كثرت وتنوعت المشروبات الغازية في الأسواق وأقبل الكثير منا صغاراً وكباراً على تناول هذه المشروبات بشراهة. فالمشروبات الغازية تعتبر أكبر تسمم غذائي يصيب البشر في هذا الزمان حيث اثبتت الدراسات الحديثة أن تناول المشروبات الغازية بكثرة يمكن أن يزيد من خطر كسور عظام المراهقين في العقد الثاني من العمر «إذ إن نحو 40 60% من عملية بناء العظام تحدث خلال سنوات المراهقة» وقد يرجع السبب إلى أن الاحماض الفسفورية في بعض المشروبات الغازية مسئولة عن ذلك والتي تؤثر على تأيض الكاليسوم في الجسم، ونقلل من الكتلة العظيمة، كما تحتوي بعض المشروبات على مايعادل 50ملجم من الكافيين، فإذا عرفنا أن بعض الأطفال يشرب أكثر من علبة في اليوم، فإن ذلك يشكل خطراً على صحته من تأثير الكافيين بسبب الجرعة اليومية الزائدة، وإن زيادة تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين تؤدي إلى آثار جانبية على المعدة والعينين والأعصاب والكلى، وتجعل الأطفال عصبيي المزاج ومتهيجين، كما تسبب قلة النوم. فلماذا لانجرب المشروبات الطبيعية وما أكثرها فهي لذيذة الطعم ومنعشة للجسم ومطفئة للظمأ مما يجعلها محببة للكبار والصغار ولها صفات طبية وتأثيرات علاجية كبيرة علاوة على قيمتها الغذائية المرتفعة.. وفي هذا المقال نلقي الضوء على بعض هذه المشروبات الطبيعية، وفوائدها الطبية. 1 عرق السوس: ثبت أن عرق السوس يحتوي على سكر الجلوكوز والسكروز ونشأ واسبارجين وأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والفوسفات. وفي مفاجأة علمية جديدة، اكتشف باحثون في كلية الطب بجامعة نيويورك الأمريكية مركباً طبيعياً في مشروب عرق السوس، اثبت فعاليته في تدمير فيروسات الهيربس التي تظل كامنة في الجسم البشري حتى تضعف مناعته، بفضل المركب الطبيعي الموجود في عرق السوس الذي يعرف بحمض «جلا سيرايزيك» ويقتل الخلايا التي يعيش فيها الفيروس من دون أن يسبب أية تأثيرات سمية على سوس هو احتوائه على مادة الكورتيزون الفعالة في علاج الامراض الروماتيزمية. ولكن يجب التعامل مع العرق سوس بحذر إذا كنت من المصابين بارتفاع في ضغط الدم لأن العرق سوس بمكوناته يساعد على زيادة ضغط الدم، ولذلك فإن القليل منه يكفي في هذه الحالة. وطريقة تحضير العرق سوس أصبحت سهلة للغاية فبعد أن كان يستلزم نقع المستحضر في إناء زجاجي ليلة كاملة، ثم تصفيته عن طريق قماشة نظيفة متباعدة النسيج «قطعة شاش» أصبح الآن يباع على شكل بودرة سريعة التحضير، يكفي إضافة الماء لها وتوضع في إناء زجاجي نظيف في الثلاجة إلى حين تقديمه لأفراد الأسرة خاصة في فصل الصيف. 2 العناب: يحتوي على نسبة من المواد السكرية ومواد ملونة بالإضافة إلى مواد عطرية. وهو مفيد جداً لأمراض الحلق، ومسكن ومهدي؟ وطارد للبلغم ومكافح للسعال وعصارته تلطف حموضه الدم ومنقوعه مفيد للنزلات الصدرية، وينفع في علاج الربو ووجع المثانة والكليتين. 3 الخروب: تحتوي الثمار على مواد كربوهيدراتية وإنزيمات وبعض السكريات وبروتينات وسليولوز وهو مفيد في علاج الدوسنتاريا والاسهال «وخصوصاً عند الأطفال» مفيد للمعدة ولأوجاع الأسنان والتهابات اللثة والفم ومفيد أيضاً في علاج حالات البول السكري ويفيد منقوعه في الماء الدافئ كمعادل للحموضة أو القلوية الموجودة في الأمعاء، كما أنه يمتص بعض السموم والإفرازات الضارة الموجودة بالأمعاء ويهدئ من الحركة الزائدة لعضلات الأمعاء. 4 التمر الهندي «الحمر»: يحتوي على أحماض عضوية مثل الطرطريك والليمونيك والماليك وبعض المواد القلوية كما يحتوي على مواد سكرية تصل إلى 40%. فهو ملين ومرطب ومزيل للحموضة الزائدة في الجسم، والفضلات التي تتراكم من ترك المشي والرياضة، كما يفيد في حالات الزكام واليرقان. الأنسجة، كما يستعمل شراب عرق السوس كدواء فعال في علاج عسر الهضم وفي حالة قرحة المعدة ولعلاج الإسهال وعلاج التهاب البنكرياس المزمن، وفي علاج التهاب الغشاء البلوري للرئة وعلاج تقرحات الفم، ويستعمل كذلك لعلاج أمراض الروماتيزم ومرض أديسون «أحد أمراض فقر الدم» وأمراض الحساسية الجلدية والتهابات المفاصل وهو في ذلك أفضل من الكورتيزون الذي يؤدي استخدامه في علاج هذه الأمراض إلى ظهور أعراض جانبيه غير مرغوبة. فقد نجح العرق سوس دائماً في أن يفرض نفسه على الاحياء الشعبية والاحياء الراقية على حد سواء في بعض الدول، خاصة مع توافره الآن في صورة «بودرة» سريعة التحضير. والعرق سوس مشروب مصري في الأصل، عرف أول مرة في مصر والشام في وقت واحد حسب الدراسات، وبعد ذلك انتقل إلى تركيا وبلاد المغرب العربي، واشتهر في هذه البلاد بقدرته على اطفاء العطش، وتنظيم ضربات القلب، وتطهير القناة الهضمية ومعالجة حالات الأمساك. بيد أن المثير هو أن الفراعنة استعملوه في علاج حالات البرد والزكام، وأيضاً في حالات السعال واذابة البلغم، وهو ما أكدته بعض الأبحاث الحديثة، التي أكدت أيضاً فوائده في علاج أمراض الصدر والربو هذا بالإضافة طبعاً إلى إزالته الاحساس بالامتلاء والشبع. 5 الكركديه: تحتوي السبلات على جلوكوسيدات بالإضافة إلى مواد ملونة وأملاح الكالسيوم وفيتامين «ج»، ومن فوائده أنه يخفض ضغط الدم المرتفع ويقوي ضربات القلب وعلاج الحميات وعدوى الميكروبات وأوبئة الكوليرى، ومرطب ومنشط للهضم. 6 الليمون: يعتبر الليمون من أغنى الثمار بفيتامين «ج» وفيتامين «ب» ومادة النياسين والريبو فلافين بالإضافة إلى مواد كربوهيدراتيه وأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد. له فوائد كثيرة فهو يقوم بتنظيم عمليات الأكسدة والتمثيل الغذائي والنمو بالجسم نظراً لاحتوائه على الريبو فلافين، منشط للكبد والكلى وواقي من مرض الاسقربوط نظراً لاحتواء الثمار على فيتامين «ج». تعمل مادة السترين على تقوية جدار الأوعية الدموية، يستخدم عصيره في علاج الطفح الذي يظهر في تجويف الفم والتهاب اللسان وذلك بمس المكان المصاب، يقي من مرض البلاجرا نظراً لاحتوائه على مادة النياسين، غرغرة عصيره يفيد في علاج التهاب الحنجرة والتهاب اللوزتين بعد تخفيفه بالماء وإضافة كلورات البوتاسيوم بنسبة 2%. تناول العصير مع الماء الفاتر صباحاً على الريق يفيد في طرد السموم من المعدة والكبد وحماية خلايا الجسم وكمضاد للقي، إضافة محلول ملحي يحتوي 1% من عصير الليمون إلى مياه الشرب يقي من مرض الكوليرى، لعصير الليمون أثر فعال في علاج النقرص «داء الملوك» حتى يذيب الأملاح المترسبة في المفاصل، كما يفيد في علاج الروماتيزم والصداع وضربة الشمس، وذلك بعمل كمادات على الجبهة. والليمون عموماً ينشط العضلات ويساعد على مقاومة التعب والبرد.. وتناول عصيره يمنع الشعور بالضمأ ويقاوم تأثير الحرارة المرتفعة، ويوصف الليمون لكل الأعمار بشرط أن يخفف بالماء حيث أن العصير المركز يؤدي إلى حروق بالمعدة والإضرار بمينا الأسنان. كلية العلوم جامعة تعز