يحرص المزارع اليمني فقط على الاستمرارية في زراعة أرضه.. ومزروعاته بالكثير من المبيدات المهددة لحياة مزروعاته. فأمام هذا المد من المبيدات الغازية للسوق اليمنية سواءً بالطرق المشروعة أو عن طريق التهريب، يقف المزارع تلفه الحيرة ما بين الاستخدام المكثف والمتزايد لمزروعاته من أجل الحفاظ عليها وزيادة محصوله، أو الاستخدام اللامطلق.. وهذا الأخير ما لا يحده!. يحتاج المزارع اليمني وهو الأمي الذي لا يقرأ للكثير من الوعي والكثير من الإرشاد في كيفية استخدام المبيدات.. الاستخدام الأمثل.. وترشيد استخدامها. منذ سنوات مرت والمزارع اليمني يبحث عن شتى طرق للإكثار من استخدام المبيدات بطرق مبتكرة ذات «المباركة اليمنية المسجلة».. يقول أحد تجار المبيدات: «بعض المزارعين وهم الأكثرية يبتكرون طرق لاستخدام المبيدات وهي في أغلبها تمثل عامل قتل وانهاء للمحاصيل الزراعية فالمزارع سعى لخلط الكثير من المبيدات وعمل خليط «متجانس» و«غير متجانس» ليرشه فيما بعد على شجرته دون معرفة بمدى الخطورة التي يمثلها هذا الخليط. نبيل محمد البعداني يقول: «بالنسبة للمزارعين هم لا يدركون الخطورة التي يسببها إكثارهم من المبيدات أو استخدامهم العشوائي لها.. ودور التوعية والإرشاد على الإدارة العامة للوقاية والتي من المفترض أن تقوم بدورها الحقيقي والمناط بها.. ويردف حديثه قائلاً: الإدارة العامة في حملات توعيتها لا تصل إلى الكثير من المناطق.. لذا كثير من المزارعين يعملون أو يسقطون من قائمة استفادتهم من توعية الإدارة العامة. نحن بدورنا توجهنا بالسؤال إلى المهندس عبدالقوي عبدالجليل مدير إدارة وقاية النبات حول حملات التوعية والإرشاد فأجاب: «بالنسبة للإدارة فهي تدرك دورها جيداً ومن هذا المنطلق قامت الإدارة بعمل دورات لمدربين ومرشدين زراعين للنزول الميداني إلى كل المناطق الزراعية والقيام بالتوعية المطلوبة للمزارعين.. اقتصار الحملات الزراعية على المناطق القريبة من صنعاء وما جاورها قال المهندس: بالنسبة للحملات التوعوية واقتصارها على بعض المناطق والسبب عدم وجود الموازنة الكافية لتشمل حملات التوعية على بعض المناطق. وأضاف مدير عام الوقاية: لقد أعدت الإدارة برنامجاً للنزول الميداني وسيشمل البرنامج المزراعين والتجار وأيضاً سيكون هناك حملات توعية لطلاب المدارس، وسنبدأ بتنفيذ البرنامج الشهر المقبل. يتبع المزارع اليمني بعضاً من الأساليب غير الصحيحة والسليمة للمكافحة الناجعة ويعد هذا نتاج جهله بالكثير من الأساليب السليمة التي يجب على الجهات المعنية توضيحها للمزارع القاطن في المناطق النائية والبعيدة عن مواقع الإرشاد والتوعية الزراعية. الكثير من الآفات الزراعية تهجم على المحاصيل الزراعية لتلحق الكثير من الضرر بها.. ويقف المزارع في أغلب الأحيان مكتوف الأيدي في مواجهة تلك الآفات مما يحدو به إلى تكثيف المبيدات بشكل عشوائي قد يسبب في كثير من الأحيان مضاعفة للآفة والعمل على إنتشارها بدلاً من حصرها ومنع انتشارها.