يبدو أن الإخفاقات المتتالية لبطل الموسم الكروي المنصرم صقر تعز، التي أثرت بطريقة مباشرة وعميقة على الكتيبة الصفراء خلال المواجهات السابقة وتحديداً منذ المحطة الأولى التي جمعتهم مع القادم الجديد إلى دوري الأضواء نصر الضالع الذي أكرم وفادة الصقور على ملعبه بهدفين نظيفين.. أجل يبدو أن تلك الإخفاقات آخذة بالاستمرار لأن المعنيين بالحد من استمرارها لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الاسباب الحقيقية لذلك التعثر، وإن هم فعلوا ذلك منذ وقت مبكر فإنهم لاشك سيكتشفون دون أي جهد يذكر كل الاختلالات والاعتوارات وبالتالي سيصلون إلى السبل الناجحة لمعالجتها وسيجنبون فريقهم الكروي ذلك النزيف النقاطي الذي لم يكن في أي يوم من الأيام عصياً على العلاج، بل هو كذلك حتى اللحظة إذا ما توافرت الرغبة الحقيقية والمسؤولة لمواجهته خصوصاً في ظل النظام الحالي للمسابقة وكذا التذبذب الملحوظ في مستويات الفرق المتنافسة ومثل هكذا إجراء إن كان قد حدث قبل أن تقع الفؤوس في الرؤوس فإن من شأنه على أقل تقدير إبقاء الصقور في مواقع دافئة وآمنة. ولعل أهم ما ساعد على تفاقم الأمور انجرار بعض الأقلام واندفاعها وسرعة مبادرتها ليس فقط لإخفاء الحقائق التي باتت أكثر وضوحاً من شمس النهار بل التغزل بمهارات الصقور وبعروضهم الشائقة وسيطرتهم الميدانية. ونحن لا ننكر ذلك كله بل نزيد فنقول: إن الصقر إضافة إلى امتلاكه كوكبة من أفضل نجوم كرة القدم في بلادنا فإنه يملك من الإمكانات المادية المسخرة بسخاء من رئيسه وداعمة الأوحد شوقي أحمد هائل سعيد، ما يلبي احتياجات نصف الفرق المشاركة.. وهنا أود الإشارة إلى أن مكامن الخلل قد أُشير إليها بوضوح منذ الجولة الخامسة عبر مجموعة من الأقلام المحترمة، لكن يبدو أن البعض في الإدارة الصقراوية قد صدقوا بعض ما قيل حول سيطرة الجدعان وقدراتهم الفائقة على ترجمة توجيهات وخطط الجهاز الفني، وإلى الآن نحن لا ندري مدى فاعلية ونجاح تلك الترجمة في الميدان، حيث إن نتائجها تذهب في معظم المواجهات لمصلحة الخصوم.. وهنا دعوني أشير إلى أهم تداعيات ذلك الإخفاق الصقراوي وانعكاساته على جماهير الصقر الوفية التي ما برحت تعض أصابع الندم وهي تشاهد فريقها يخسر الكثير من المواجهات ويفرط بالنقاط الثمينة دون أدنى قدر من الإحساس بالمسئولية. في الجولة السادسة من منافسات الدوري وعقب انتهائي من التعليق الإذاعي الرياضي على لقاء الصقر وضيفه أهلي صنعاء عبر إذاعة تعز، التفت إلى الزميل محمد البرعي وسألته عن رأيه في اللقاء، فقال: إن المباراة لم تستحق مجيئه من عدن لنقلها عبر الإذاعة. أما الرياضي المخضرم/محمد علي شكري الرئيس الأسبق لنادي الطليعة فقد حمل مسئولية الإخفاق الصقراوي على الجهاز الفني.. واصفا إياه بأنه لم يتمكن من التعامل مع المباراة. أحدهم استحلفني بالله أن أنقل للهائل شوقي رغبته ورغبة الكثير في ضرورة التغيير في الجهاز الفني. ومشجع صقراوي آخر قال يومها: الكل يلعب مع الصقر باعتباره بطل الموسم الماضي مما ضاعف الأعباء على اللاعبين، وهذا يحمس الآخرين على بذل كل ما لديهم عند مواجهة الصقر.. وحينما انصرف ذلك المشجع علق آخر قائلاً: مالك منه هذا مغالط. وفي نفس اليوم أحدهم يسأل رفيقه: يا أخي ايش الحل، الجماعة هاذولة بايجننوبنا.. فرد عليه رفيقه: ما فيش حل غير يجيبون لنا مدرب الرشيد.. وعقب اللقاء الأخير للصقر أمام مستضيفه شعلة عدن. والذي خسره الصقر 2/1 تنوعت آهات الحسرة والندم لدى الكثير من عشاق الصقر المغلوبين على أمرهم، وأهم ما قيل عقب اللقاء هو الآتي: عبدالعظيم القدسي، قال في تصريح للأيام الرياضي نشر في الصفحة الأخيرة تحت عنوان «القدسي: على إدارة الصقر إعادة حساباتها في بعض اللاعبين»، وأهم ما أوضحه القدسي أن المستوى الذي شاهده لا يمكن أن يكون لصقر البطولة.. وأضاف: من يقول إن الحظ واقف أمام الصقر فقد أخطأ لأن من شاهد المباراة بالتأكيد أحس أن معظم اللاعبين لا يريدون أن يلعبوا حتى عشر دقائق.. مطالباً شوقي ورياض بوقفة جادة مع اللاعبين والمدرب. في نفس اليوم الذي نشر فيه تصريح القدسي استضفت عبر برنامجي الاسبوعي «صدى الملاعب» من إذاعة تعز كلاً من محمد مطهر نجيم مدير عام البريد بمحافظة تعز، وعبدالسلام محمد الحزمي مدير عام مكتب الخدمة المدنية والتأمينات بالمحافظة، والرئيس الأسبق لنادي الطليعة ونجمه الكروي ابان العصر الذهبي المخضرم محمد علي شكري.. وقد اتفق الجميع على ضرورة تغيير الجهاز الفني.. وأضاف بن شكري ضرورة الاستغناء عن بعض المحترفين وفي مقدمتهم يوردانوس.. مؤكداً أنه نقل ذلك المقترح لنائب رئىس النادي الأخ/رياض الحروي. فهل آن الأوان لأن تتخذ الإدارة الصقراوية قرارات شجاعة وحاسمة تضمن للصقور مواصلة التحليق؟ هذا ما تتمناه الجماهير الصقراوية والكثير من المخلصين لرياضة تعز.