آخر النكات التي أسمعها كل يوم.. هي تلك التي يختتم بها مذيعو النشرة جملة من اخبار الموت والدمار، ثم يبتسمون ببلاهة وهم يقولون : ختاماً.. طيب الله أوقاتكم ! وتصبحون على خير؟ بالله عليكم هذا مش حريق دم خالص. أعتقد صواباً أن تلفزيون الشرق الأوسط سيفقد ذاكرته لو أن نشرة اخبارية جاءت يوماً بلا كارثة ابطالها في الغالب عرب. توقعت يوماً ان التحق بتلفاز صنعاء، حملت أوراقي وشهادة تخرجي من قسم الإذاعة والتلفزيون - والأتاري ! كما احب ان اسميها وهرولت صوب اختبار القبول. رئىس اللجنة بلهجته القروية الخالصة اختبرني في النحو ؟! نائب رئيس اللجنة، من يوم ما اخترعوا حاجة اسمها تلفزيون وهو نائب مدير لكل شيء، اختبرني في الأحياء على مااتذكر ! ربما كان محقاً في اسئلته تلك، على اعتبار ان الداخل إلى هنا ينبغي له ان يكون ميتاً من الداخل، هو خبير جداً في اكتشاف الأحياء، وزحلقتهم، بارك الله فيه. ولماكنت تقدمت ببرنامج تلفيوني قبل هرولتي لامتحان القبول بسنتين، كانوا حمران العيون في الفضائية - ولم أزل طالباً بعد - قد لطشوه مني، حلقة حلقة، بارك الله فيهم. المادة التي قدمتها كحلقات كانت ركيكة، لاسيناريو ولا أم الجن، لكن - فقط - كان يكفي ان يجد الفتى يداً تأخذ به، تلك اخلاق الكبار. الذي حدث أيامها -في 97 ان أيادي كثيرة هناك، وفي اماكن عدة غيرها، تصادف المرء ل«تدهف اهالي أهله» من الباب ! غووووووووووووو، جا يزاحمنا؟! الأفكار عموماً لها أجنحة.. الإبداع برضه له اجنحة. وحده القبح دائماً يمشي على قدمين وعكاز.