- القرآن خال من حد الردة على الاسلام وحديث الرسول عن الردة مرتبط بواقعة حصلت آنذاك ولم يعاقب أحداً من المرتدين» هذا ماخلص المفكر الاسلام البارز طه جابر العلواني المتخصص في الفقه الاسلامي ورئىس جامعة قرطبة ولاية فيرجينيا الأمريكية في كتاب أصدره حديثاً عن حكم الردة. حدة الردة ويقول العلواني وهو من أصل عراقي إن القرآن خال من حد الردة القول بوجوب قتل المسلم إذا اعتنق ديناً آخر استناداً إلى حديث الرسول «من بدل دينه فاقتلوه» إلا أنه يعلق على هذا الحديث في كتابه ،ويقول ل«العربية نت»: هذا الحديث هو رد فعل من الرسول لما ورد في الآية الكريمة من سورة آل عمران«وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ،ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم» ،واليهود عملوا مؤامرة للاختراق الداخلي وتفتيت صفوف المسلم عبر الطلب إلى البعض منهم الدخول إلى الاسلام في الصباح مثلاً وبعد فترة يعلن هؤلاء اكتشاف أن هذا الدين غير سليم وغير صادق ولمواجهة هذا الاختراق قال الرسول من بدل دينه يقتل ليحول دون هذا». ويضيف: «من» يفيد العموم «ودين» لفظ نكرة تضاف إلى ضمير وتفيد العموم ،والحديث يفيد أي شخص وأي دين وهذا يعني من يبدل دينه من اليهودية إلى الاسلام أوبالعكس أو من المسيحية إلى الاسلام والعكس ممنوع،والقرآن مطلق أما الاحاديث فنسبية تتعلق بالوقائع التي كانت في عصر النبوة. وتحدث العلواني في فصل من كتابه عن أن عهد الرسول خلا من أي عقوبة لمرتدين ،وقال لموقع «العربية نت»: في عهد النبي ارتد أناس بعد حادثة الاسراء ولم يعاقبهم الرسول وقد يقال هذا حصل في العهد المكي ولكن في العهد المدني أيضاً دخل منافقون إلى الاسلام ونافقوا ومنهم عبدالله بن أبي بن سلول الذي سمي زعيم المنافقين وعرض الصحابة على الرسول قتله ورفض ذلك كما صلى عليه عندما توفي ولو كان عليه حد لكان قتله. حديث الرسول وظف سياسياً وتحت عنوان«كيف حدث الخلط بين الديني والسياسي».. يشرح سياق ماعرف في التاريخ الاسلامي بحروب الردة في عهد الخليفة أبي بكر الصديق الذي تولى الحكم بعد وفاة النبي حيث امتنعت بعض القبائل في الجزيرة العربية عن دفع الزكاة ويرى العلواني أن السياسي اختلط بالديني في تلك الحروب. وأوضح للعربية نت إن «الحكام عبر التاريخ الاسلامي حاولوا أن يستغلوا حديث الردة للتخلص من الكثير من العلماء الذين اتهموا بالردة وقطعت أعناقهم بهذه التهمة وهم علماء مثل الخزاعي وأبوحيان التوحيدي والحقيقة أنهم معارضون سياسيون». وتابع العلواني ومن حالات تطبيق حد الردة في العصر الحديث الدعوى التي أقيمت على نصر حامد أبوزيد ونوال السعداوي وفرج فودة وآخرين ووجهت إليهم تهمة الرد بتهمة أنهم سخروا من بعض المستقرات الثابتة وأنا لا أرى أن هؤلاء يستحقون هذا الحكم لمجرد لما أدلوا به من كلام وفي العراق صدرت فتاوى من السيد محسين الحكيم إمام الشيعة في الخمسينات تفتي بكفر الشيوعيين وبوجوب قتلهم». لماذا هذا الكتاب؟ ويوضح طه العلواني أن ميزة كتابه عن أي كتاب آخر في هذا الموضوع بالقول«لم انطلق من منطلقات ليبرالية أوخضوع للفكر الغربي المطروح وإنما انطلقت من التراث نفسه أي قمت بعملية مراجعة للتراث من داخله وبآلياته ومناهجه ووصلت إلى نتيجة أفضل من النتائج التي يصل إليها الليبرالي. أنا قلت إنني ابن تراثي الاسلامي وأنه يجب علي أن اراجعه لأن فيه اشياء كثيرة اتسمت بالزمانية والنسبية وعلى أن أفرق بين الثوابت والمتغيرات وبين المطلق وبين النسبي». مؤلف الكتاب طه العلواني مولود في العراق عام1935م ودرس الشريعة والقانون بجامعة الازهر بالقاهرة ومنها حصل عام 1973م على درجة الدكتوراه في أصول الفقه ثم عمل بجامعة محمد بن سعود الاسلامية بالرياض وهو الآن رئىس المجلس الفقهي الاسلامي لأمريكا الشمالية ورئىس جامعة العلوم الاسلامية والاجتماعية في فرجينيا التي تحول اسمها إلى«قرطبة».