تاريخنا الإسلامي زاخر بالأحداث العظام والبطولات التي انتصرت للحق والعدل ودحرت الباطل والظلم وأسست لحضارة إنسانية ، ومن تلك الأحداث ما وقع في شهر رمضان كغزوة بدر التي مثلت تغييراً جذرياً في مسار حياة الأمة العربية والإسلامية التي أرادها الله سبحانه وتعالى أمة وسطاً بين الأمم. تقدم نموذج القدوة في التمسك بالقيم والأخلاق الربانية ينحاز دوماً إلى الحق والعدل والمساواة والحرية ويرفض العبودية والظلم والاضطهاد والخنوع والتواكل والعجز ..وترى القوة والمنعة والرفاه المشروع بتقوى الله وقوة الإيمان وتمكنه في النفوس والعقول والأفهام ، الأمر الذي يجعل المساجد في اليمن تعج بالناس إحياء لذكرى غزوة بدر الكبرى والاستفادة من دروسها. الإيمان والغلبة يقول صاحب الفضيلة محمد الأكوع وعضو جمعية علماء اليمن : إن في تاريخنا مصدر عزة وفخار ولنا في ذكرى غزوة بدر عبرة وعظة لذا يحتفي بها المسلمون في السابع عشر من شهر رمضان بإحياء سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام فهي نور يغمر السبيل ويكشف للمسلمين مواطن قوتهم وضعفهم . تحفيز المسملين على الإدراك ذكرى غزوة بدر في رأي الأكوع هي: تحفيز الانسان المسلم على توسيع مداركه ووعيه لمفهوم القوة والقدرة بصورها الشاملة فالقوة الحقيقية التي نتعلمها من درس غزوة بدر هي أن الله سبحانه وتعالى أيد رسوله وهيأ لجنود الحق سبل النصر وقوة هؤلاء لم تكن في عددهم وعدتهم بل هي قوة الإيمان بالله وطاعة رسوله وذلك هو دافعهم إلى الغلبة ووسيلة الانتصار على جيش المشركين الذين كانوا يفوقون عدد المسلمين يوم بدر عدداً وعدة .. لقد أيد الله المؤمنين بنصره وهم قلة إذ كان الصحابة في المعركة هذه ثلاثمائة وثلاثة عشر، بينما عدد المشركين أضعاف وفيهم صناديد قريش وانتصرت الفئة الأقل عدداً وقتلت من معسكر الباطل سبعين رجلاً وأسرت سبعين والأهم هو مصرع أربعة من صناديد قريش في المعركة منهم من كان على خبرة وقوة ومعرفة بالحرب وفي المقابل كان بين من صارعهم فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى. العزيمة الصادقة وقال الأكوع : العبرة التي نأخذها من معركة بدر هي العزيمة والثبات على الحق ، فبقوة الإيمان كان أساس النصر وبقوة الإيمان والعزيمة الصادقة في ظروف عصرنا يمكننا أن نحقق الفوز والنجاح في مختلف شؤون الفرد والمجتمع، فالعزيمة والمثابرة في تحقيق كل ما هو خير وسيلة مضمونة للتغلب على تبعات الجمود الفكري والشعور بالاحباط لدى البعض وأما اليأس من تغيير واقع الأمة الإسلامية والانتصار لقضاياها وخاصة قضية فلسطين والأقصى الشريف فلا مكان له لا مكان لليأس في حياة الأمة لأنه يعني الموت ولطالما عانى المسلمون في فترات زمنية بعد انتصارات عظيمة ثم نهضت الأمة من جديد بصلاح أبنائها وعزائم رجالها ونسائها وتمكنهم من تغيير الواقع الرديء إلى حياة أفضل فليكن تذكرنا لغزوة بدر هو أن نعي أن القوة والمنعة في قوة الإيمان وحسن إعداد الافراد وتربيتهم للنهوض بواقعهم المعاش ولكل عصر وحقبة زمنية حاجات ومتطلبات يلبيها ويحققها أبناء الأمة بالإعداد الحسن، وقد بعث الرسول (صلى الله عليه وسلم) متمماً لمكارم الأخلاق وجاء برسالة الإسلام للعالمين ولنا فيه أسوة حسنة فقد قال : تركت لكم أمران ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً .. وما أحوجنا إلى الاقتداء برسول الله وحب أصحابه