نفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مسؤوليتها عن مقتل أحد ناشطي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وحملت مسؤولية هذه الحادثة لناشطين من حماس، في الأثناء توقع رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية المكلف إسماعيل هنية الإعلان عن تشكيلة هذه الحكومة الأربعاء أو الخميس القادم.وفي أول تطور منذ اتفاق مكة الذي جرى التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس في السعودية الشهر الماضي، شهدت منطقة بيت حانون في قطاع غزة أحداث عنف قتل فيها محمد الكفارنة (28 عاما) القائد الميداني في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأصيب سبعة آخرون جراح أحدهم خطيرة.وحسب رواية حماس فإن عناصر من فتح أطلقوا النار على عناصر من القسام بينما كانوا يجرون تدريبات في بيت حانون.وقال الناطق باسم كتائب القسام إن مقاتلي حماس لاحقوا مطلقي النار الذين كانوا يستقلون سيارة، "واندلعت اشتباكات معهم، جرح خلالها اثنان منهم"، واتهم المجموعة التي كانت تستقل السيارة، "بأنها تحاول زعزعة الاستقرار وإرباك الساحة الفلسطينية، وإغراقها في حالة من الفوضى والاقتتال".من جانبها اعتبرت حركة فتح الحادث عرضيا، مؤكدة أنه وقع عندما نصب مسلحين من حماس، كمينا لسيارة تابعة لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري للحركة.وقال الناطق باسم فتح توفيق أبو خوصة إن عناصر من القسام، قاموا بتفجير عدد من البيوت وقصف مقار الأمن الوطني بقذائف الآر بي جي والياسين وأحرقوا آليات تابعة للأمن الوطني. ووصف أبو خوصة هذه الأعمال "بالعدوانية"، وحذر من العودة بالأوضاع في القطاع إلى ما قبل اتفاق مكة، مؤكدا أن فتح أبلغت كافة الأطراف المعنية بالوحدة الوطنية خاصة الوفد الأمني المصري والسعودية ولجنة المتابعة العليا وقادة حماس بما يجري، مطالبا بضرورة التدخل لوقف هذه الجرائم. ومن جانبها انتشرت قوات من الأمن الوطني الفلسطيني في شوارع بيت حانون، وأقامت حواجز لمنع تدفق المسلحين، ما ساهم بإعادة الهدوء للمنطقة، لكن مظاهر التوتر ما زالت قائمة حسب تأكيدات مصادر فلسطينية.وتأتي هذه التطورات على الأرض بعد ساعات من إعلان إسماعيل هنية أنه سيتم الإعلان عن حكومة الوحدة يومي الأربعاء أو الخميس القادمين.وتوقع هنية خلال لقاء مع التلفزيون الفلسطيني أن يطلب من البرلمان التصويت على الحكومة يوم السبت المقبل لنيل الثقة، مشيرا إلى أنه بمجرد تشكيل الحكومة سيتوجه هو ورئيس السلطة محمود عباس إلى السعودية، لعقد قمة تهدف إلى إحياء مبادرة السلام العربية التي أطلقتها الرياض عام 2002وفي تطور آخر التقى عباس أمس الأحد في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.وبينما أكدت السلطة الفلسطينية أن جدول أعمال اللقاء الذي عقد في القدس كان مفتوحا، قالت مصادر إسرائيلية إنه ركز على الجوانب الإنسانية.من جانب آخر قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستقوم بزيارة للشرق الأوسط خلال الأسابيع القادمة لمواصلة الجهود لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.من جانبهم صرح مسؤولون فلسطينيون بأن رايس ستصل يوم 22 مارس/آذار الجاري إلى رام الله للقاء الرئيس عباس، مشيرين إلى أنها ستجري محادثات أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.