الرياض .. سبأ .. بدأ أمس المؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم العرب في الرياض بمشاركة الجمهورية اليمنية بوفد يرأسه الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم..ويناقش المؤتمر على مدى يومين قضايا تطوير العملية التربوية والتعليمية في الدول العربية وعدد من أوراق العمل المقدمة من قبل المشاركين تتناول الاهتمام بتربية الموهوبين والبحث عن الوسائل والأدوات التي تساعد اكتشافهم وإيجاد البيئات المناسبة لإظهار تلك المواهب..وقدمت اليمن ورقة عمل حول رؤية الجمهورية اليمنية في مجال رعاية الموهوبين والمبدعين.. كما تتناول ورقة العمل اليمنية المقدمة إلى المؤتمر تجربة الجمهورية اليمنية في رعاية التميز والإبداع وطموحاتها المستقبلية حول تطوير ودعم هذا الجانب، كما تتناول رؤية اليمن في مسألة وسائل التعاون العربي في مجال رعاية الموهوبين، والجوانب المرتبطة بالاستراتيجية العربية فيما يتعلق بتوحيد المفاهيم..وتناولت الورقة اليمنية المقدمة إلى المؤتمر تجربة اليمن في مجال توحيد التعليم منهجاً وإدارة باعتبار المدرسة هي المؤسسة التي يعمل المجتمع من خلالها على تنشئة أبنائه. واستعرضت تجربة اليمن في مجال رعاية التميز والإبداع من خلال إنشاء الجوائز المتعددة للشباب والموهوبين، وفي مقدمتها جوائز رئيس الجمهورية لتلاوة القرآن الكريم والآداب والفنون والعلوم، بالإضافة إلى مبادرات المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية في إنشاء جوائز للإبداع والتميز في مختلف المجالات وكذلك إنشاء مدارس خاصة للمتفوقين في اليمن..وتطرقت الورقة إلى دور البرنامج الوطني الخاص بتعليم ورعاية الموهوبين الذي تم إعداده عام 2005م بهدف الكشف عن الطلبة الموهوبين والمتفوقين في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي وإلحاقهم بمدارس مزودة بالتسهيلات اللازمة والمعامل وتقديم برامج تستجيب لاهتمامهم وميولهم وتمكنهم من بلوغ أقصى طاقاتهم..وأكدت أهمية تحديد دقيق لمفهوم الإبداع ووضع تعر يفات متفق عليها بعد أن يتم استعراض التعريفات المختلفة والعمل على تعزيز ثقافة رعاية الموهبين لدى المؤسسات التربوية والمجتمع بمختلف فئاته وشرائحه، وتشجيع تبادل الخبرات بين المؤسسات العاملة في مجال رعاية الموهوبين في في الدول العربية وخارجها للاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال. وكانت قد ألقيت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم العرب كلمات من قبل وزير التربية والتعليم السعودي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد رئيس المؤتمر، والدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم المصري، رئيس المؤتمر الخامس لوزراء التربية والتعليم العرب، والدكتور المنجي أبوسنينة الأمين العام للمنظمة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.. أشارت في مجملها إلى أن المدرسة كانت وما زالت طريق الأمم إلى المستقبل إلا أنها خلال العقود القليلة الماضية لم تعد تلك القوة التي ترسم هذا الطريق، حيث شاركتها قوى أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلامية اعتمدت على مستجدات العصر، وبقدر أخذها بها وحسن استخدامها لها كان تأثيرها على واقع التربية والتعليم. منوهة بأنه على رأس هذه المستجدات التي اختصرت الزمن وقلّلت الثمن ثورة المعلومات والاتصالات التي دخلت كل مجال، وأصبحت مجال السباق والسجال طاوية صفحات الحمام الزاجل، والبريد العاجل، وتقليدية التعليم والتواصل.. وأكدت الكلمات أن هذه التقنية نقلت التنمية من الحفر في الحقول إلى الاستثمار في العقول وارتبطت بالموهبة والموهوبين اختراعاً وابتكاراً واستخداماً. وأكدت الكلمات ضرورة الاهتمام بالعقول والمواهب التي تقود إلى الاستفادة من تلك التقنية لبناء مجتمع المعلومات والمعرفة والربط بين قوة تقنية المعلومات والاتصالات ومخرجات التعليم في جوانب العقل والتفكير ورعاية الموهبة والإبداع. ونوهت بما تواجهه البلدان العربية من عالم جديد أصبح التقدم فيه مرهوناً بالقدرة على استيعاب متطلباته، وواجب الشباب فيه أن يبذل غاية الجهد لكي يكونوا جزءاً من قافلة التقدم الإنساني.. مؤكدة أن مسؤولية الجيل القادم لا تقف عند متابعة البناء ولكنها تمتد إلى ملاحقة إنجازات العصر وتوسيع فرص الإبداع والابتكار وترسيخ جذور التقنية في المجتمع. وطالبت الكلمات بضرورة تحول المجتمعات العربية إلى مجتمعات المعرفة وهذا يتطلب وضع الرؤى والأهداف والاستراتيجيات والإجراءات التي تعتمد فكراً تربوياً ينظر إلى المستقبل بهدف متحرك قائم على نظام تربوي قوي ومرن ومتجدد، قادر على الاستفادة من الماضي وتحليل الحاضر والتفاعل مع حاجات المستقبل والتعامل الإيجابي مع المتغيرات. حضر حفل افتتاح المؤتمر سفير اليمن لدى المملكة العربية السعودية محمد علي محسن الأحول.