فاز «ساركوزي» مرشح اليمين بفارق ثماني نقاط على مواطنته «روايال» ولقد حدث تخريب في مظاهرات أحرقت عشرات السيارات تذكيراً بإحراق مئات السيارات في ضواحي باريس وداخلها عندما كان الرئيس «ساركوزي» وزيراً لداخلية فرنسا. الكيان الاسرائيلي رحب بالرئيس الفرنسي الجديد، فهو من أم يهودية ووالد هنغاري، وزار الكيان الاسرائيلي في أيام دعايته الانتخابية كسباً لأصوات اليهود في فرنسا، ولم يزر أية دولة عربية أو أفريقية لها جاليات تحتفظ بنسبة كبرى، ربما لأن هذه الجاليات ليس لها نفوذ اقتصادي داخل المجتمع الفرنسي خلافاً للجالية اليهودية!!. بدأت بعض الدول الإسلامية، كتركيا، تظهر تشاؤمها، لأن الرئيس الفرنسي الجديد يرفض أن تدخل تركيا الاتحاد الأوروبي، وبعض الدول العربية لم تظهر أي موقف لها، مع الشعور بانزعاج؛ لأن الرئيس الجديد لا يتعاطف مع المهاجرين، بل سيقوم بطرد غير الشرعيين الذين لم تستجب رئاسة «شيراك» لطلب تسوية أوضاعهم.. ليس هذا مهماً، فالتنبيه يقتضي أن العرب يطلبون إلى الأجنبي مالا يحققونه لأنفسهم، علماً أن من حق أي إنسان، عربياً أو أعجمياً، أن يفكر بمصالحه. ثم لماذا لا تطرد فرنسا المهاجرين غير الشرعيين والشرعيين معاً إذا كان هذا يحقق مصالحها؟!.. هذا شأنها.. لأن ما يحدث هو أن بعض الدول الإسلامية والعربية تقوم كل أسبوع إن لم يكون كل يوم بطرد مهاجرين شرعيين وغير شرعيين إلى الحدود دونما شفقة أو إنسانية، بل بكثير من الوحشية والكبر المتناهي والطغيان السافر. إن هؤلاء الذين هاجروا إلى فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية؛ إنما يبحثون عن لقمة عيش بعيدة عن الذل والقهر، مع أن الوطن العربي والإسلامي عامر بالخيرات والنعم، وما أهونها أوطان تطرد أبناءها من حضنها الرؤوم إلى أحضان متوحشة قاسية. أبناء المسلمين والعرب يُذلون في أوطانهم، وكان أولى بالدول العربية الإسلامية الغنية أن تكون أرحم بهؤلاء المهاجرين إلى فرنسا وأوروبا.