيوف إلخ هذه الكلمات التي تحاول أن تبدد خوفك. ولايزال العالم كله يقرأ الفنجان والكف والرمل.. ولاتزال كل الصحف والمجلات تنشر «البخت» والأبراج.. وليس هذا إلا دليلاً على ذلك الكم من الخوف الذي يتملكنا من الآتي في حياتنا. الحقيقة هي أننا فعلاً محاصرون بالخوف لدرجة أننا لا نستطيع أن نفرح بما نصيب من نجاح؛ لأن الخوف يتملكنا من أن النجاح لا يدوم مثل كثير مما في حياتنا.. وان الفرح غريب لا يلبث أن يختفي، وان الحزن والأسى واليأس هو القائم والجالس والنائم معنا!!. آخر الرجال المحترمين المهندس/ثابت الحوت، اسم تردد على الأسماع طويلاً في مضمار العمل الدؤوب والجهد المثمر.. أكثر من عقدين ونصف من الزمان وأنا أسمع هذا الاسم يحظى بالاحترام والتقدير.. آخر ما فعله «ثابت» أنه ترك منصبه كمدير عام للمؤسسة المحلية للمياه في تعز بعد أن أعيته السبل في تطوير وتحسين أداء المؤسسة بسبب ثلة من المنتفعين والمتنفذين. وفي حدود علمي أن هذه المؤسسة التي يتكدس فيها ما يقارب الستمائة عامل وموظف لا تحتاج سوى مائتين فقط من كل هذا العدد الهائل في وضع يجرى فيه الاعتماد على موظفين وكتبة لا لزوم لهم على حساب الفنيين والمهندسين الذين هم في الأصل عماد عمل المؤسسة. المجد لك يا ثابت.. وأهلاً بالقادم الجديد الصديق المهندس/محمود محمد عبدالولي الذبحاني.