من نعم الله على الإنسان في حياته أن يكون له صديق وفي .. أو أصدقاء أوفياء يخلصون له في مسيرته بدنياه .. أصدقاء يأتمنهم على أسراره وإذا طلب منهم نصيحة أسدوها إليه .. وكذلك إذا طلب مشورة أدوها إليه على خير وجه.. ومهما كان الإنسان حصيفاً في رأيه بعيد النظر في شئون حياته فلا يمكنه أن يستغني عمن يستشيرهم من خلصائه في بعض أمره .. وحري أن يكونوا من الإخلاص له بحيث يسدون له النصيحة السديدة غير مدخرين رأياً سليماً ولا رشداً قويماً. والصديق الوفي ليس من يخلص لك النصح عند الحاجة فحسب ، بل أيضاً من يسعفك في الشدة ويساعدك في العسرة ، غير مقصر في أداء حق لك ، وتجده دائماً بجوارك يأخذ بيدك وينجدك إن لزمتك النجدة بل إنه يجد فيما يؤديه لك متاعاً لا يفوقه متاع !!. وكما يحفظ لك حضورك يحفظ غيبتك .. بل إذا غبت عن مجلسه كان أشد حفظاً لك وصيانة فهو دائماً أمين عليك ووفي لك في الضراء والسراء. وينبغي أن يحافظ الصديق على مشاعر صديقه فيلقاه دائماً باشاً في وجهه ويعامله بمنتهى الرفق ولايدخل معه في مراء وجدال يفسد صداقتهما بل يجادله ويحاوره في كثير من المسائل باللطف والرقة. ولا تحاول أن يعترف لك صديق بفضل على سبيل المن أو الزن مراراً وتكراراً ولا أن يكافئك على ما تقدم إليه من أفضال ؛ لأن الصداقة الصحيحة تقوم على الإيثار وتقبل من الصديق ما تيسر من الود دون مشقة أو إرهاق ، ولابد كذلك من التروي والتثبت في اختيار الصديق والأصدقاء خشية الزلل والوقوع فيمن لايستحقون صداقتك !! وكم من أناس غرّهم خداع بعض من حولهم بريائهم ونفاقهم وكثرة تملقهم وكلماتهم المعسولة .. وخاصة إذا كانوا يتولون منصباً خطيراً فاتخذوهم أصدقاء لهم حتى إذا أدارت بهم الأيام قلبوا لهم «ظهر المجن» كما يقال .. واتضح أنهم لم يكونوا يكنون لهم وداً ولا محبة ولا صداقة بل بغضاً وتملقاً ونفاقاً. - كلام آخر : (مقطع من قصيدة لشاعرها): أيسندني جدار الوعد حتى ألاقي في زمانك ما يروقُ وأنت حكايةٌ لهج التمني بها وأدارها القلب المشوقُ كتبتك في مقام الحب لحناً نقياً فيه تغتسل العروق كأنك ريح تجري في عروق على لهب الصبابة تستفيقُ أتوق لضم شذاك عيداً فتتسعُ المواجع إذ أتوقُ