.. تواصل الدولة البريطانية استفزاز المسلمين في كل أنحاء العالم.. ومثل هذا الاستفزاز يؤجج ويوسع مساحة التطرف والتعصب والإرهاب الذي يستنكرونه ويعلنون الحرب ضده، وهم الذين يخلقونه ثم يستنكرونه ويعملون على استئصاله.. أليس في هذا ما يثير التعجب من حكام الغرب، ومن ساسته؟! سلمان رشدي.. هذا البريطاني من أصل باكستاني صاحب كتاب »آيات شيطانية« الذي تعرض فيه للإسلام، رسولاً ورسالة سماوية، بالتشويه والتشهير والإساءة.. مما أثار غضب العالم الإسلامي في أنحاء المعمورة.. ودعا كثير من قادة العالم الإسلامي وعلمائه إلى محاكمة هذا »اللاسلمان، واللارشدي« وتنفيذ الحد الشرعي فيه، بل هناك من أباح دمه.. وثار الغرب لهذا »لشيطان« وتنادت حكوماته لحمايته ووضع الحراس من حوله حتى لا ينال منه المتطرفون والمتعصبون والإرهابيون المسلمون، هؤلاء الذين لا يؤمنون بحرية التفكير والحوار، ولا يعملون بالديمقراطية وحقوق الإنسان..! وما تداعي النظام الغربي آنذاك لحماية سلمان رشدي إلا جزء لا يتجزأ من السياسة الغربية التي تستهدف المسلمين عقيدة ورسولاً ورسالة ضمن سياسة شاملة وعامة لتغريب المسلمين عرباً وعجماً. إننا نؤمن بالحرية الفكرية، والإسلام يشدد عليها.. لكن الحرية الفكرية فيما يفيد وينفع ويصلح شؤون الإنسانية على طريق الخير والحق والعدل والمساواة والإخاء والسلام والتعاون والاحترام والتعايش.. أما التفكير السيء والمدمر للعلاقات الإنسانية، المثير للعداء والتطرف والتعصب فإنه فكر وتفكير شيطاني، وصاحبه شيطان، ومن معه ويقف وراءه ويروج له شياطين مردة.. فالحرية للتفكير والفكر الخيّر، والحجر والإيقاف والتحريم لكل تفكير وفكر ومفكر شرير. ومع كل ما أثاره » سلمان شيطان« وكتابه نجد الدولة البريطانية يوم الاثنين 18 / 6 / 2007م تمنح هذا »الشيطان« وسام »فارس« البريطاني.. فأي فارس هذا، وأية فروسية اجترحها..؟! إن كتابه لا يعبر عن فروسية لأنه من السهل جداً أن نسيء ونشتم ونشوه، ونشهّر بمعتقدات ورموز أمة.. لكن من الصعب أن نفكر بموضوعية وعقلانية، ونناقش بمنطق عقيدة وفكر وثقافة أمة.. ثم لماذا تأخر وسام »الفارس« البريطاني حتى اليوم، وما الذي ذكّر الدولة البريطانية ومؤسساتها الثقافية والفكرية والسياسية والدينية بعد سنين من صدور كتاب »سلمان شيطان« لتمنحه وسام »فارس البريطاني«.. ألم يكن حرياً بهم منحه وسام »الفروسية« البريطاني أثناء صدور الكتاب أو بعد ذلك بفترة قصيرة كمكافأة له على ما قام به من خدمة جليلة للمسيحية الصهيونية »اليمينيون الجدد« والذين لا يمتون من قريب أو بعيد للمسيحية التي جاء بها عيسى عليه السلام، ولا باليهودية التوراتية التي جاء بها موسى.. فكل من مسيحية عيسى ويهودية موسى عليهما السلام لا تدين لهم بوصل. اليوم تسيطر على الأنظمة والحكومات الغربية أوروبياً وأمريكياً »المسيحية الصهيونية« و»الصهيونية العالمية« التي تسعى إلى تدمير العالم المسيحي والإسلامي من خلال ضربهما ببعض ليخلو لهم العالم، فيبنون جنتهم الدنيا، لأنهم لا يؤمنون بالآخرة والجنة والنار.. كما يقولون: »إن هي إلا حياتنا الدنيا..«..!