الليل ساكن وعائشة تهادن الفراش يطلبها بينما هي حينذاك تقبع في فنائها الخاص، ينهمر يقتعد بساطها يخال أنها أخذته بعيدا بعيدا، حين يعود يسألها عن الرحلة: لا تحير جوابا، يبرطم تسمعه يعلن وينهمر شيئ ما.. يأتيها بأعواد الكزبرة يقول: فلتتزودي للرحلات القادمة. أما المرآة تعتلك العيدان كل يوم، تراقب عينيها الذابلتين في المرآة وذاكرتها المنعكسة في عينيها.. حكي لها صغيرة كانت، لحمة حمراء، أم صابر تقترب منها تباعد فخذيها النحيلين المعطوفين على سرّ الأسرار -كما قيل لها- وترياق الجنة والنار، تسبق الصرخة النصل (يبقبق) الدم وترمي تلك الشريحة الصغيرة جدا من لحم الجسد.المرآة تعكس ذبول عينيها، وأعواد الكزبرة تؤكد ذبول وردتها، وتتحرش سرها للبوح. هو يقترب والفراش يتلظى وعائشة تخيط نشوتها العصية، تلكز بساطها عله يطير، تهسهس : ما أصعب الليل.. وحين أراد الارتحال أخذته كعادتها، وسألها بعد أن عاد -كعادته- هرشت ألمها.. تلعثمت.. استنجدت بجدتها.. نادت : يا شهرزاااااد.. تلبستها الحكاءة استغفرت برهة لكذبتها ومنكسرة الروح انهمرت تحكي تصف.. تسهب.. وتراقب تقاطيع وجهه المنتشية، قالت وقالت وقالت.. حينما رأت أجفانه وقد أطبقها النوم ملتاعة أخذت تتحسس بأصابعها البقعة المقتطعة في بساط الريح.