أحمد قائد الأسودي فإن بعث التميزات الذاتية لتصبح كمشروعات خاصة لأصحابها..هي من الحالات التي يصعب إجهاضها من قبل أعداء الله وأعداء الإسلام..فالمشروع الخاص..يصعب قتله..وبتعدده الواسع النطاق يشكل حماية مضاعفة لكل مشروع على حده..وهو حراك سيكون من الصعوبة إيقاف زخمه وعطائه وتطوره..وإذا تخيلنا..أن كل صاحب مشروع خاص سيجد لتميزه الثانوي مجالاً في مشاريع الآخرين..فإن كل واحد من الناس سيكون له مشروعه الخاص المتميز الذي يستوعب به تميزه الرئيس فيما الساحة مفتوحة أمامه لمزيد من التفعيل لجوانبه الخيرة الأخرى في مساندة مشروع أو أكثر من مشاريع الآخرين..فأي صعوبة ستعترض مثل ذلك التفعيل الواسع الذي يرتكز في الأساس على التوعية والتثقيف العام والخاص للمسلمين تثقيفاً تعبدياً تنموياً جاداً..ولأن كل إنسان ميسر لما خلق له..فإن بعث الحيوية في التميز الذاتي سوف يجد تجاوباً سريعاً وسوف يتولد عنه كمال الأداء الفردي في كماله الجماعي الهادف المنظم بتلقائية غير معقدة ولا مكلفة ولا مستحيلة وسريعة.. فالمشروع الخاص المتميز الذي يعتبره صاحبه كأداء عبادي لله عزوجل..مثله كمثل شجرة طيبة جذورها في الأرض وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..فهل آن لنا أن نرتقي إلى ذلك المستوى الرفيع ليشملنا الله بعونه ورعايته ويغير واقعنا المتخلف الذليل..لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم.