- د. عمر عبد العزيز .. خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش باستراتيجيته الجديدة القائلة بإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق والتي ستتجاوز في عديد أفرادها العشرين ألف مقاتل وبالترافق مع القرار تحدث بوش عن استحقاقات عاجلة وجديدة تقع على كاهل حكومة المنطقة الخضراء برئاسة المالكي، وأهم تلك الاستحقاقات لجم الميليشيات الطائفية المسلحة التي أثارت حفيظة العالم العربي والإسلامي لسلوكها الطائفي المشين واستهدافها المفضوح للسنة العرب وتعبيرها الضمني عن نفوذ إيراني كئيب المنظر والمضمون الأمر الذي يضع طهران أمام مساءلات واجبة من قبل دول الجوار العربي والعالم الإسلامي برمته، ولقد كانت مناسبة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين تعبيراً مأساوياً فاقعاً عن تلك الروحية الانتقامية الطائفية كما تبين من خلال الشريط التلفزيوني الذي قض مضاجع المسلمين والعرب في مشارق الأرض ومغاربها. لقد وقعت طهران في سلسلة من الأخطاء القاتلة، فمنذ ان مررت لوجستياً وصمتاً الغزو الأمريكي لافغانستان، ثم الغزو التالي للعراق، وحتى تنصيب مرجعياتها المذهبية في أساس الفعل السياسي الداخلي العراقي.. في كل تلك المراحل أخطأت طهران لأنها نظرت إلى تناقضاتها الثانونية مع أنظمة الجوار العراقي الافغاني واستدعت ذاكرة التاريخ الأكثر قبحاً متجاوزة الحقيقة الانتمائية التمازجية بين الشعوب والمذاهب الإسلامية ناكرة لأهمية النظر إلى الرئيسي بدلاً من الثانوي، فلم تنل رضا الأمريكان واسرائيل، فيما تباعدت خطوات عن عمقها الاقليمي، لقد قدمت خدمة مجانية للمشروع الأمريكي الاسرائيلي في المنطقة القوات الأمريكية التي ستصل إلى العراق تعزيزاً لوجود سابق وشامل لن تكون ناظرة فقط لأمر العراق الداخلي كما يتوهم الواهمون، بل انها ستنظر إلى خريف البلايا والحرب القادمة والمعلنة جهاراً نهاراً ضد إيران النووية، فقد كشف جنرالات البنتاغون سيناريو الحرب القادمة ضد إيران، فيما بدأت الاساطيل وحاملات الطائرت تبحر في مياه الخليج العربي. في ظل الفشل الماثل ليس أمام إدارة بوش من خيار ماثل سوى الهرب للأمام وبالمقابل ليس أمام إيران من خيار سوى التراجع العاقل قبل ان تقع الفاس في الرأس، والمقدمة المنطقية لهذا التراجع الإيراني الشجاع اعادت حسابات سياستها في العراق ومع الجوار العربي. [email protected]