شاءت الظروف القاهرة لي أن أبتعد عن مسرح المنافسة التي تخوضها أندية الدرجة الأولى للموسم 2006/2007م حيث لا يتوافر لدي من المعلومات عن حال فريقي الصقر والرشيد من تعز إلا ما تناقلته بعض الصحف في صفحاتها الرياضية أو الصحف الرياضية وبعض الملاحق التي تحدثت عن جاهزية الصقر والرشيد للموسم الحالي. فالصقر فريق تُوّج بالبطولة وحقق حلم جماهيره العريضة، فكانت البطولة مفرحة للجميع، ويبدو أن فترة التوقف التي شهدها الصقر منذ إحرازه البطولة وإقامة مهرجانه الاحتفالي الذي لن ينساه من حضره، قد أثّرت على حالة الإعداد للموسم 2006/2007م، وهذا ما ظهر جلياً خلال الأسابيع الأولى للدوري، حيث النتائج كانت مقلقة، والتساؤلات تطرح نفسها عن الأسباب التي جعلت بطلاً بحجم الصقر يظهر بتلك الصورة رغم أن الفارق بين جاهزية وإمكانية الصقر عن أي نادٍ آخر لا يمكن أن تُقارن خاصة جاره الرشيد. النتائج التي حصدها الصقر منذ بداية الدوري تعد بمثابة جرس إنذار للبطل أن يتدرك الموقف، وهو ما كان للصقر من خلال العودة إلى المنافسة عقب فوزه على اتحاد إب في لقاء الأحد على ملعب الشهداء، وهو لقاء إن شاء الله يكون نقطة تجاوز للنحس الذي سبب تعثر النتائج للصقر في الأسابيع الأولى، فالصقر بما لديه من إمكاناته البشرية قبل المادية من الظلم أن يتعرض لتلك العثرات، ولكن «ربّ ضارة نافعة»، وإن شاء الله نرى الصقر في بقية الأسابيع كما كان الموسم الماضي. الرشيد هو الفريق الذي بدأ بداية عكسية لحالة الصقر مع أن الفارق الزمني والتاريخي بينهما كبير، فالرشيد تمكن من خلال صعوده إلى الأولى أن يثبت تواجده ويثبت ذاته بين أندية النخبة رغم فارق الإمكانات بينه وبين أندية كبيرة كجاره الصقر مثلاً. الرشيد حسب المعلومات التي توافرت لدي يعاني من معوقات مالية كبيرة تسببت في قطع التيار الكهربائي وحرارة الهاتف وفصل عداد المياه عن النادي، بالإضافة إلى تأخر رواتب اللاعبين والجهاز الفني لأشهر، ومع ذلك يبدو أن الإصرار على إثبات الذات لدى اللاعبين عالٍ جداً، وهذا ما لاحظناه خلال نتائج الأسابيع الأولى ومطاردته لمتصدر الدوري حتى الجولة التاسعة شعب إب. الرشيد والصقر يشكلان قطبي الحالمة تعز، وقريباً إن شاء الله تكتمل الحلقة بصعود الطليعة والأهلي إلى جانبهما لكي تعود المحافظة إلى واجهة المنافسة بقوة في دوري النخبة. ما زلنا نكرر أن تواجد أكثر من نادٍ في الأولى هو لصالح تعز وليس مدعاة للتحاسد والبغضاء وتوسيع دائرة الكراهية بين الجيران، ففي المنافسة الشريفة من حق كل طرف أن يثبت تواجده بنتائجه وقدرات لاعبيه.. وأمنيتي أن تذوب الجماهير وإدارات الأندية في المحافظة فيما بينها لتشكل رقماً صعباً أمام الآخرين.