يجمع المراقبون على أن فرنسا ما بعد الانتخابات الرئاسية لن تكون تلك السابقة التي وازنت دوماً بين الاقتصاد الرأسمالي ومقتضياته، والحماية الاجتماعية للبشر بوصفه أحد أبرز مواريث الجمهورية الخامسة في فرنسا، وترجماناً أميناً لشعارات الحرية والعدالة والمساواة الموروثة عن الثورة الفرنسية الكبرى. الآن استلم الرئاسة وبتفويض شعبي ساركوزي اليميني الأكثر مخاتلة، وبجعبته برنامج لم يخفه، وفي دواخله تراكيب إثنينة ودينية واجتماعية معقدة، فهذا المواطن الفرنسي اليميني سليل أُسرة من أبوين يهوديين اعتمدا الديانة الكاثوليكية بعد الحرب العالمية الثانية تخفياً وهرباً من مطاردات أوروبا الكارهة للنوع اليهودي، وهو إلى ذلك شخصية تدرّجت في عديد المناصب وكانت انقلاباته المتكررة ضد من عاضدوه أحد أهم الأسباب، بل السبب الحاسم في صعوده المستمر، وهو إلى ذلك متزوج مرتين، وفاشل بامتياز في الزيجتين، الأولى بالطلاق، والثانية بالهجر من طرف زوجته ذات الأصل الروماني والتي عادت اليه على استحياء ومن باب ستر عورة الرئيس القادم لفرنسا. نستقي هذه المعلومات من العليمين بسيرة الرجل وتضاريس أيامه وخلفيات أصله، والشاهد انه لا يخفي كراهيته للعرب، ويقول بملء الفم :إن على فرنسا تطهير الضواحي من هؤلاء الرعاع " يقصد العرب على وجه التحديد" ثم انه يسارع بعد إعلانه رئيساً بمخاطبة البيت الأبيض قائلاً: على الولايات المتحدة أن تثق الآن بفرنسا صديقة !! ، في إشارة دالة إلى منهج سياسي خارجي جديد، ثم يقول أثناء المناظرة الرئاسية مع المرشحة اليسارية "روايال " بأنه لا يرى ان تكون تركيا عضواً في الاتحاد الاوروبي ، ويبرر ذلك بأنها دولة " آسيوية " !! ، وعلى مستوى التعامل مع المهاجرين يقول: إنه ليس بصدد توزيع بطاقات مجانية للمهاجرين إلى فرنسا. هذا هو ساركوزي الذي نال قبولاً مؤكداً من قبل اليمين بشقيه العنصري والشوفيني، وهو يبحر الآن باتجاه تنفيذ سياساته التي لا تغفل أيضاً اعتبار حرب الإبادة ضد الجزائر بوصفها ضرورة تاريخية لا تتطلب اعتذاراً فرنسياً! على العرب ان يستوعبوا هذه الحقائق دون وهم وأن يقابلوا اليميني المتعصب سليل اليهودية السياسية بما يستحق حتى وان كان رئيسا ً لفرنسا. [email protected]