مدينة زبيد في قائمة التراث العالمي .. كثيراً ما تصدر هذا العنوان كتابات المهتمين من مثقفين .. وكثيراً ما ترددت هذه العبارة ولم نكن نعيها ونعطيها حقها من الاهتمام .. فزبيد هي مدينة المدارس والمساجد والأربطة والنقوش والمخطوطات ومنارة الإشعاع العلمي والثقافي والذي امتد أثره ليس على المستوى اليمني فحسب بل تعداه إلى الجزيرة العربية والإفريقية وكل بقاع العالم .. ولمزيد من التعريف بهذا المعلم التاريخي العظيم التقت صحيفة (الجمهورية) الأخ/ عرفات عبدالرحمن الحضرمي ، مدير فرع الهيئة زبيد في قائمة التراث العربي: لاشك فيه أن هذه المدينة التاريخية قد خاضت دوراً هاماً في تاريخ اليمن على مختلف العصور سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وبمناسبة إدراج مدينة زبيد في قائمة التراث العالمي عام 1993م والمحمية عالمياً فإن أهميتها قد ازدادت اليوم وبالتالي وجب حماية آثارها من طمس للنقوش وتهريب للمخطوطات أو أي بقايا أثرية تدلنا إلى معالم وملامح المدينة والتي سوف تعرفنا وتكشف لنا عن حقيقة الدور التاريخي الكبير والذي خاضته عدة قرون مما أفرزت كثيراً من معالم البنيان العسكري والمدارس التاريخية والمنازل التقليدية. وأقول أيضاً: لما كانت المدن اليمنية التاريخية لها الاهتمام الخاص من قبل الحكومة وخاصة القيادة السياسية والتي تمثلت في الزيارة التاريخية لفخامة رئيس الجمهورية المشير الرمز/ علي عبدالله صالح، لمدينة زبيد في شهر مارس 2001م ودعوته الكريمة للاهتمام بمدينة زبيد التاريخية ومعالجة مشكلاتها الإدارية فحسنت نوعاً ما من وضعها المؤلم وبتواصل وتتابع العديد من الزيارات الرسمية لمنظمة اليونسكو ممثلاً بالبروفسور الفرنسي / بول بوننفال والذي بفضل جهوده دفع منظمة اليونسكو لإدراج المدينة وتسجيلها في قائمة التراث العالمي عام 1993م. وفي خلال الزيارات المتكررة لمندوبي منظمة اليونسكو خلال العشر السنوات ادرجت مدينة زبيد في قائمة التراث العلمي 19 يونيو 2001م بوقف جميع أعمال البناء في مدينة زبيد. جهود حثيثة ومن خلال تتابع الجهود قام وزير الثقافة الدكتور/ محمد أبو بكر المفلحي برفع ملف مدينة زبيد إلى مجلس الوزراء وذلك لمناقشة وضع المدينة ووضع حلول عملية تهدف إلى معالجة المشاكل المستمرة في مدينة زبيد ومن هذه المشاكل : 1) التوسع العمراني حول المدينة التاريخية. 2) استغلال الفراغات الموجودة في داخل المدينة والبناء فيها. 3) تشويه بعض المدارس القديمة والبناء أمامها وغيرها من المشاكل. ولذا فقد أقر مجلس الوزراء تشكيل لجنة لحماية مدينة زبيد مكونة من مجموعة من الوزراء والعمل على انشاء مدينة زبيد الجديدة حتى يتم القضاء على التوسع العمراني داخل وحول المدينة التاريخية وهذه الخطوة مهمة وسوف تساعد على تنمية المدينة اقتصادياً وتحافظ على تراث المدينة التاريخية إضافة إلى وقف جميع أشكال البناء المخالف في المدينة التاريخية. نشاطات متميزة وحول تقييمه لمدى اهتمام الجهات ذات العلاقة بالمدينة يقول : أود القول إن رئيس المجلس المحلي العقيد/ عبدالله المضواحي وأمينه العام ومكتب المدن التاريخية بزبيد يقومون بالجهود المتواصلة من أجل الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية ومن النشاطات التي قاموا بها هي كالتالي : 1) تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء عقد في يوم الأربعاء 6/6/2007م اجتماع في قلعة زبيد التاريخية وذلك بحضور خبراء التنمية الحضرية ورئيس السلطة المحلية والأمين العام ولجنة من الأشغال العامة والطرق ومندوب من رئاسة الهيئة العامة للمساحة والتخطيط ممثلاً عنها مدير إدارة التخطيط المهندس/ عبدالغني الآنسي وبحضور جميع مكاتب المديرية وذلك من أجل دراسة الاحتياجات اللازمة لمنطقة التوسع الجديدة والتي وجه بها رئيس الوزراء في الاجتماع الأخير حيث تم عرض مخطط المدينة المراد تنفيذه وشرح كل خصائصه إضافة إلى شرح متواصل عن مخطط المنطقة الجديدة وكيفية تنفيذها طبقاً لتوجيهات الحكومة وذلك بعد الرفع بكل الاحتياجات المالية والفنية والبشرية لهذا المشروع. 2) خلال نهاية العام الماضي 2006م تم التنسيق بين الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع التنمية الحضري بشبام حضرموت على تنفيذ تجربتهم في عملية الحفاظ على المدن التاريخية في مدينة زبيد ومساعدة المجلس المحلي وهيئة المدن التاريخية بزبيد على عملية الحفاظ وكيفية تنميتها اقتصادياً ودعم منظمات المجتمع المدني من خلال الحفاظ على تراث مدينة زبيد التاريخية. ومن خلال التواصل المستمر للمشروع (التنمية الحضري بشبام حضرموت) برئاسة المهندس/ عمر عبدالعزيز الحلاج خبير المشروع والمهندس الألماني /ايريك شيفايك هارد تم العمل بوتيرة عالية وتم دراسة وضع المدينة ومتطلبات عملية الحفاظ ؛ والآن يقوم المشروع بفتح مكتب له لممارسة أعماله في بداية الشهر القادم. مرحلة الحسم وعن جهود هيئة المدن التاريخية في زبيد أوضح رئيس الهيئة حيث قال : - نود أن نعبر بأن هذه المرحلة والتي تمر بها مدينة زبيد التاريخية هي مرحلة الحسم النهائي لعملية الحفاظ على المدينة التاريخية ؛ إما أن تسير في الاتجاه الصحيح وذلك بتنفيذ جميع متطلبات عملية الحفاظ على المدينة وإما العكس ، ولكن الذي أرى أن عملية الحفاظ الآن مستمرة وذلك بفضل جهود الحكومة والصندوق الاجتماعي للتنمية ورئاسة المدن التاريخية بصنعاء وبتعاون السلطة المحلية بالمدينة وذلك نظراً للمشاريع الملاحظ تنفيذها خلال العام الحالي ومن أهمها : 1) تنفيذ مشروع الصرف الصحي. 2) تنفيذ مشروع ترميم وصيانة دار الضيافة. 3) تنفيذ مشروع معالجة المخالفات والتشوهات العمرانية في المدينة التاريخية. 4) البدء في تنفيذ مشروع رصف مدينة زبيد التاريخية خلال الربع الأخير من العام الحالي. 5) صيانة وترميم مبنى المالية مع ملحقاته. ماهي المقترحات المطلوب تنفيذها للحفاظ على مدينة زبيد في قائمة التراث العالمي؟. من أجل أن تبقى زبيد في قائمة التراث العالمي لابد من توفير التالي : - إنشاء محاريق للياجور أو مصنع خاص بالياجور وبصورة مستعجلة مع استمرار دعمه. - إزالة المخالفات المعمارية والواقعة أمام الأبواب التاريخية والمساجد والمدارس العلمية. - العمل على تنفيذ مخطط المنطقة الانتقالية والواقع في شمال شرق المدينة وذلك تخفيفاً للضغط الحاصل على المدينة القديمة. المشاريع اللاحقة : إعداد خطة تمويل عاجلة لدعم المنازل التاريخية المنهارة والمدمرة. العمل على دراسة ترميم المساجد القديمة والمدارس الإسلامية والمساكن الوقفية وإعادة نشاطها العلمي. العمل على معالجة التشوهات العمرانية والتي حدثت منذ عدة سنوات. دعم النشاط الحرفي والتجاري بالسوق القديم وإيجاد يوم اسبوعي كما كان سابقاً. العمل على إعادة ديمومة الحركة العلمية في المدينة وذلك بصدور قرار جامعة الأشاعرة والتي تخرج منها كبار العلماء في كل القرون الماضية.