الإذاعة المدرسية تعتبر ملمحاً من ملامح الحياة المدرسية في كل مدارس العالم.. فقد برزت كلون هام من ألوان النشاط المدرسي.. واستطاعت خلال السنوات الماضية أن تحجز لنفسها مكاناً هاماً ومتميزاً داخل الحياة المدرسية.. التي تعني بتوفير مجموعة الأنشطة الحديثة.. والخبرات المتميزة لتلاميذها كي تحقق لهم أفضل نمو واسمى تربية.. لذا فهي تعتبر وسيلة إعلامية وتربوية هامة تلعب دورها في توثيق الاتصال التربوي ..، حيث تقدم العون في ذلك لكل من المعلم والتلميذ والمدرسة والمجتمع.اسوق هذه المقدمة وأنا بصدد الحديث عن الدور الذي تمارسه الإذاعة الداخلية في المجتمع المدرسي والتي تمثل لتلميذ المدرسة 6 18 سنة ، تلك القناة الهامة التي تعطيه الفهم الصحيح لما يحيط به من ظواهر واحداث إلى جانب التعبير عن الآراء والمواقف والاتجاهات المستهدفة للمجتمع المدرسي.. فتعرض مشاكله وتبرز صورته وتعالج قضاياه.. وتفيد العملية التربوية لأنها يمكن أن تكون أكثر ارتباطاً بواقعه وأكثر اقتراباً لعالمه فيها يتمتع التلميذ بحق اتخاذ القرار واختيار دوره كقائم بالاتصال ، كما يعتبر جمهورها المستهدف في آن واحد .. لذا فهي حلقة اتصال قوية وعلاقة سليمة ومتزنة إذا احسن استخدامها داخل المجتمع المدرسي بمختلف مكوناته وجماعاته من جهة ، وعلاقته بالمجتمع المحلي والوطن الأم من ناحية أخرى.. لتؤكد الارتباط والتكامل بينهما بهدف ربط الجزء بالكل. كي تحقق الإذاعة المدرسية أهدافها الموضوعية لابد أولاً أن تكون منتظمة ذات دورية ثابته ، ومواعيد محددة واشراف قوي جاد يحقق أهدافها الموضوعة.. كذلك يجب أن تتنوع البرامج التي تقدمها والتي تعتمد على الكلمة المسموعة والمؤثر الصوتي والموسيقي.. فالصوت البشري يثير صوراً ذهنية متنوعة أما المؤثرات الصوتية والموسيقية فتشير انفعالاته ، وتخاطب وجدانه .. والاستماع إليها يثير في النفس أسمى العواطف الإنسانية ويطلق عنان الخيال والاحلام.. ويرقى بدروب الأمل. واللغة المسموعة تتفوق في حياة الأطفال عن اللغة المكتوبة بحكم قدمها أو تبدو أكثر أهمية واوثق صلة بفكرة وتعتمد على الكلمات والنبرات والنغمات لتوصيل أفكاره ومشاعره وأحاسيسه كما يحدث لتنوع النظام الصوتي أثره العميق في التلاميذ.. حيث نجد شدة الصوت أو رخاوته أو نعومته أو الهمس أو الجهر أو التعميم أو الترقيق يجذب انتباه التلاميذ وبشير اهتماماتهم.. هذا بالإضافة إلى القدرة على التعبير وحسن الأداء.. والصوت الجميل يزيد من تأثيرها.. كما أن الكلمات المذاعة تكون أكثر فاعلية وخاصة عندما يمكن دعمها وتقويتها باستخدام المؤثرات الصوتية. وأهمية الإذاعة المدرسية تبدو كذلك في التطابق الصوتي لمعاني الأحداث الجارية.. كإيقاع الخطوات ووصد الأبواب وصوت الآلات واصوات الرياح والرعد.. الخ أو الموسيقى التي تتميز بالحركة وتتألف من اللحن والايقاع والطابع الصوتي ولها جميعاً وظائفها التي تجعل التلاميذ يكيفون مضمونها بما يتفق وتوقعاتهم الخاصة ، كما تلعب دورها الهام في تفسير وإدراك مضمونها بحيث يناسب دوافعهم اللاشعورية وتوقعاتهم ورغباتهم ، كما تسهم في تنشيط خيالهم إلى أقصى حد ، ومن ثم تيح لتلاميذ المدارس أن يتخيلوا ويتذكروا ويفكروا من خلالها وهي القريبة منهم والتي لاتحتاج إلى مجهود لسماعها . والإذاعة المدرسية هي إحدى قنوات الاتصال المباشر الذي يعتمد على تجمعات أعداد كبيرة منظمة من التلاميذ.. ويتوافى لها في غالبية المدارس ميزة حدوث الاتصال في اتجاهين من القائ بالاتصال المتمثل في أعضاء جماعة الإذاعة المدرسية أو المشرف عليها.. وإلى جمهور التلاميذ المستقبلين لبرامجها وفقراتها .. وحدوث رد فعل مباشر وسريع في هذا الموقف الاتصالي ، هذا بالإضافة إلى سيطرة القائم بالاتصال على العمليات الانتقائية لدى جمهور الشباب من تلاميذ المدارس ، سواء مايتصل بالتعرض أو الإدراك أو التذكر .. ويتيح فهم رسالة الإذاعة المدرسية منها كاملاً وتجنب كافة عوائق الاتصال. ومما لاشك فيه أن الإذاعة المدرسية أحد أهم الأنشطة في المدرسة الحديثة ، والتي يوليها التربوييون اهتماماً بالغاً فمن خلالها تتكون وتتشكل شخصيات القادة واصحاب الرأي ، ويستطيع التلميذ التعبير عن نفسه وإظهار مواهبه ، وتسهم في التكوين المعرفي والاجتماعي للتلاميذ بصورة تفوق الدروس التقليدية. وهي من خلال هذا المكان البارز والمتميز داخل الحياة المدرسية كان ولازال الاهتمام بها وتطوير تقنياتها وبرامجها حتى تصبح جذابة للتلاميذ وتدفعهم إلى المشاركة والقيام بدورهم لاثرائها من خلال احترام الفرد وآرائه والإيمان بقدرته على التفكير والابتكار الإبداعي.