- مدير عام أوقاف إب : - الإمساك تربية للنفس وإحساس بالفقراء اليومان الأخيران من شهر شعبان شهدا إقبالاً كبيراً على الأسواق والمحال التجارية لاقتناء متطلبات شهر رمضان من المواد والسلع الاستهلاكية بهدوء تراجعت معه حدة الكلام والمخاوف من شبح الغلاء إلا أن هناك حالة ترقب شعبي لما سيؤول إليه دور الجهات الرسمية في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالرقابة على الأسواق ، وتطلعاً كبيراًِ إلى تحلي تجار التجزئة وبائعي الخضار والفاكهة بالأمانة وتقوى الله ليس فقط في الأسواق المركزية بل وعلى مستوى الحارات حتى لايغريهم تهافت المستهلكين على الشراء والتكالب على متطلبات المائدة الرمضانية ورفع الأسعار .. كما يؤكد الناس في الشارع أهمية تفعيل دور صحة البيئة في حماية الأطفال من السلع والمأكولات التي تباع لهم وخاصة المواد المقلية والتي تسبب عادة تسممات غذائية ومثلها بيع مواد منتهية الصلاحية وإجمالاً هناك تشوق لصيام الشهر الكريم وتجديد الذات بعيداً عن المظاهر السلبية التي تشاهد في رمضان في أوقات معينة قبل الافطار وما يرتبط بها من ضيق صدور البعض داخل المنزل وفي الطرقات والأسواق ويؤدي إلى مشاكل اجتماعية وقلق وتوتر وحوادث سير وإفطار البعض في أقسام الشرطة أو حجر المرور ضيف خفيف بشكل عام لرمضان مكانة خاصة في قلوب اليمنيين يرونه ضيفاً خفيفاً وأيامه مباركة يأتي وخيره معه والتراحم والتواصل والتكافل فيه صور تتجلى بأبهى صورها وفيه ما يراه البعض فرصة كبيرة لبناء صحة الإنسان من الناحية النفسية والبدنية واكتساب لمعارف دينية ودنيوية وإمتاع بوفرة الإعلام واللقاءات كما أنه فرصة لناس كثيرين وأسر تجد فيه مصدراً لتفعيل مواهبها واستثمار لطاقاتها في إنتاج وبيع كثير من المنتجات ذات الارتباط برمضان من حلويات وفطائر و....الخ يوازي ذلك ارتياح الجميع لمكرمة رئيس الجمهورية براتب شهر للموظفين ورفع قدرتهم الشرائية وهناك ميل لاحاديث عن مواقف وسلبيات يتمنى كثيرون ألا تكون مصدراً لتعكير الجو النفسي للصائم. أجواء تعمها سكينة ماجد العزي (موظف) يقول : - في الأسبوع الأول من رمضان لاتخلو بيت من نكهة ذات خصوصية رمضانية . رائحة الطبيخ وأنواعه،السكينة تعطر أرجاء المنزل ، الوقار يكسو الوجوه والأبدان ، عبارة «اللهم إني صائم » في مواقف غالباً ما تكون طريفة فهذا يهم بتناول شئ وذلك يكاد يشعل سيجارة وتلك تبلع صرخة بكلمات غاضبة ، كثير من الناس يصادفون مثل هذه المواقف فتعكس جواً من الشعور الجميل بنفحات الشهر الكريم لكن مع ذلك يبدو بعض الناس ملائكة في تعاملهم مع غيرهم خارج البيوت وفي داخلها يتصرفون بعصبية زائدة وكأن الصيام مبرر لاستعجال الأمور واقتطاف الثمار قبل نضجها فتخرج عبارات سيئة من الأفواه في حق الزوجة أو الأبناء وقد تتدخل الزوجة رفقاً بالبنت أو الولد وتصطدم بتعنيف من الزوج الذي يصر مثلاً على إعداد المداعة قبل إعداد الشربة والشفوت !! الإحساس بعناء الأم أم وحيد تقول : - النساء يتحملن في رمضان أعباء الأطفال والمطبخ والزوج الضجر والولائم اليومية ، فالفرن عيونه ترسل اللهب والعصارة تدور قبل المغرب والمتسولون يشاطرونك ملكية باب المنزل والزوج طاؤوس ، رمضان تعب ليس بالصيام لكن بعض النساء لايجدن كلمة «شكراً » عن تعب النهار ولايهدأ لها بال إذا انطفأت الكهرباء قبل تنظيف المطبخ فإذا فرغت وجدت الزوج مبلط والأولاد يتحازرون كل يريد قناة تلفزيونية ويبدأ هم المدارس من الليل ياليت يقدر الرجال هذا كله ويساعدوا النساء على الأقل يبطلون العجل ويربطون لسان ما قبل الفطور. صوم الجوارح عبداللطيف المعلمي مدير عام أوقاف إب يقول : - استعد الناس لشهر رمضان واستقبلوه بشوق وكان الكلام طيباً وترحيباً به فهو شهر البركات والرحمة ، والصوم ليس معناه فقط الإمساك عن الطعام والشراب وترك الشهوات والملذات لكنه صوم الجوارح .. وفي ذلك غذاء للروح وارتقاء لها وبالتالي فهو صوم اللسان إلا عن ذكر الله ، والتعامل الجيد وفي ذلك تربية للنفس على كل عمل يقربنا من الله وينمي المحبة في القلوب والتراحم والتعاطف والتواد والتقارب بين الناس مع الأرحام وغيرهم وهو احساس بمعاناة المحتاجين ومنهم من لايملك القوت. شهر عمل وقال المعلمي : إن الشهر الكريم في تاريخ الأمة حافل بالانتصارات من أجل إعلاء كلمة الحق فهو شهر عمل وأيامه كسائر الأيام وليس للنوم والكسل نهاراً والإفراط في الأكل والشرب والسهر ليلاً والأولى أن يتدرب فيه المرء على الاقلال من الطعام والإقلاع عن الشهوات حتى تتحقق الحكمة من الصيام والامتثال للأمر الرباني والتمسك بفضائل الصوم والإكثار من قراءة القرآن ، ففي رمضان يزيد إقبال الناس على المساجد للصلاة والعبادة بأنواعها والاعتكاف أو اخر ومضان وعلى الجميع أن يعوا تماماً معنى أن المساجد بيوت الله والابتعاد عن أية سلوكيات غير محببة. مدرسة أخلاقية وفي ليالي رمضان تزيد الحركة في الأسواق وكذا في نهاراته والناس على عقيدة بأن شياطين الجن والانس تصفد في شهر الصيام لكن هناك من يمارس سلوكيات لاتليق بمواطن يمني ما بالك بمسلم في هذا الشهر أو غيره والأحرى أن يقلع ممارسوها (عن جهالة) ويجعلوا من الصيام مدرسة أخلاقية ما أحوجنا إليها ! إن كنا مواطنين أو تجاراً أوعابري سبيل ، الصدق ، الأمانة ، تقوى الله ، هو المطلوب منا جميعاً وتصفية النفس من الجشع والطمع والأهواء. ارتقاء أخلاقي وعن تربية الأبناء والتعامل في الأسرة قال المعلمي - رمضان يربي في الإنسان ملكة الصبر والمصابرة وكبح جماح النفس والصوم علاقة بين المرء وربه قال تعالى في الحديث القدسي : (كل عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» .وبالتالي يجب أن تكون أخلاق المجتمع في أوجها خلال رمضان والاستزادة منها يصبح ذخراً. قيم الحب والتكافل أما عن أهم القضايا التي يجب التغلب عليها في مدرسة الصوم فهي كما يقول مدير أوقاف إب : تصفو النفوس في رمضان ويزيد سخاؤها اقتداء برسول الله والغاية هي التكافل الاجتماعي والعطف على الفقراء وذلك من أهم أمور الحياة لدى الإنسان التقي ففيه تجذير للحب وإرساء للسلام الاجتماعي وأمر ينبغي أن يقوى فينا في غير رمضان وهنا لابد من أن ندعم الجمعيات الخيرية المعنية بتلمس حاجات الفقراء والأيتام والمرضى ، عمل هذه الجمعيات أحياناً يفتر ولانجده إلا في رمضان لكنها ينبغي أن تبحث عن الفقراء الحقيقيين الذين فيهم عفة ولا يخرجون من بيوتهم وإلى الشوارع .. أما من يخرجون إلى الشوارع فهم متسولون وسلوكهم أقرب إلى وظيفة ونتمنى من الجمعيات ان تبحث في البيوت والحارات عن طريق ناس ثقات يتلمسون هموم الناس.