نصف عام جامعي مر.. نصف عام من العمر فات!! عجلة الزمن تبدو على عجلة من أمرها..ونحن على أقل من ذلك..نقف حيث لا يقف أحد..ونتراجع على عجلة منا لنقف في أماكن غدت شاغرة.. في طريقنا الى اللاشيء نفقد أشياء كثيرة..نفقد الكثير من الوقت..الكثير من الجهد..والكثير من الأحرف/الكلمات/الجمل المفيدة وغير المفيدة.. الوقت يبدو غير آبه بنا..ونحن غير آبهين به أيضاً..ثمة علاقة طردية عجيبة تربطنا والوقت..كم نحن .......... يا الله! هل يجب أن نفقد الكثير مقابل أن نحصل على اللاشيء؟..على اللاحياة..واللاموت!!.. نصف عام جامعي مر... لم نحصل خلاله سوى على جرعات من التلقين المستمر..جرعات من التعبئة من طرف واحد..خلال نصف عام كنا فيه متقبلين سلبيين..وفي الخاتمة سنأتي على ورق امتحان تطالبنا بتفريغ حمولة النصف العام كما قالها الأستاذ دون زيادة أو نقصان.. أتساءل ورتل شباب يتساءل أيضاً هل ثمة فرق بين المدرسة الابتدائية والجامعة..هل ثمة فارق بين الأستاذ الذي كان يحمل عصاً غليظة في يده والدكتور المتأبط دفتر الحضور والغياب..يحصي من جاء ومن لم يأتى..الطالب الجامعي ليس طفلاً ليتم محاسبته على حضوره أو غيابه!!.من هذا المنطلق يجب أن يكون التعامل ليس بندية وإنما بنوع من التفهم لسن الطالب الذي قد يحمل الكثير من التعارض في الأفكار مع أستاذه. تسلط الأستاذ الجامعي يفوق أعتى الدكتاتوريات في العالم..وهذا بالمقابل ينتج جيلاً خاضعاً..وتابعاً لا أكثر...كونه نتاج دكتاتورية ممتدة منذ الطفولة في إطار الأسرة ومن ثم المدرسة والمجتمع وصولاً الى الجامعة.. دور الجامعة لا أدري أين يكمن..أو ما هو دورها بالضبط؟ حيث ما أراه هو تلاشٍ فعلي لدورها التثقيفي التنويري..دورها في إخراج جيل قادر على التحكم بنفسه..والسيطرة على ذاته كلياً..ومن ثم لعب دورالقائد في إطاره المجتمعي ..يا الله كم نبدو......!! الوقت مازال في صالحنا..ومازلنا بحاجة للوقت..كوقت نفرغ فيه حمولتنا من الإرهاق..نستريح على جنباته..نقف دقية حداد على مافاتنا من وقت!..نتأمل في تقاطيع وجوهنا..نضحك وبالمناسبة الضحك قيل بأنه يقوي عضلات الصدر كما قرأت مؤخراً..كيما نضحك فقط!!..وباعتبار البكاء يطول العمر..العلاقة تبدو تكاملية بين التضاد..ثمة أسرار كثيرة لم ندرك كنهها بعد الوقت وحده كفيل بكشفها. ما يهمني هنا هو هل نحن مستعدون لإنهاء فصل جامعي أو نصف عام جامعي ليس كما نحب نحن..ولكن كما يحب دكاترتنا الأعزاء!..في هذه الحالة يبدو أننا ليس كذلك.. لا يحتاج الطالب الجامعي سوى مطالبته بأن يتيح له الآخر تشغيل عقله..التحليق به في أجواء من التفكير..والتحديق..في فضاءات من التأمل..عندها سيدرك قيمته الحقيقية كطالب جامعي وليس تلميذاً..كمشارك فاعل في العملية التعليمية وطرف من معادلة لن يكتب لها النجاح بعدمية طرف من الأطراف. نصف عام جامعي مر.. والنصف الآخر في طريقه للمرور من بين أيدينا أو من خلفنا..أمنيتنا أن نمسك بتلابيبه..ونتشبث به. دمتم شباباً [email protected]