قلّ أن ترى رجلاً إلا ويشكو من إسراف وتبذير زوجته،حتى كدنا نظن أن المرأة خلقت لتكون وسيلة لتبديد المال،عصب الحياة والعنصر العظيم من عناصر السعادة...فالمرأة العربية مسرفة بطهيها،فإذا كان طعام لاثنين يكفي الثلاثة كما قيل ،فإن الطعام الذي تصنعه الاثنين يكفي خمسة بعكس المرأة الأجنبية ،فإنها إذا دعا زوجها أربعة أشخاص فإنه إذا حضر خامس لايجد طعاماً.. والمرأة العربية غالباً مسرفة في ثيابها فلا تعرف البساطة،بل الزركشة والتزيين بعكس المرأة الغربية التي لايكلف ثوبها نفقات تذكر،خاصة أثمان الخياطة فكل امرأة غالباً تخيط ثيابها بنفسها وذلك لأن ماتطلبه في ألبستها البساطة ،فهي لاتحتاج إلى مهارة عظيمة والمرأة العربية مسرفة في أثاث بيتها ،لاترضى بالرخيص مهما حسن نوعه،ودأبها الفخر والشهرة الكاذبة. والمرأة العربية مسرفة حتى في مرضها ،ومرض أحد أعضاء أسرتها وذلك لأن جهلها بأصول الصحة العامة ومبادئ التمريض والإسعافات الأولية يضطرها لإحضار الطبيب أو الذهاب إليه في كل مناسبة ،لأنها تجهل تلك الأمور وتجهل عوارض المرض، بينما أن المرأة الغربية شبه ممرضة بسبب ماتلقته من مبادئ عملية في أصول الصحة والوقاية في المدارس. المرأة العربية مسرفة ولاتعرف أنها مسرفة حيث أنها تنفق دون أن تكون هناك ميزانية للواردات والنفقات وتقسيمها حسب الحاجة الضرورية وهي غافلة غالباً عن باب التوفير. لقد سقت أمثلة كثيرة في هذا الموضوع عن المرأة الغربية ،لأنها مع الأسف الشديد أشد تأثيراً على كثير من البيوتات العربية من تأثير المرأة في صدر الإسلام نتيجة التقليد الأعمى. أيتها المرأة المسلمة،إنك عندما تهزين سرير الطفل بيمينك، تهزين العالم بيسارك كماقيل فعليك أن تدركي مبلغ رسالتك في الحياة،واعلمي أن المال عصب الحياة،وأن الاقتصاد مجلبة للسعادة ومنجاة من الشقاء،وأن الاعتدال محمدة في كل شيء،قال الله تعالى:«والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ،وكان بين ذلك قواماً» سورة الفرقان الآية «67» فكوني عوناً للرجل في معترك هذه الحياة،لتستطيعا معاً أداء رسالتكما،وتربية أطفالكما في عز وهناء،وحتى يكونوا رجالاً عظاماً ونساءً عظيمات. وفي عصر النبوة أمثلة كثيرة على اقتصاد المرأة المسلمة وصبرها...روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة بن الزبير:يا ابن أخي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال...ثلاثة أهلة في شهرين،وما أوقدت في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار..فقلت : ياخالة ؛ماكان عيشكم؟ قالت:الأسودان : التمر والماء : إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت له منائح «جمع منيحة :وهي الشاة تعار لينتفع بها» وكانوا يمنحون رسول الله من ألبانها فيسقينا ..وكانت المرأة المسلمة قديماً ممرضةً من الطراز الأول وتعرف كثيراً من الأدوية النباتية الرخيصة وما أسعد نساء اليوم!! فقد ساق الله لهن خيراً كثيراً.