استنكر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بشدة تصريحات جورج جاينزفاين ، السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان ، وما وصفه ب «أسلمة الغرب» ودعوته لمقاومة القيم الإسلامية باعتبارها خطراً على الهوية الأوروبية. وقال الاتحاد في بيان له: هذه التصريحات وما سبقها من اساءة البابا للإسلام ، قد يفهم منها الإصرار على استهداف الإسلام والمسلمين من قبل الفاتيكان وشدد على أن تصريحات سكرتير البابا تصب في إذكاء روح التعصب في كلا الجانبين المسيحي والإسلامي والترويج للاسلاموفوبيا «الخوف المرضي من الإسلام» التي تجتاح الغرب وتهدد جميع الأطراف. وحذر جاينز فاين قبل ايام مما اسماه «أسلمه الغرب» مضيفاً : إن تجاهل أوروبا لجهود إدخال القيم الإسلامية في الغرب يمكن أن يهدد هوية القارة. ورد الإتحاد بأن رسالة المسلمين في أوروبا تدعو إلى التعريف بالإسلام وقيمه الحضارية ، والحفاظ على الوجود الإسلامي ، والهوية الإسلامية للأقلية المسلمة ، ولاتتعارض مع اوروبا متعددة الثقافات والأعراق والأديان ، بل تدعمها فالمسلمون جزء لايتجزأ من هذا التنوع ضمن المنظومة الأوروبية. ورغم إدانته الشديدة لتصريحات سكرتير البابا فقد ناشد اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا جماهير المسلمين في أوروبا شرقاً وغرباً عدم الالتفات لمثل هذه التصريحات السلبية. وأكد مبدأ احترامنا كمسلمين لجميع الأديان الأخرى ، وضرورة أن يكون التعبير عن رفض مثل هذه التصريحات تعبيراً سلمياً حضارياً منضبطاً بروح الإسلام العظيم. وفي باريس ادان القس الفرنسي الشهير ميشال لولونج ، المعروف بتقريبه بين المسيحية والإسلام تلك التصريحات التي اعتبرت أن المسلمين يخططون لأسلمة أوروبا، وفي تصريحات له نقلها موقع إسلام أون لايت اعتبر القس لولونج أن كل ما من شأنه التخويف من الإسلام في اوروبا يجب إدانته ، لأنهم اصبحوا جزءاً من البلدان الاوروبية ، وهم في مجملهم مندمجون ومتعايشون مع المسيحيين وغيرهم. وأضاف القس الفرنسي الذي احتل سابقاً منصب دائرة التقريب بين المسيحية والإسلام الفاتيكان ويعتبر احد أبرز الشخصيات الدينية الفرنسية: إن تصريحات مستشار البابا مدانة وغير مقبولة ، وأتصور أنها لاتعبر عن موقف الفاتيكان الرسمي بشأن ضرورة التقارب مع الأديان الأخرى ، خاصة الإسلام في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالمان الغربي والشرقي. من جانبه قال التهامي ابريز - رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا: إن مسلمي أوروبا يدعون قطعاً إلى الإسلام ولايعملون من أجل اسلمة أوروبا خفية وليس لهم مخططات من أجل نشر الإسلام ولايملكون أزراراً لتحقيق ذلك ، ولكنهم يعملون تحت الشمس ومنطلقهم الآية الكريمة ، «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» ، والتي تمثل إحدى مرتكزات الحرية التي عرضها الإسلام على البشرية جمعاء.