تعرض الإنسان منذ الخليقة إلى العديد من المركبات الكيميائية والفيزيائية المتواجدة في البيئة بشكل طبيعي والتي اطلق عليها بالتردد التلقائي ونتيجة للتقدم العلمي في كافة مجالات الحياة المختلفة «في المجال الصناعي وإنشاء المصانع وزيادة نشاط الإنسان في اكتشاف العديد من المركبات الكيميائية واستخدامها في أغراض متعددة في صناعة الأسلحة الكيميائية المستخدمة في الحروب وصناعة المبيدات» علاوة على ذلك استخدام المركبات الكيميائية بوصفها عقارات لعلاج بعض الأمراض فضلاً عن استخدام عدد من المركبات الكيميائية في بعض الصناعات الغذائية، وحفظ الغذاء نتيجة هذا النشاط المتزايد زاد من تلوث البيئة الأمر الذي جعل الإنسان عرضة للكثير من هذه المركبات ونتيجة لقدرة هذه المركبات على التداخل مع الوظائف الحيوية للكائن الحي في أثناء التعرض المباشر أو غير المباشر حتى وإن كانت بتراكيز منخفضة لأن مثل هذه المركبات لها قدرة على التراكم داخل أنسجة الكائن الحي ومن ثم تحويلها إلى مشتقات محبة للالكترونات تتفاعل مع نواة الخلية ذات المواقع الفنية بالالكترونات وهذه المواقع هي ال( دي . إن . إي ) DNA)) وال( آر .إن . إي )RNA) ) مركبات كيميائية ترتبط بشكل قوي ارتباط قوي تلف ل( دي . إن . إي ) انقسام الخلية يثبت التلف في المستودع الجيني الطفرة حدوث السرطان. كما تؤدي الاستخدامات غير المقننة لمثل هذه المركبات إلى زيادة التلوث البيئي وهذا يمثل تحدياً مستمراً بالغ الخطورة في البيئة الحياتية وهذا مايثير قلق الباحثين وخشيتهم على مصير الحياة، ومايبرر هذه المخاوف هو الزيادة غير الطبيعية في انتشار السرطان بمعدلات تفوق ماكانت عليه في السنوات الماضية على مستوى العالم وبصورة وبائية ملفتة للنظر ممادفع بالعديد من الباحثين إلى إجراء البحوث بصورة فردية بغية التعرف على العوامل المطفرة، فضلاً عن ذلك تحديد العوامل المضادة للتطفير والتي بإمكانها وقاية الإنسان من التسرطن، علاوة على ذلك فقد تم الاتفاق على عقد مؤتمرات دولية متخصصة تعقد دورية كل ثلاث سنوات، وأول مؤتمر عملي بهذا الشأن عقد عام 1985م المؤتمر الثاني عام 1988م في اليابان أما المؤتمر الثالث فقد تم في ايطاليا والتي كانت محاوره تتعلق بمضادات التطفير التسرطن وقد أدت تلك إلى تشخيص حوالي «500» مركب كيميائي تعود في الأصل إلى حوالي 25 كيميائياً ذات فعالية عالية في تثبيط عمل المطفرات والمسرطنات على سبيل المثال «حبة البركة والثوم والسيلينوم والحليب وفيتامين E وC والبيتاكاروتين والفانيلين والكلوروفيلين» فضلاً عن ذلك أكدت وثائق المؤتمر ضرورة التركيز على التربية الصحية في اجتناب معظم انماط الحياة والتي تؤدي إلى التعرض للأذى البيئي واكتشاف الاختبارات قصيرة الأمد التي تستخدم في تشخيص تلك المركبات خلال فترة زمنية قصيرة تتراوح بين 24 ساعة كحد ادنى و 15 يوماً كحد أعلى كبديل للاختبارات طويلة الأمد التي تستغرق أكثر من عشرين عاماً. و تجدر الإشارة إلى أن الكثير من مضادات الطفرات المعروفة تعمل في ضمن آليات متعددة في حين يعمل البعض الآخر من دون تخصص فهناك مضادات عامة للطفرات تعمل بوصفها مثبطات لأكثر من نوع وبعضها الآخر يصعب تخمين الآلية التي تعمل بها فضلاً عن أن بعضها يمتلك القدرة على إحداث الطفرات أو تكوين السرطانات من خلال المشاركة مع عوامل أخرى وفي هذا الصدد تم تقسيم مضادات التطفير والتسرطن اعتماداً على آلية اعتراضها لعمل المطفرات إلى صنفين: الأول تسمى المثبطات المباشرة desmutagens وهي مثبطات تعمل خارج الخلية من خلال عملها كعوامل عالقة تحيط بالخلية والمواقع الحساسة كما يمكن أن تعمل كعوامل مضادة للأكسدة بحيث تعمل على كسح المركبات الناتجة من عملية التنشيط التأيضي ذات القدرة العالية على التطفير ويكون هذا الصنف فعالاً عند استخدامه قبل التعرض للطفرات فقط. أما الصنف الثاني يسمى المثبطات الحيوية Pioantimutageng وهي مثبطات تعمل داخل الخلية من خلال عملها كعوامل كابحة للتأثير أو من خلال عملها ضمن عملية تضاعف المادة الوراثية من خلال تثبيط التضاعف القابل للخطأ وفي نفس الوقت تزيد من كفاءة ودقة عملية التضاعف أو من خلال عملها كعوامل اصلاح الضرر في المادة الوراثية ومن خلال زيادة فعالية اصلاح الضرر ويكون هذا الصنف فعالاً عند استخدامه قبل وبعد التعرض للمواد المطفرة.