خمشت أصابع يدي عند طفولتي الأرض التي بها تنبت زهرة ونكتسي منها الكتان ومنها نصير الأبنية العظيمة التي تعانق السحاب والغيم بل ويزف إليها المتواري من أبناء جلدتنا وراء التراب بشغف قلوبنا الهلعة من الفراق الأبدي منه إلى حلم الكمال أبحث عن طيف طفولتي فتغوص معها زيت جسد أنكيدو والذي مرغ في التراب وتحلل بيالوجيًا فقد كان السباق قبل الفقيد العظيم الذي غضن ترابه وتوزع على عدد النجوم. خمشت أصابع طفولتي تراب الأرض فغنت مغانيها صولفيجهات انبثت على أعطاف الخلود ونظائر الثورة التي اقتفيناها وهي تنشد كأزاهر فوق جندي مجهول. كانت كل المسائيات وكل الصباحات مليئة بالصبا الذي يبلوه عاطفة الغيم إلا ونحن نترنم نشيد الحقول والفرح المغادر أفئدتنا فيضمد الفضول جراحات الوطن ولملمة الأشواق الوطن الغافي فوق كسائه. وانقطاع در الضروع فوق الأماسي الكثار ما تعلمناه من قافية الثورة الشما وأحلام الصبا حين يكون لنا وطن من الماء إلى الماء ومن اليابسة إليها ومن القلب إلى القلب. خرج هذا الشاعر الحميري ومن حوله أخيلة من الجنود المحاربين ينظمهم الفنان الراهب إلى عناق الأحباء القدير أيوب طارش عبسي وكأنه جندي أسبارطي «بكر غبش بالطل والرشاشي» تعالت الصورة الفنتازيا فوق معزف الفن بالحنين المفارق فتلملم أعاصيرها بالحواشي السمر وأعاصير الاشتياق إلى وطن بكر تكتنفه الرصاصة المدوشة ولم ننفك من قيد الوطن المكبل بالطباشير القوقاز وبراميل اليمنيين تخلوه وجوه الالتهامات التي رمت ذراريرها فوق حنين الحبيب الذي صارت سنينه شيباً وفوق الأرض الوجع والآلام فاهتزت قدماه فوق أديم الأرض فمن ليس له قدم ليس له أرض. ومن حايك عظيم ينسج ثوب الوحدة التي كانت جذلى يشوبها الأنين المتضارع وكان شاهداً ويسبق الحاكمون في إعطاء الفرضية برواء حكيم وطبيب يعلم كل العلم بهذا الجسد واق الواق. لاشهد ولابد إلا على هذه الصيرورة التي مزارها فوق شفاه التلمض والناس تذهب إلى العالم السفلي فلا تقدر أن تردد لحن الصباية وأطياف الرؤا إلا وأمكنها المثال العظيم أن ينزل من العالم المثالي العالق فوق هامات الولهانة الشغوفة الحب الرباني الأرض والإنسان إلى لحده وهو خزانة الأحلام التي أجهد الفضول بالقول الرصين واشتياق الأرض إلى عودة أنوثتها التي أفرغها الفضول في أعماقه الداملة. إن فلاحاً أو جندياً أو مثقفاً ميتافزيقياً يؤب إلى الماوراي يسير الدامي وفوق كاهله الصحاري القاحلات بملح السفر الأبدي يناغي أحلام الماضي الطفولي أهتفوا للشعب أن الشعب جيش لايظل.. دق القاع دقه لا طبعك حلا، أشكي لمن، وانجيم، قلبي حبيبو راح، أه ياعذابو، وحيث مر الغيم والسيل سال سال. كل ذلك المثال الرومآنسي والتمثل العبقري عند شخوص دراميته يحوله إلى أداة من الجمال والبهجة بتفهمه الطبيعة الغراء أمام ووراء المجتمع في عالم أسمى لهذه القطع الفنية الداخلية للعالم النعماني بأوسع معانيه فنستشف من هذه الصورة بجماليتها إلى رؤية شخصيات عالمية عظام مثل ت س أليوت والكسندر دوماس ولوحات الفنان عبدالجبار نعمان وشخوص ممدوح عدوان وشخوص مصطفى المنفلوطي. إن تعويذة الثورة والوحدة الكبرى التي كانت سباقة لدستور الجمهورية اليمنية عمل عبدالوهاب ماعمله في صنع تقدم حضاري للسرعة الواجبة التي يتحرك الشعب من خلاله فكانت القصيدة دوحة المعرفة للتلمس إلى طريق انزياحية الفضول وأشواقه فبقى العنف الذي تجسد فضائات من تشظيات على مر الزمن العالق باكتساء الكلمات تشوقاً وصبابة. أنّى لهذا الرجل الصالح هذا الزحام يملأ المجرات النعمانية الثورية بتعالق نص القصيدة وصيانتها التي تجهش لها الدموع مدراراً وقمة العذابات التي يصلها الشاعر ويستعر بها الأيوبي وبلا اكتراث يصنع الحس كله كتكورات طالبي الأرغفة في السابلات العظيمة إن فجراً قد بدأ يعسعس «لبابلونيرودا» العرب عند شرنقة صاغها الفضول استطاع أن يربط مدونات العقل وفيه كساء السفر وشعاب كبيرة وجزر داخل العالم الداخلي المكتسح بانفجارات المحيط للداخل في مجموع النظم والانساق والعلامات ليتحقق لبلاد اليمن السعيدة رجلاً حميرياً مثله مثل الرجل الصالح الخضر في عشقه وإشراقته الصوفية. وأن لهذه الساعة من زمن الساعات المكسورة من القرن الواحد والعشرين أن تدق حاديها الهرمونك فغمس ريشته بثنائية الاكتشاف عالقاً فوق رذاذ الهثيم ودخداخ حبه الغالي والعروج إلى سماوات هيمان الذي مابرح أو يعدو ويعدو إلا أن درامية البطل التراجيدي سيلاحقه حتى السماء السابعة أو درب التبانة فانكشف التحدي للمحب العاشق أنه سيذهب ملاحقاً العاشق الولهان بحب الوطن والثورة والمنجل الذي سيتقدم لهذا الإنسان أطباقًا من صناعتها وكبت الصبابة بين أضلعها فالسفر صوب السحاب وسيترك قيعانها سراب العشق والإيمان والحماسية وقوة اندفاعاته طول يديه ملايين السنين الضوئية والنداء الولوع بمناجاة الآهات النعمانية في صدر أيوب طارش كان مثالاً للتحدي وفرح الملاقات والمطاردة البوليسية كانت أشبه بطيور بيضاء تعلق فوق مباني التمثيل وفوق هامات هذا الجندي الشاعر الحميري. بمعجزة هذا الولوع الصوفي بتمظهراته الفلسفية هذا الحب الكبير وقدر له أن رسم على ملامح الوطن بالعثمد والدم المكتسي وقدرة على الاشتياق والبياض الحميدي الذي كان أن فرك موقفه الجهوري أن لاشعب إلا بالوحدة ولا وحدة إلا بشعب فترادفت كلمة شعب بوطن نعماني هو المحب وهو الذي يشعل فينا الحنين وكسر الحواجز النفسية كالذي عند بدر شاكر السياب تطابقت المسألة نفسها في تدارك الفن نفسه لاهتماماته بقضايا كبرى يخزن الرعود والبروق وإيقاع الصورة الذي تتداركها عليا النفس السوية مشبوبة بالانبهار العظيم يحدث هذا وذاك في الواقع عند الكفاءات الشجن البربري الرمادي. هذه الانتباذات التي فتحت محراب الإسرار والكفاءات للثورة وتهجأتها من الدوني حتى الأعلى وهم على إيقاعه عبدالله عبدالوهاب نعمان تعلك ألسنتهم بثقافة المحب للوطن بل يتراءى لي أن قصيدة في عالمها الداخلي نوتة التفقه وكان ماكان أن أدرنا ساقية الحب والصوت والعشق والصورة هم مكملات الثورة والوحدة منذ أبدية الشاعر الفضول ليلا بوه أي الطريق ياصاحبي بنتدى وأي سنبكة في ليل الفضول قبل أن تكتنفنا قباقب العربة الطايرة بإيطارتها الحديدية نعم إن من يسمو فوق تلك الأزمات يكون الفلاح نمو الجاهز والسامي ليحتقن المبتذل والتافه ورأيت فيك الصبابة السرمدية ياموطن الشهداء وقد أصخنا لمفردات الفضول، إنما هي وقوفاً تبسقنا الأشجان وشموخ الرواسي والأبنية العالية وذمار علي والملك الأشرف فتدندن الكلمات لثورة خطها فوق العوالي وامتداد الرمل الأحمر، أن الصمت عند مؤذن الوطن يجلو هذه الإشادات الهرمونية وسمفونية الحادي الذي ترومه الكفور ما استوت بيتاً من بيوت الشعر إلا بحنين المفارق لكنها تعويذة القوة الجافة في نفوس العشق الشعبي وما من أغنية عاطفية إلا نذوراً لحب الوطن وما من لسان رجال ونساء إلا تخرج من الشدق الجحيمي المترامي بوحدات الحادي الخيالي الساحر العذب النائي. إذن هو العالم الأكبر لشخوص الداخل المخزون بمحتواه الأرومية مع الكامن بمستودع اللاشعور عند أعماق الأغوار في بيت هي عالم الداخل.. عشتُ إيماني وحبي سرمديا ومسيري فوق دربي عربيا هؤلاء الواقفون عند سحر الأغنية يودون أن يشعلوا كل هذه الميزات الثورية عند الفضول هي ليل يعسعس وصبح يتنفس كل بيت من أبيات الشاعر هو جوع وعطش كبير نفتح فضاءاتنا تتداخل كل كلمة ونهرب إلى أهاتنا ونعشق ونبوح وهكذا يقول مردداً الفقيه ابن حزم أن المحاكة دون محاكة أرسطو طاليس أن الفعل ينبي على ثلاثة أفعال.. منها المنشد أولاً والمطبل ثانياً والمقبل ثالثاً إذن هي كل قصائد الفقيد العظيم مرددات محاكية ويبقى المنشد بين يدي الفنان أيوب طارش فما رحم الفنان الشاعر. إذ كشف أسراره بالبوح وتلقاه المقبل لهاذي رأينا ذلك بهيمان حتى لو طلعت السحاب فذاع سره قليلاً قليلاً قبل أن تسحر هذه الكلمات المشرق والمغرب وتؤدي كأسرار طقوس فاضت يوم إشراق الفضول على بلاده التي فيها ثلاثة إن أدت وروت وتشاهقت من طرق معفرة بالضيم كان لها إلاباس نحو طريقي الصواب وأن حاديها تلكأتها الناس هذا هو محراب وكل المحاريب عليها نشيج المواسم الزراعي الفضول من أرثية بنيوية النعمانية في أسرار أهاتنا لصبح الثورة إنها للشعب وحده.ويوم حققت وحدته فتسامقت الصورة وأعطى الشعب كل أسراره وتوارى على الأنظار فسكن في حبنا وآهاتنا ذلك العالم الداخل للقصيدة فوزعت مرددات الصدى أكوي صوت العظيم اليماني ليسكن في أكلنا وكسائنا وأعيادنا وفرح المحبين والوحدة اليمنية والديمقراطية.