ثلاثي الحالمة تفرقوا في الترتيب شذر مذر.. والحراك الإداري والتقلبات الفنية المتهم الحقيقي مجذور الأهلي أجاد.. عزيز الصقر تعثر.. وعتيق الرشيد رحل .. ولايزال المشوار طويلاً.. والبطولة في الملعب - حتى الجولة التاسعة من دوري قدم الدرجة الأولى لاتزال أندية النخبة متقاربة النتائج، متفاوتة فقط في رصيدها من الأهداف، كما أنها متقلبة المستوى، طقسية الأداء.. ترتقي في جولة أو اثنتين وتتأرجح في مثلها مابين جيد ومقبول وضعيف. - ان الترتيب العام الذي تتربع على مراكزه الأربعة الأولى أهلي الحالمة وحسان ابين ويرموك الروضة وشعلة البريقة برصيد «15» نقطة ترتيب مخادع ولايشير بالضرورة والمنطق إلى قوة الرباعي وتخلف الآخرين في ذيل الجدول أو القابعين في الوسط الدافىء. - كماأن مؤشرات النقاط لاتعطي الأفضلية للسابقين ولا الضعف لأصحاب الكبوات في الأسابيع الأولى.. فالكبار من أندية النخبة تخلفوا في سلم الترتيب بفارق ضئيل يمكن أن تحسمه نتيجة مباراة في إحدى الجولات المتبقية من رحلة ذهاب الدوري، ولايسحب عنها القابها وهيبتها لأنها تراجعت في الجولة الثامنة أو التاسعة.. فالبطولة هذه تحتاج إلى أهل النفس الطويل، وأرباب الإصرار والخبرة والصبر والثقة والتعلم من كل محطة من محطات الدوري. - فبإمكان مايو والرشيد اللذين يقبعان في مؤخرة الجدول برصيد «5» نقاط و«10» نقاط بالمركزين الرابع عشر والثالث عشر إذا أحسنا دراستهما للثغرات واستفادا من التعثرات ان يتحررا من أغلال الذيل والعودة إلى مراكز الوسط نظراً للفارق البسيط النسبي الذي يصعد بفريق إلى المرتبة الأولى أو يهوي به إلى «العر».. - وأعتقد أن البطل غالباً مايحافظ على نسق أدائه ويعيد أجزاء صورته مرتبة وأجمل من ذي قبل بفضل حفاظه على مستواه الذي يرتقي به تدريجياً وصولاً إلى الهيمنة التامة على دوري النخبة، كما فعلها الامبراطور الصنعاني الموسم المنصرم.. حيث انطلق ابتداءً من آخر جولات الذهاب بقوة وثقة.. محدداً الهدف واتخذ الوسائل الصحيحة إلى أن بلغ القمة وعانق الدرع واحتفظ به إلى الأبد في ختام الدوري. - قد يؤثر الاستقرار الفني والإداري ايجاباً على عطاءات لاعبي الفرق التي تمر بحالة متعادلة ومتوازنة من النتائج وتمضي قدماً نحو تحقيق مراميها، وتنفيذ استراتيجية طموحة ومثالية بلا إفراط أو تفريط، لكن المشوار الطويل للبطولة يجعل الفرق الكبيرة تزداد قوة وتستعيد قدرتها على تخطي الأزمات، والقفز فوق المطبات وتجاوز محطات التذبذب إلا إذا تداعت عليها الظروف المالية، والاختلافات الإدارية، والضغوطات الجماهيرية السلبية فحينها لامناص من الانفجار الذي تتبعه كارثة كتلك التي أودت بأسود قلعة صيرة، الذين دفعوا الثمن غالياً فهبط التلال إلى الدرجة الثانية التي يناضل فيها بقيادة الكابتن أمين السنيني للعودة مبكراً إلى الأضواء التي لم تغب عنه، ولم يحتجب عنها. - وباستقراء مواقع الثلاثي الحالمي في الترتيب العام لدوري النخبة نجدهم تفرقوا على الجدول شذر مذر.. ويمكن الخروج ببعض المؤشرات وتسجيل العديد من الدلالات التي تدفعنا إلى النظر في الافق المستقبلي، وإبداء الملاحظات على عطاءات الأهلي والصقر والرشيد التي تكاد تكون متقاربة من حيث النقاط بفاصل ثلاث عن الأول والثاني، والثاني والثالث.. فالأهلي يحتل الصدارة ب«15» نقطة والصقر في المركز التاسع ب«12» نقطة والرشيد في المركز الثالث عشر ب«10» نقاط. - وإسهاماً في فهم العوامل التي قادت الثلاثي الحالمي إلى هذا التباين التراتبي، وعدم وجود رابط منطقي بين الإمكانات المادية والتخمة النجومية والترسانة من المحترفين ولاعبي الخبرة.. وبين المكانة التي تبوأها كل فريق.. فإننا نؤكد ابتداءً أن الوضع الطبيعي للأندية بشكل عام ليس متوافراً في أي منها. فالحراك الإداري، والتقلبات الفنية للمستويات والخطط والتشكيلات وعوامل ناتجة عن المباريات، سواءً التوقيفات والإصابات للاعبين المؤثرين، أم ضعف البدلاء، والاضطرابات النفسية للاعبين الذين تتخطفهم رصاص التقريع من الجماهير المتحمسة حداً يتجاوز المعقول، ومطالبتهم مع الجهاز الفني بالفوز في كل المباريات - كل ذلك أثر سلباً بنسبة أعلى من التأثير الإيجابي، فأطاح بالمدرب العراقي فيصل عزيز.. كما أن مغادرة المدرب عبدالله عتيق من رشيد تعز لتدريب منتخب البراعم قد أسهم في تراجع الرشيديين.. وفي جانب الأهلي يبدو أنه الأفضل استقراراً وهو ماينبغي على الجميع الوقوف إلى جوار المدرب عبدالعزيز مجذور الذي يقود الأهلاوية بواقعية مقبولة يستحق من الجماهير التكاتف وتشكيل ضغط على المنافسين وليس على الفريق الذي لعب مباراة تحت الغبار في المكلا وخسر بمساعدة الحكم. - إذاً.. لايزال لدى ثلاثي الحالمة التعويض وإعادة ترتيب صفوفهم وان كان تغيير المدرب الصقراوي قد يؤثر على أداء لاعبيه الذين لديهم امكانات فنية عالية يمكنهم بها العودة القوية ان هم تخلصوا من داء الاضطراب النفسي ورمموا الشرخ الذي أحدثته النتائج السابقة وأوقفوا مسلسل النزيف النقاطي خصوصاً على ملعب الشهداء بتعز.