بما أن الأسرة تعد المدرسة الأولى والأهم في التربية والتنشئة ولها دور هام جداً ينبغي ألا نغفل عنه.. وكذلك تأتي بعدها المدرسة التعليمية لتقوم بدورها التكميلي وفي هكذا يصبح الارتباط وثيقاً جداً لا يمكن فصله في حين يمكن القول انها ضرورة ملحة ينبغي الالتفات إليها بشيء من الحرص وهي ايجاد أداة التكامل بين الأسرة والمدرسة لبناء جيل قادر على تحمل المسئولية تجاه مجتمعه ووطنه. في هذا الاستطلاع تطرقنا للوسائل الممكنة والسبل المقنعة في ايجاد التواصل الجاد والمستمر بين الأسرة والمدرسة بهدف الوصول إلى عملية تكاملية بين الطرفين.. التكامل بين الأسرة والمدرسة الأخت انتصار اليافعي - ادارة تعليم الفتاة : في الحقيقة اذا ما أردنا أن نصل إلى ايجاد التكامل بين الأسرة والمدرسة فلابد أولاً من وضع هذه الوسائل التي ستمكننا من استحضار هذا الموضوع وهذه الوسائل هي أولاً: البحث عن تشكيل مجلس آباء وأمهات . ثانياً: مشاركة المجلس في جميع احتياجات ومتطلبات الطلاب. وثالثاً: وهو الأهم تفعيل دور المجلس ووضعه في موضع تحمل المسئولية كطرف مهم ولابد منه. التواصل مع أولياء الأمور من قبل ادارة المدرسة في جميع اشكاليات وهموم الحركة التعليمية في المدرسة بحيث يتم ابلاغهم عن كل ما يعتمل في الادارة المدرسية من تطورات أو تجديد او مقترحات تهم طلاب المدرسة.. أيضاً الاستمرار بالتواصل مع أولياء الأمور واطلاعهم على أداء الطلاب وأيضاً استدعاؤهم لعقد اجتماعات في المدرسة لوضع مقترحات أو آليات قد تفيد الطلاب ليكونوا على فهم بكل مايجرى من ترتيبات في المدرسة وإشعارهم بأهمية إشراكهم لدفع عملية التعليم في المدرسة إلى الأمام.. كذلك الاهتمام بمايطرحه المجلس على ادارة المدرسة من آراء ومقترحات ومناقشتهم بما يفضي إلى التكامل في الرأي من كلاً الطرفين. الاهتمام بالأبناء عبدالجبار غالب «موجه تربوي» قال: في الحقيقة هذه القضية لابد أن يحرص عليها الآباء أولاً حرصاً منهم على أبنائهم ولابد أن يكون ولي الأمر أكثر حرصاً على أبنائه وبالتالي يجب عليه أن يعطي لنفسه فرصة لزيارة المدرسة ومعرفة أحوال أبنائه أو بناته في المدرسة وكيف هو مستواهم ليكون على اتصال مع المدرسين وادارة المدرسة ينبغي على الآباء أن يفهموا ويدركوا أهمية تواصلهم مع المدرسة ومتابعتهم المستمرة التي ستعطي حافزاً قوياً وهمة عالية للطلاب وبالتالي فالآباء والأمهات هم المعول عليهم أولاً في هذا الجانب.. والآن لو قمنا بعمل استبيان لبعض المدارس وسألنا عن مستوى التواصل من قبل الآباء لوجدنا أن بعض الآباء لا يعلمون متى تبدأ السنة ومتى تنتهي والبعض من الآباء أو الأمهات لا يعرفون من أولادهم سوى أنهم يذهبون إلى المدرسة ويعودون وهناك من تجده مشغولاً تماماً ولا يهمه نجاح ابنه أو فشله وفي الحالة هذه الطرف الواحد المتمثل بالمدرسة لا يكفي إن لم يكن هناك اهتمام ومتابعة من أولياء الأمور وغالباً ما تجد نسبة الفشل والرسوب تكون أكبر من نسبة النجاح لأن الطالب حين يفقد المساندة والتشجيع والوقوف إلى جانبه يتولد لديه الملل وأيضاً الشعور بعدم أهمية العملية التعليمية.. وهنا ندعو الآباء والأمهات إلى أن يحرصوا علىتعليم أولادهم ويبذلوا ما في وسعهم للوقوف إلى جانبهم وغرس أهمية التعليم في نفوسهم وتقديم العون والمساندة بشتى الوسائل لأبنائهم وبناتهم. إن إشراك الأسرة في تحمل المسئولية عين الصواب بحيث ينبغي على الأسرة أن تتحمل الجزء أو الشق الثاني إن لم يكن الأول في إصلاح وغرس قيم العملية التربوية والتعليمية اذ أن الأسرة تعد المرجع الأول والأخير للطالب بحيث ان الطالب دائماً وأبداً ما يعود إلى أسرته لحل مشاكله وتزويده بكل ما يحتاجه وبالتالي يصبح وجود الأسرة إلى جانب الطالب مسألة ضرورية في غاية الأهمية ومحفزاً قوياً للدفع به إلى نيل التفوق والنجاح إلى جانب ان الحالة التعليمية التي يعيشها أبناؤنا وبناتنا في مدارسهم لا تسر ولا تبشر بخير.. ووجه المشكلة يكمن في غض الطرف من قبل الأهل وأولياء الأمور وأيضاً الفجوة الواسعة بين الطلاب وأولياء أمورهم فثمة من أولياء الأمور من يعتقدون ان مسئوليتهم تقتصر على دفع الرسوم المدرسية وتوفير القرطاسية فحسب ليصبح الطالب موكولاً بعد ذلك على المدرسة ولا علاقة له بأي شيء آخر.. وفي النهاية اذا ما فشل الطالب تُوجه أصابع الاتهام إلى المدرسة وحينها لا يسلم مدرسو المواد من اتهامهم بالتقصير والاهمال ولو بحثنا بدقة عن أسباب فشل الطالب لوجدنا أن جوهر المشكلة تقع في غياب دور الأسرة وقد ترك الأب الحبل على الغارب ولم يهتم يوماً واحداً في الجلوس مع ابنائه ومعرفة مستواهم وتحصيلهم، الدرجات الشهرية والمحصلات النهائية. التنسيق المشترك كوثر سرحان «مدرسة» تؤكد: هناك تجاهل من قبل الأسرة تجاه هذا الأمر وبالذات أولياء الأمور وتبقى هناك عوامل مساهمة في هذا الموضوع ومنها الأمية التي تشكل عائقاً لتحقيق ممارسة التكامل والتنسيق المشترك بين الأسرة والمدرسة، أيضاً هناك عامل مساهم في عزوف الآباء عن هذه القضية ينبغي الاشارة إليه وهو انشغال الآباء في تحقيق تلبية مستدامة للمعيشة خصوصاً هذه الأيام التي تشتعل فيها أسعار المواد الاستهلاكية هذا الجانب يشكل ضغطاً يتناسى من خلاله الآباء هموم أبنائهم التعليمية، أيضاً يشكل الاغتراب مسألة غياب الرقابة، فانشغال الآباء في أعمالهم بعيداً عن أسرهم وأبنائهم وغياب الرقابة والمتابعة عن الأبناء ويصبح كل واحد يتصرف على هواه وبالتالي يفقد الأبناء التشجيع والاهتمام الذي يمنحهم التفوق والنجاح.. ربماتكون كل تلك العوامل مبرراً لبعض الأسر لكن هذه الأمور أو العوامل لا jلغي الدور الذي يتوجب على باقي أفراد الأسرة القيام به, فغياب الأب وانشغاله لا يلغي دور الأم والاخوان أو الاستعانة بمقربين من الأهل والأصدقاء ليقوموا بدورولي الأمر. عبدالله سعيد مفلح أب لأربعة أبناء يقول: قد يستجيب الآباء لمثل هذا الموضوع وهناك الكثير من أولياء أمور استوعبوا مثل هذا الأمر ونحن نقوم ببعض الزيارات المتكررة وهناك تنسيق بيننا وبين المدرسة ولكن ما جدوى ذلك في ظل بروز العديد من النواقص التي لم تستطع توفيرها المدرسة للطلاب مثل نقص المدرسين والكتاب المدرسي وأشياء ضرورية كان يجب توفيرها قبل أن نتحدث عن التكامل بين الأسرة والمدرسة.