حذر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عبدالقادر باجمال من خطورة الارتدادات الفكرية والثقافية، التي وصفها بأنها أنشطة في منتهى الرجعية، وفكر في منتهى السلبية، ونفسيات في منتهى العدمية، وقال: إننا نواجه اليوم نفسيات احتشد فيها الحقد والحسد إلى درجة تدميرية، بل إنها وصلت إلى تدمير الذات، مؤكداً أن الوطن بكل معانيه العظيمة غير داخل في حسابات هذه العقليات..كما حذر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام من خطورة الثقافات الفرعية التي تنمو مثلما تنمو الطفيليات ، مشيراً إلى أن هناك عقليات ونفسيات مريضة تروج لهذه الثقافات بعدوانيتها وبشكلها المظلم الذي لايرى في الحياة شيئاً ..وقال عبدالقادر باجمال: بحسب مانقله موقع «المؤتمر نت» إن أخطر شيء على اليمن هو الفساد السياسي والفساد الثقافي والفساد الناتج عن الثقافات الفرعية بكل ما تشمله هذه الثقافات من ترويج لثقافة المناطقية والمذهبية والعشائرية والقبلية والطائفية..معتبراً أن أفسد الفاسدين في هذا البلد هم أصحاب هذه الظلامية النفسية والظلامية الفكرية الذين يروجون لهذا الفكر العدمي في بلد يسعى لتعزيز وترسيخ وحدته الوطنية. وأضاف باجمال : إن من يروجون لهذه الثقافات لايدركون بأن خطرها بأنها تصغر وتصغر حتى يجد الإنسان نفسه محاصراً في إطار أسرته، ولايدركون أن خطورتها أنها تنبه الناس إلى خصوصياتهم التي تصل إلى درجة أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش مع أخيه ، وبشكل يجعل منها ثقافة تدميرية وعدمية . وقال باجمال: إن جزءاً كبيراً من كشف عناصر الفساد يكمن في أساس المجتمع اليمني القائم على أساس التكافل الاجتماعي ،لأن عدم التكافل هو عنصر من عناصر الفساد . ودعا الأمين العام للمؤتمر إلى مواجهة هذا الفكر التدميري العبثي بفكر يقوم على الجدل المستنير والفكر الوسطي.. وشدد باجمال على ضرورة أن تشهد هذه الدورة جدلاً ونقاشات بين القيادات السياسية والفكرية والثقافية من ناحية، وبين القيادات الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام من ناحية أخرى . وقال : لأنه إذا لم يحصل جدل واسع بين القيادات السياسية والثقافية والإعلامية للمؤتمر فإننا في هذه الحالة نضع طريقاً مغلقاً في سبيل تلاقي عنصري المعرفة، ولا يمكن على الإطلاق أن تقدم المعرفة في شكل مهما بلغ نضجها ومهما استجاب صوابها ومهما حسن تقديمها. وأضاف الأمين العام للمؤتمر في كلمة له أمام عدد من الصحفيين بمعهد الميثاق : اليوم نواجه تحديات ضخمة، ولابد أن نتعامل معها بطريقة مختلفة عن المنطق السابق، لأننا إذا تعاملنا معها بنفس ذلك المنطق فإننا لن نصل إلى قرار. وأكد باجمال أنه ليس هناك خيار أصعب من قرار المؤتمر بأن يكون قائداً للمجتمع والدولة، هذا هو أصعب الخيارات، وأعظم التحديات التي تقف أمامنا، وهذا ما ينبغي أن يدركه كل من يعمل في محيط هذه المسؤولية . وحث باجمال القيادات الإعلامية للمؤتمر وصحافة المؤتمر على توخي المصداقية والالتزام بمفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وقال: إن صحافة المؤتمر ينبغي أن تكون صحافة ملتزمة بقضايا وطنية، وأن تتوخى المصداقية في تعاطيها مع مختلف القضايا الوطنية وفقاً لمنهجية عمل إعلامية وسياسية قائمة على جدلية الفكر المستنير في مواجهة الفكر المتطرف والعدمي والعبثي.