تخطط روسيا لبناء أطول نفق تحت البحر، في العالم، وتنوي طرح المشروع أمام الحكومتين الأميركية والكندية. وسيربط النفق البحري سيبيريا بألاسكا وسيخصص جزء منه لبناء أنابيب لنقل النفط وغاز الميثان وأخرى خاصة بالكابلات الكهربائية والألياف الضوئية. كما سيحتضن النفق أوتوستراد للسيارات وسكة حديدية لنقل السلع. وسيتجاوز النفق مضيق "بيرينغ" مغطياً أكثر من مائة كيلومتر، تحت سطح البحر، ليحطم الرقم القياسي الذي أنجزه سابقاً نفق Eurotunnel في بحر المانش، الذي يربط بريطانيا بفرنسا ويبلغ طوله 39 كيلومتراً. ويدعى النفق البحري الجديدBering Strait Tunnel وهو جزء من مشروع هندسي ضخم لتزويد الولايات المتحدة الأميركية وكندا بالطاقة. بالفعل، يتضمن المشروع بناء وتقوية ممر نقل فوق سطح البحر، على الأراضي الروسية والأميركية، طوله الإجمالي حوالي 6 آلاف كيلومتر. ويحتاج المشروع من 10 إلى 15 سنة لإكماله وستصل كلفته الكلية إلى حوالي 65 بليون دولار. وبواسطة هذا النفق، ستستطيع روسيا والولايات المتحدة الأميركية ادخار حوالي 20 بليون دولار من الكهرباء وذلك بفضل كابلات قدرة كل واحدة منها 15 جيجاواط. وستستعاد الاستثمارات المخصصة لبناء شبكة النقل العملاقة هذه، في سنوات قليلة، بفضل الأرباح المتأتية من حركة التبادلات التجارية بين البلدان المربوطة في ما بينها. وفي 1905، أراد "نيكولا 2"، قيصر روسيا، بناء نفق تحت مضيق "بيرينغ" لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى حال دون تنفيذ رغبته. وهناك العديد من البلدان حول العالم التي تبدي اهتمامها حيال المشروع، خاصة دول الاقتصادات الآسيوية الكبرى أي الصين واليابان وكوريا الجنوبية عدا روسيا والولايات المتحدة الأميركية اللتين تبحثان عن شركاء في القطاع العام والخاص.