يوماَ ما اعتبر النقاد أن الصورة السينمائية هي بمثابة فن للفنون الممزوجة وذلك لأنها تتعامل مع التشكيل والفوتوغراف والتصوير المتحرك والنص والتمثيل وغيرها من مؤثرات ومدخلات فنية.. واليوم عندما نتحدث عن الإعلام الجديد وخاصة إعلام الصورة فإننا نقف على عتبة جديدة في تمازج العناصر وتضافرها للوصول إلى الإيحاء المطلوب وهو مايضمن وصول الرسالة الإعلامية إلى المتلقي. الزمن التلفزيوني المعاصر لم يعد يُقاس بذات الزمن الفيزيائي للعقود الماضية فالساعة البرامجية المعاصرة تتقلص حتى تصل إلى عشرين دقيقة.. في الوقت الذي كانت تقاس فيه قبل عقدين من الزمان بحوالي 45 دقيقة مما يعني أن المدخلات الفنية تكثفت بنسبة مائة في المائة.. وهذا يقتضي من الإعلاميين أن يمتلكوا حساسية مختلفة تجاه الايقاع والزمن التلفزيوني. لكن هذه التقنيات التي تراهن على تكثيف الساعة البرامجية أو تحسين المعايير الإخراجية لامعنى لها ان لم تترافق مع سقف مغاير للخطاب مما يجعلنا نرصد بعض الثنائيات المزعجة في أداء الفضائيات العربية ومنها: - عدم التناسق بين القابليات التقنية والمعلوماتية وسقف الخطاب الذي مازال محكوماً وإلى حد بعيد بمركزية السياسي تجاه الإعلامي والثقافي. - اللهاث وراء الصراعات الجديدة دونما قدرة على مكاشفة الأوضاع المحلية.. مثالنا على ذلك التحقيقات التلفزيونية التي تستعير مشاكل الغير دون أن تجرؤ على الدخول إلى المناطق المسكوت عنها في المجتمع العربي. - الرهان الكبير على التوليفات البصرية المبهرة على حساب المضمون وهذا يلحظ بصورة أخص في مقدمات البرامج التلفزيونية وكذا الساعات الترويجية المخصصة لتلك البرامج. - وحتى حوار الرأي والرأي الآخر مازال يتسم وإلى حد بعيد بالإثارة المجانية وربما عدم الرصانة مما يحوله إلى «حوار طرشان» لاسبباً في نمو الوعي والإدراك تجاه السلبيات. [email protected]